فى ظل الأيام الصامتة والحزينة والثقيلة التى عاشها ويعيشها أهل السودان همَّاً ومكابدة فى دنيا الإضطراب الأمنى المختبل المجنون التى لم تُنسيهم تحرِّى الليلة المباركة ولا فرحة العيد ولا الست من شوال رغم أجواء القصف وتساقط الرصاص وتعفن الجثث المتناثرة فى بعض الطرقات ودمار البنايات والحريق الذى إمتَّد سواده كغمامات عاد ، لم يفقد الناس آمالهم فى الحياة وإحساسهم بها رغم النزوح القسرى لبعضهم والبقاء القسرى لآخرين منهم ، وهذا من فضل الله عليهم ومن نِعَمه عليهم أن تظَّل آمالهم حيَّة تتحرك وتزداد وتتجدََد .
والشرطة السودانية كمؤسسة عريقة ومحترمة إستشعرت مسئوليتها تجاه الواقع الذى يعيشه أهل السودان وتجاه هذا الوطن العزيز الذى تفتديه بالمهج والأرواح رغم الحسرة التى تملؤها والعبرة التى تخنقها تجاه ما آلت إليه الأمور ، إلاَّ أن المشهد العام بكل قتامته لم يَفُتَّ فى عضدها فوضعت يدها مع مواطنيها وقواته المسلحة ضد البغاة الذين إن تركوهم وما أرادوا هلكوا وأهلكوا السودان ، وإن أخذوا على أيديهم نجى السودان وأهله من هذه الفتنة العظيمة .. فالشرطة بكل تأريخها المضئ ومنظومتها القِيَمية الشامخة الخالدة لاترتضى لنفسها أن تعيش على هامش معركة الكرامة الوطنية ( كالهمزة على هامش الكلمة ) أو أن تكون منسية كعلامات الترقيم ، فكان إنتشار نسور الإحتياطى المركزى لبسط الأمن وبث الطمأنينة فى قلوب الناس يكيلون بمكاييل الأمن والأمان ، والعدل والإحسان ، والتضحية والفداء .. فإذا إكتالوا لأنفسهم يؤثرون مواطنيهم عليهم ولا يَغبِنون ، وإذا وزنوا لقُطَّاع الطرق يَسْتَوفونهم عدلاً وأخذاً على أيديهم ، وإذا كالوا للخائفين من أهليهم فلا يُخسرون ولا يَجبنون ، فكان أداء نسور وأبطال الإحتياطى المركزى ظهيرة اليوم رائعاً بشهادة الجميع وقدموا أنفُساً عزيزة وغالية يفتدون بها أمن السودان وأهله وهذا هو حال ( البوليس أبو طيرة ) منذ تكوينه وبذر بذرته المباركة فى فتيح العقليين فى سبعينيات القرن الماضى .. فأهل السودان يُراهِنون على شُرطتهم وعلى منسوبيها ووطنيتهم التى لايُزايد عليها أحد ، وعلى إخلاصهم وتفانيهم وتضحياتهم رغم ما بها وبها من دَخَنْ ، فأرضها بالغة الخصوبة لم ولن تَبور رغم الحسكنيت الذى أضََر بها ..!!
حفظ الله بلادنا وشبابها وأهلها وقواتها المسلحة الباسلة وشرطتها المهنية المُحترفة من كل سوء ، ونسأل الله أن يتقبل شهداء معركة الكرامة الوطنية .. اللَّهم آمين اللَّهم آمين .
