الأستاذ عبد الوهاب جمعة الإعلامي الاقتصادي النشط، صاحب (المرصد) الالكترونية المتخصصة في اقتصاديات الطاقة، أورد خبراً أشار فيه لانطلاق مشروع إنارة عدد من الطرق الداخلية، وكبري كوستي والدويم، بالطاقة الشمسية. والذي تنفذه شركة “برجس الهندسية” ضمن عدد من مشروعات التنمية بالولاية، وذلك في أطار الشراكة الذكية مع حكومة ولاية النيل الأبيض.
المسئولين بالولاية أشاروا إلى أن الخطوة تأتي في إطار الاهتمام بالخدمات ومعاش الناس، وسوف تتبعها خطوات أخرى ليشمل مشروع الانارة بالطاقة الشمسية كل ميادين وطرق ومحليات النيل الأبيض.
فيما أبدى مدير الشركة المنفذة للمشروع جاهزيتهم لإنفاذ مزيد من مشروعات التنمية في مجالات الطاقة الشمسية بمحلية كوستي والولاية، في شتى المجالات.
تعليق: هذا خبر مهم وايجابي ويشرح الصدر. ذلك أن نسبة السكان في المناطق الريفية وشبه الحضرية الذين تصلهم الكهرباء في السودان لا تتجاوز 13,8%، وإذا علمنا صعوبة وتكلفة انشاء وبناء شبكات كهرباء، لتصل الى المناطق الريفية، نجد ان الطاقة الشمسية هي الافضل من حيث السعر والتكلفة، لعملها المستقل عن الشبكة العامة.
يشبه الخبراء وصول الطاقة الشمسية للمجتمعات المحرومة، بوصول الهاتف المتنقل، الذي غير بنية الاتصالات، وادخل هذه المجتمعات الى شبكات الاتصال والاستفادة من مزاياها.
من مزايا شبكات الطاقة الشمسية أنه يمكن بناءها بسرعة، وفي بضع أشهر، كما يمكن تفكيكها ونقلها بسهولة، وأن البنية الاساسية لها غير مكلفة، وأنها تستجيب للطلب السريع حيث يمكن بناءها بسرعة، وأنها يمكن ان تعمل بشكل مستقل OFF-GRID لا تحتاج الى الدخول في الشبكات العامة لتوزيع التيار الكهربي، وهي في النهاية طاقة نظيفة غير ملوثة، وهذا ما يبحث عنه العالم اليوم ويدعمه.
انخفاض اسعار اللوحات الشمسية، ومرايا التركيز، ووسائط التخزين، ادي الى انخفاض تكلفة اسعارها ومنافستها لكل وسائل الانتاج الأخرى، من غاز طبيعي وفحم حجري بأنواعه وديزل، ولم يتبقى امامها في السباق الا الطاقة النووية، وتوليد الطاقة بواسطة الرياح.
انتاج الطاقة في السودان كان مجالا حكريا للدولة منذ ان بدأ الانتاج في 1908 وحتى اليوم. لكن انتاج الطاقة الشمسية سينهي عقود احتكار الدولة لإنتاج الطاقة الكهربية. وهو امر ينسجم مع تطور وتزايد مشاركة الناس في جني ثمار الاقتصاد، فيما يعرف الان بالاقتصاد التشاركي، والذي أصبح سمة جديدة للاقتصاد، مثل مشاركة الناس في ميدان النقل عبر تطبيق اوبر وترحال في السودان.
من المهم الإشارة إلى أنه بالإضافة للاستخدامات التقليدية للطاقة الكهربائية التقليدية، فإن استخدام الطاقة الشمسية، باعتبارها مستقلة عن الربط بشبكات التوزيع، سيفتح المجال واسعاً لاستخدامها في مجالات النقل والزراعة وتربية الحيوان والتصنيع الزراعي ومنتجات الحيوان، داخل المجال الحضري او في البوادي. وهناك الآن العديد من النماذج في المزارع غرب أم درمان، وفي ولايتي نهر النيل والشمالية. والله الموفق.