من الأشياء التى إرتبطت بذاكرتى من بقايا الطفولة الباكرة أنه كان يتم الإحتفال بذكرى عاشوراء بطبخ البليلة باللحم والمرق .. والبليلة بالسمسم والعسل والسمن البلدى .. ويتبادلها الأهل والجيران فى أبهى صور التكافل والتراحم .. فليتنا نستطيع التوسعة على العيال فى هذا اليوم رغم المآسي والنكبات والنقص فى الأنفس والأموال والثمرات .. ليتنا نفعل كُلٌّ بما تيسر له لعلها تكون المُنجية والكاشفة .. ومن الدروس القانونية التى إستوقفتنى وأنا أطالع قصة هلاك الفرعون ونجاة بنى إسرائيل ، أن الفرعون عندما رأى ناراً تخرج من بيت المقدس وتأتى إلى مصر فتدخل كل دارٍ فتُحرقه إلاَّ دور بنى إسرائيل ، وعندما قصَّ هذه الرؤية لكهنة معابده أشاروا عليه بقتل كل مولود ذكر من بنى إسرائيل والإبقاء على إناثهم ( إستحيائهم ) .. وأصدر الفرعون مرسوماً دستورياً أوقل جمهورياً أو فِرعونياً بهذا الأمر ، وعندما تناقص بنو إسرائيل أتى إلى الفرعون الطاغية جماعة من عِلية القوم واخبروه أن الاعمال التى يرونها حقيرة والتى كان يقوم بها المستضعفون من بنى إسرائيل ستؤول إليهم لفناء الذكور من تلك الفئة ، فأصدر الفرعون مرسوماً دستورياً جديداً يَنُصُّ على أن يكون هنالك عامٌ للمسامحة وعامٌ للقتل ، فمن يولد فى عام القتل يٌنفذ فيه أمر الفرعون ، ومن يولد فى عام المسامحة فيُبقَى على حياته لخدمة الطغاة .. وهكذا هم الطغاة فى تثبيت ملكهم وطغيانهم من قديم يُصدرون المراسيم كيفما شاءوا وحسبما أرادوا .