
موازيين الحرب تغيرت ، وقد احسن الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة العميد الركن نبيل عبدالله حيث اصبحت تصريحاته تتحدث عن (العدو) ، وهذا توصيف اوسع نطاقاً من عصابة آل دقلو الارهابية ، فالأمر لم يعد حرباً تقليدية ضد قوة متمردة ، وإنما اجندة تشارك فيها أطراف دولية واقليمية كثيرة ، كانت لديهم أطماع توسعية وسيطرة على شأن البلاد والعباد ، ولكنهم ذاقوا الهزيمة والخيبة ، وبعد فشلهم فى تدمير بلادنا وكسر شوكتها واقتلاع شعبها ، بدأت مخططاتهم فى إلحاق أكبر الأذى بأمتنا وشعبنا.. وهذا فعل الغيظ والتنفيس الأعمى عن حالة الاحباط..
و لقد شهدت بلادنا الكثير من هذه الحالات.. بعضها محفوظ فى سجلات التاريخ وبعضها مدون فى الموروث الشعبي ، كما غنت الفنانة عائشة الفلاتية (طيارة جاءتنا تحوم ، جاءت تضرب الخرطوم ، كتلت حمار كلتوم)..وحسب الروايات انها طائرات إيطالية عام 1945م ايام الحرب العالمية الثانية..
وهو ما حدث من الرئيس الليبي معمر القذافى فى 26 مارس 1985م وطائرته تقصف الإذاعة السودانية، ومن الرئيس الامريكي بيل كلينتون وصواريخه تضرب مصنع الشفاء اغسطس 1998م ، و ضرب اسرائيل مجمع اليرموك فى 23 اكتوبر 2012م ، ومع اختلاف حجم الخسارة والتأثير ، فإن الأصل هو وجود هذا الخطر دوماً ، ومن الضروري التحسب له..
والتدابير تتطلب مؤسسات دولة قوية ومؤثرة وفاعلة ، للتعامل معها ، مثل هذا الحدث يقتضى وجود رئيس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الداخلية ومدير عام جهاز المخابرات العامة فى مسرح الأحداث ، وفى الفضاء الاعلامي ، الناطق الرسمي بإسم الحكومة ووزير الخارجية ، هذه درجة التفاعل المهمة ، فهذه الضربات ليست رداً على ما جرى فى نيالا ، وإنما غبينة لما جرى فى لاهاي ، وخوفاً من تداعياتها.. ولذلك من الضروري الاستعداد لمواجهة الهزيمة العسكرية والسياسية للعدو فى توصيفه واجندته..
ولأن المعركة مستمرة ، وأبعد من صوت المدافع والراجمات ، فإن عناصر جديدة تتداخل ، وهو توظيف اقصى للخلايا ، والمخاطرة بتحريكها ، لإرباك تفكير القيادة العليا ، وما أكثر التساهل مع العناصر متعددة (الولاء) ، ولاء للوظيفة ، وانتماء لجهات سياسية ونشطاء واجندة خبيثة ، ولا ندعو إلى تجريم احد ، ولكن من الضروري تأمين المؤسسات الحيوية..
حفظ الله البلاد والعباد
4 مايو 2025م