عبد المحمود الشيخ خالد “الرَّحَّالة ” – يحتسب عند (الله) تعالي الراحلة الحاجة “حياة البرير”
بسم الله الرحمن الرحيم
{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)} سورة آل عمران.
احتســـــــــاب
(حُسباناً وعِرفاناً وبياناً)
عبد المحمود الشيخ خالد “الرَّحَّالة ” – عائلته وذوو أُسرته المحيطة وأهل عشيرته الأقربون موافقةً، وبقية من أُصيحابِ نُدرة معنويين- يحتسبون عند مولى المغفرة والرحمة – أُم الكُل ، عميدة عموم بني البرير – مرجعيتهم وجامعتهم ومحبوبتهم وشاهدة مسيرتهم ، المقبولة بفضله تعالى:
الحاجة الحكيمة / حياة البرير “الأميرة”
– باكِرة كريمات سيد الأعمال والأفعال الخيِّرة المرحوم الشيخ/ محمد أحمد البرير.
-حرم الرائد العدلي والفقيه القانوني المرحوم مولانا المُشار/ مجذوب على حسيب المجاذيبي شرفاً.
-والدة كل من الأكاديمي المتميز د/ عادل والأُستاذ / مأمون وشقيقاتهما ومن سلف ذُكراناً.
– “بطبيعة الحال” أُخت أبناء وبنات صاحب الأساس المشهور ممن عُلِم جُلُّهم دون توصيف وتصنيف وتعريف.
فقد بارحت روح المعنية دُنيا الشهادة إلى عالم الرُّجعى مساء الأحد الماضي الثالث من ابريل 2022م، توافقاً وأمسية الثُلث الأول من عشرية الرحمة السارية بعد حياة حافلة بالمحامد المُمتدة والتي إن أخفتها نُبلاً ونُكراناً إلاَّ أنها تبدَّت لكلِّ ذي نظرٍ صحيح وقلبٍ سليم فهي من كانت بالمتفردة أدواراً في مدار الاجتماع الأُسري بكل عيني حكمة وبصيرة كما كانت دارها مَجذباً قطَّاباً لقاطبة الأهل والأحباب والجيران والأصهار والأصدقاء وبعضٌ وافد من عديدي المقاصد الأُخر من مَهْلَمة الجَر… دون أن تُجرى بين جمعهم الممايزات.
فكم ببيتها تشوَّف مستحقون ومتطلعون ومبتدئون لفنون الدهر وروائع المعروض منذ بادئة عهد مقرنها وإلى زمن مُلازمها العاكف دوماً على رعايتها ابنها البار سادِن الأسرار المُحقِّق ولزيم الأحوال المُتأمل الأخ الوصيل/ مأمون ولي العزاء مرجحةً ومُؤلَم الفقد مجرحةً.
ونحن المتصدرون إن زجرنا ناعيها عند منبأ الفِراق الأجَلي إلا أننا أُبنا مُسلَّمين لقبول محتوم لا بد من محانه مُتعزين بُحسنِ مذاكر لها عبر عُمرٍ مدَّ أمضته في فاعِل الصالحِات الأبقى، واليوم نَرُد لها ديناً بشائرةِ وفاءٍ خالية عن دافع ما سواها من فاشي المساقِط – فلكم ما طالتنا الفقيدة بجميلِ الاحتفاء ورفيع الاهداء عرِفاناً أصيلاً منها تجاه أجدادٍ لنا جدَّوا السير حيث تلقت عبرهم باكراً علوم المعرفة بكلية المعلمات وهما الأستاذان / شيخ خالد عبد المحمود وشيخ عبد الله عبد المحمود “الناظر والوكيل ” فضلاً عن وثيق علاقة والدها الهُمام بالجد العَلَم الشيخ أبوشامة عبد المحمود فهي وهم لا شك من أقوامٍ تخذهم البارئ للآية الكُبرى إصلاحاً للعبيد ورُشداً للعُبَّاد ومرطبة للكبادِ أجراً– فلها ولأساتذتها من رَبٍّ كريم واسع الرَّحمة وشامل المغفرة وخالص القَبول .
جَلَّت عنِ الوصفِ أن تُحصَى مآثِرُهُم على البواطنِ قد دَلَّت ظواهِرُهُمْ
بطاعةِ اللهِ في الدُّنيـا مَفَاخِرُهُــمْ أُحِبُّهـُـم وأُدارِيهِمْ وأُثِرُهـُـمْ
بُمهجتى وخصوصاً مِنهُمُو نَفرا !
