صحيفة “لو سولي” السنغالية تجري حواراً مع سفير السودان بداكار .. السفير عبدالغني النعيم: (مسؤولية الأمم المتحدة منع مليشيا من تدمير دولة مستقلة)

_________
رصد : الرواية الأولى
تناول سفير السودان لدى السنيغال الحرب الدائرة في بلاده منذ العام 2023م وقال إن العدوان الخارجي الذي تنفذه مليشيا الدعم السريع ضد الحكومة الشرعية يستهدف سيادة البلاد المنخرطة في الدفاع عن أمنها وشعبها.
• ما هو الوضع الأمني بعد إستعادة الجيش السوداني العاصمة ؟
لقد نجحنا في صد غزو أجنبي عبر مليشيا الدعم السريع المدعومة من قوى دولية. لقد سيطرت القوات الحكومية على العاصمة ولم تبق في البلاد سوى مواقع في كردفان ودارفور تحتلها المليشيا والتي تطمع في السيطرة على ثروات السودان.
لقد زار مؤخراً العاصمة السيد رئيس الوزراء الجديد البروفيسور كامل الطيب إدريس وهو مسؤول دولي ذو خبرة واسعة للوقوف على كيفية تنفيذ برنامج إعادة إعمار العاصمة.
• لقد أدنتم العدوان الأجنبي على بلادكم بواسطة الدعم السريع المسنود بحكومات أجنبية. هل تطلبون من المجتمع الدولي فرض عقوبات ضد هذه الدول التي تساند الدعم السريع؟
إننا نأسف لعدم إتخاذ إجراءات من المجتمع الدولي الذي يعلم تماماً بمصادر الأسلحة والأموال التي تغذي مليشيات الدعم السريع. أعتقد أن مسؤولية مجلس الأمن وهو المسؤول عن سلام وأمن العالم، أن يمنع مليشيا من أن تتمكن من تدمير دولة مستقلة. لقد قدمنا شكوى لمجلس الأمن ولكن للأسف لم نر النتيجة بعد. إننا نواصل مناشدة المجتمع الدولي والإتحاد الإفريقي لوقف هذا العدوان.
• ماذا عن محادثات السلام بدأت في جدة وجوبا في محاولة لإحلال السلام في السودان؟
لقد توصلنا في العام 2023م لإتفاق مع مليشيا الدعم السريع ولكن بعد شهر فقط واصلوا في الإعتداء على القوات الحكومية و الشعب السوداني. وفيما يتعلق بإتفاق جدة كان من المقرر أن تخلي المليشيات المواقع المدنية التي تشمل المستشفيات والمباني العامة في الخرطوم لكن المليشيا رفضت تطبيق إتفاق جدة.
إن المليشيا تفتقر للمصداقية وتستغل المفاوضات لتحقيق مكاسب ميدانية. إن هدفهم النهائي هو السيطرة على السودان، ولكن السودان بلد يمتد تأريخه لسبعة آلاف سنة ولا يمكن أن يخضع لأسرة واحدة وقبيلة واحدة ومليشيا إرتكبت جرائم ضد الإنسانية وتمارس العنف حيثما حلت في البلاد.
• هل يتجه السودان نحو السيناريو الليبي حيث أنشأت حكومتان في السودان بعد التوقيع في نيروبي على ميثاق بين الدعم السريع وحلفائه في 25 فبراير الماضي لإدارة الأراضي التي يسيطرون عليها؟
لا أعتقد ذلك فهم لم ينجحوا في إدارة الخرطوم عندما سيطروا عليها.. إن لدينا ميثاق الأمم المتحدة الذي يعترف بالسودان كدولة ذات سيادة ولا أرى أنهم يستطيعون تقسيم البلاد. صحيح أن هناك بعض القوى تسعى إلى تقسيم السودان للسيطرة عليه وهذه المحاولة ليس لها أي فرصة نجاح. إننا نعول على الدول الإفريقية لكي لا ينجح هذا المخطط الكارثي لأنه سيشكل سابقة خطيرة لبقية الدول الإفريقية.