في تآسي حياة الفضل نولي التعزئة تخصيصاً لأبنائها وبناتها مع الحفدة والأسباط وكافة البريريون البررة يقْدُمهم أخوها خاتمة سعد عِقد البرير – الصديق والزميل العزيز الأصيل غير الآخذ بوهنِ العناكِب ووشي الوبوش ومَوق القول، الدكتور/ معتز – مُحي المآثِر ومُوصل المفاخر كشأن الفقيدة بمُعطى زمانها على نحو منفعةِ الجمع والتعرض للمبرات فِعلاً وسراً والأشياء بمناسباتها مَذاكرُ…
والتعزية تسري وصلاً إلى جميع أصهار أُسرة المرحوم الأُستاذ العالي، خُلاصة الصُّلاح / مجذوب علي حسيب ويعنيني هنا الأمر رمزيةً السيد الواصل / صدِّيق حسن التُرابي فقيه العلماء، كما التعزية تعميماً لبعض عيون بيوتات أُم درمان الراسخة أصالةً ممن تَمُتُّ إليها المرحومة بسند الانتماء النوعي الناشِط في دُنيا الاعمار الحياتي المندوب إنسانيةً من أجلِ الآخر لا اسلاشوفينية وطيئة الغرض الحَبوط – فيا حظ من ترك أثراً محموداً في هذه الحياة قبل المغادرة بأداءٍ للمطلوبات المرغوبة على وجه حُسنٍ خالص مُتصل الثواب فنِعِما هُم طِبقاً في ذا السياق السادة العُمَّار وُرَّاث صاحب العصا آل حاج خالد ممن كساهم الشيخ حامد حُللَ الزُلفى وعرَّفهم بكلِّ عارِفةٍ منه وتأييدِ. كذا متسوري محاريب القرآن تلادة السواراب المَعلومون ومَثْلَثَهم الماثل من تخنْدَقوا منذ زمان في كهوف الوعي المعرفي الناهض والحذق المهني البارع آل حمزة، فما أعظم من أم درمان – أم درمان!! رافدة للأوطان كم بها من بُهاةٍ أناروا السبيل لمن كانت حياتهم مُظلِمة والشكر لآباءٍ مَجَدة تشيَّبوا مفاتح تلك البُقعة قبل أن تتبقع بُسكَّاعٍ وَهَنة توهموا أهليتها وعلَّ ذا ما دفع الواثق إلى تُحتضر بيد أننا ” رغم خفي قصده بُعداً” نُعتبر من نَصَرة السماني في أنها الحياة، وكلا الشاعرين من أهلنا وأهلها الأُصلاء ممن عناهم العباسي في جيرونيته الشهيرة اللاعجة بشجيِّ الذَّكريات الزَّواهي حول آباء الصدق الميامين.
النَّازلِين على حُكْمِ العُلا أَبَداً مَن زيَّنوا الكوْنَ مِنهُم أيَّ تزْيينِ
والعباسي زميلُ وفاءٍ وسميرُ مفاخِر، حيث يتجلَّى ذلك بمعيارٍ عالٍ في تحيته النهودية لصديقه خلف الله حاج خالد ممن تُعزى إليه المرحومة قُرباً وروحاً:
رهط المكارم حازوها بما سبقوا في مشهدٍ بذوي الأحسابِ مشهودِ
مثلَ الذي صار في حفل الندى خلفاً لخالد- خالد المعروفِ والجودِ
التعزيةُ مختماً لثُللٍ مُنتشرة من الأصدقاء الحوْلويين ممن ضمتنا معهم قدَرَاً الديوانية العامرة لابن الراحلة مذكورنا مأمون، فثقتى أنَّهم لَحقيقون بمحْملِ المأْنسة ذِكراً على أنماطهم؛ فكم منهم من أُمْلِك مفاتحَ ورعاها كصليحِ الفؤاد كردمان، ومن أُسمي يحيى فحيا بالمعاني، وكم منهم من ولَّى بها وتساهاها! وكم منهم من تفقَّه بلزوميَّات ما يلزَم تُقيةً ومقيتةً!!.
أصحبْ رِجالاً لهم ذوقُ مُنافسةٌ أرواحهم برياضِ الأُنسِ آنِسةٌ
“من لي” وأين هُمو والنفسُ حابِسةٌ؟
ما لَنا في مختمِ موجز هذا الاحتساب المُحزن الذي ساقنا إلى مَجدد مشاهد وشواهد ودواهش إلاَّ أن نُقبِل بالامتثال متُضرعين إلى البَرِّ المُتعال في هذه الليالي المُتلألئة بأن يُبدلَ نزيلته حياة حياةً أحيا مما أشهدها في واقع الشهادة وتارة يُريك باري الورى المُبدع ملمح المناظر قبل اليوم الآخر، “رغم مفارقات النِّسب” متوسلين إليه بمفتاح رحمته الحبيب ذو المرأفة علينا أن يُرِحْ المرحومة في برزخِها بالرَّوحِ والرَّيحان منفذ مصير إلى الجنَّة ونعيمها وأن يأخذ بخواطر صدق المجمعين على فضائلها ترقية في معالي الدرجات، وأن يُدرجنا معها نحنُ المترحِّمين في حظائر غُرف رحمانيته، فنغدو والِهين بالحمد- فيا رَبّ أنت لنا من هولِ مَرقدِنا فخذْ بنا لطريق الحقِّ من يدِنا.
أخيراً – حسبنا سلوةً في كل الأحوال بصنوف ابتلاءاتها قوله تعالى:
{الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.