• لقد زار السيد الفريق عبدالفتاح البرهان داكار في 13 يناير الماضي على الجبهة الدبلوماسية ما الذي تنتظرونه من دولة السنغال؟
لقد أكد فخامة رئيس الجمهورية باسيرو جوماي فاي دعم حكومة وشعب السنغال لسودان واحد ذي سيادة، وأود أن أتقدم بالشكر والتقدير لهذا الموقف الذي عبر عنه السيد الرئيس والسيد رئيس البرلمان والسيد رئيس الوزراء وعدد من أعضاء الحكومة حيث أكدوا دعمهم الثابت للسودان خلال هذه الأزمة. لقد عبروا عن تأكيد دعمهم في العديد من المناسبات الثنائية ومتعددة الأطراف.
• ماذا عن الوضع الإنساني في دارفور التي تعاني من تجدد النزاعات بين المجتمعات المحلية؟
لدينا قرار من مجلس الأمن للأمم المتحدة بشأن مدينة الفاشر عاصمة إقليم دارفور ولكن حتى الآن لا تزال المدينة محاصرة من قبل المليشيا ولم تحاول المنظمة الدولية تطبيق القرار. نحن نعمل على معالجة الوضع الإنساني الصعب للغاية ونحن في مواجهة مليشيا تنهب المدن وتعيق عمل المنظمات الإنسانية إن أفضل طريق لإحلال الأمن والسلام في دارفور هو وقف التمويل والدعم اللوجستي عن المليشيا التي تنشر الفوضى واليأس.
• هل يمكن أن تكون السنغال مصدر إلهام للسودان في مجال الديمقراطية؟
إن التجربة السنغالية في مجال الديمقراطية مصدر إلهام لإفريقيا والعالم بأسره، فمنذ الإستقلال تميزت السنغال بديمقراطتها التي تتسم بالتبادل السلمي للسلطة. نحن فخورون بهذه التجربة التي تثبت إمكانية قيام ديمقراطية راسخة بأحزاب سياسية وإعلام وإنتخابات تجرى بطريقة سلمية.
• لقد أبديت رغبتك في العمل من أجل إنشاء وكالة إعلامية إفريقية . لماذا إتخذت قرار العمل من أجل سيادة إعلامية إفريقية؟
نحن بحاجة لذلك لأن أي سيادة تبدأ بالوصول إلى المعلومات. فإذا حصلنا نحن الأفارقة على معلومات مغلوطة فلن نتمكن من إتخاذ قرارات صائبة. من الضروري أن نتبادل المعلومات الصحيحة فيما بيننا وسيسمح لنا ذلك بمعرفة ما يجرى في السنغال وستعرفون ما يجرى في السودان كما أنه من الضروري تشجيع التعاون بين وسائل الإعلام الإفريقية لإسماع صوت القارة حول العديد من الأزمات.
• هل سنشهد إستئنافاً للديمقراطية في السودان عند إنتهاء النزاع في البلاد؟
بالتأكيد. لقد خططنا لفترة إنتقالية تعقبها إنتخابات يختار خلالها الشعب السوداني حكومته. ليس لدينا خيار آخر لأن الشعب عبر عن تمسكه بالتعددية الحزبية ولكن كما قلت فإن هناك بعض القوى التي لا تريد ظهور الديمقراطية في بلادنا.
• هل هناك جدول زمني لعودة الديمقراطية؟
هذه المهمة ستكون من إختصاص الحكومة الإنتقالية. عادة ما تستمر الفترة الإنتقالية في السودان عاماً واحداً تعقبها إنتخابات، ولكن طالت الفترة الإنتقالية منذ 2019م نعمل الآن على أن تكون الفترة الإنتقالية مناسبة للإعداد للإنتخابات القادمة.
• السلطة السياسية في السنغال تركز على مبدأ السيادة. هل هذه رؤية مشتركة مع السودان؟
كل بلد يسعى لتعزيز سيادته في مجالات مختلفة مثل الغذاء والصحة والدفاع وهذا هو حال السنغال والسودان معاً في تأكيد السيادة. وهذا لا يعني أننا نرغب في العزلة والإنغلاق بل يمكننا الإستمرار في التبادل التجاري مع الآخرين. نحن متفقون تماماً مع السنغال على هذه الرؤية التي ترمي إلى صون السيادة.
أجرى الحوار:
مامادو محفوظ نغوم (نص)
موسى سو (صورة)