اسامة عبدالماجد
¤ في كل يوم يضيق الخناق على مليشيا محمد حمدان “حميدتي” ، وهي تواصل ارتكاب جرائمها المروعة تجاة المواطنين.. من قتل وسلب واختطاف وتطهير عرقي واستمرار منهجها المدمر للمنشأت والمؤسسات.. اتجهت كذلك للقيام بعمليات قصف عشوائي بغرض ترويع وتهجير المواطنين من منازلهم.
¤ لكن حدث مالم يكن في حسبانها حيث تشهد البلاد هبة شعبية ضخمة وصحوة ضمير لقبائل اعلنت تصديها للمليشيا.. واعلان الحرب عليها.. انتشرت عدد من مقاطع الفيديو التي وثقت المناصرة الكبيرة للقوات المسلحة من جانب تلك القبائل التي اعلنت حمل السلاح في مواجهة التمرد وحماية مناطقها في انحاء ولاية الخرطوم ودارفور.
¤ ان الخطوة ستغير المعادلة وستضعف المليشيا بشكل كبير.. ولم تعد المعركة تخص القوات المسلحة.. بعد استشعار القبائل للخطر الذي يحدق بها.. وسعي المليشيا لاحتلال اراضيها وتوطين مرتزقة من دول الجوار او مواطنين رحل لا ارض لهم .. وتحديدا في دارفور التي بدأت قبائلها تتحرك بشكل منظم بعد ترتيب صفوفها من اجل حماية ارضها وعرضها.
¤ ان الجرائم المروعة التي ارتكبتها المليشيا كفيلة باستفزاز القبائل لتعلن موقف قوي وشجاع.. لا سيما وان زعيم المليشيا حميدتي اعتمد في الفترة الماضية وتحديدا قبل اشعاله الحرب على شراء ذمم زعماء عدد من القبائل خاصة في دارفور.. وبعد الحرب اعلنت بعضها وبكل اسف وقوفها الى جانبه.
¤ كان ذلك موقف مخزي وغير اخلاقي من اولئك الذين يسمون انفسهم قيادات اهلية وفي حقيقة الامر هم عبارة عن دمي كان يحركها حميدتي بامواله كيفما شاء.. وكانوا يحشدون له الرجال ويسربون له المعلومات.. لكن التحول الكبير وسط تلك القبائل، جاء نتيجة لتيقن القيادات ان مشروع حميدتي دموي يهدف الى النيل من كل القبائل واستئصالها لاجل توطين وافدين.. وبدأ ذلك الفعل الاجرامي باحتلال البيوت.
¤ امس نددت الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج في بيان بتصاعد العنف وانتهاكات حقوق الإنسان في السودان.. لا سيما في إقليم دارفور.
..وأشارت البلدان الثلاثة إلى الهجمات التي تشنها مليشيا الدعم السريع في دارفور.. وارتكابها عمليات قتل جماعي تشمل الاستهداف العرقي لمجموعات بعينها، وقتل الزعماء التقليديين، والاحتجاز الجائر، وعرقلة المساعدات الإنسانية.
¤ البيان الغربي الجديد.. دليل علي ان المليشيا باتت محاصرة من كافة الاتجاهات.. وان جرائمها لم تعد مستترة، وفوق الاحتمال.. ولذلك انتفض ناظر عموم الرزيقات واعلن تصديهم لاي محاولة من المليشيا للهجوم على مدينة الضعين حاضرة شرق دارفور.. وحسنا بان خرج الناظر عن صمته (غير النبيل) بعد ان كان ينتظر منه ادانة للمليشيا والتي عمادها من ابناء عشيرته.. وكان المامول منه اطلاق نداء لابنائهم ومطالبته لهم بغسل اياديهم من الدم والمال الحرام.
¤ لكن ان تاتي متاخرا خير من ان لا تاتي.. كما فعلت حركات دارفور والتي تحركت بعد فوات الاوان وبعد ان تطاولت المليشيا.. واعتدت على مدن عريقة في دارفور.. وتتكون معظم الحركات من ابناء القبائل غير العربية.. والتي استهدفتها المليشيا بشكل مباشر خاصة في الجنينة وزالنجي.. فضلا عن ذلك ان الصراعات القبلية في دارفور اخذت منحى اخر اشد خطورة وهو مشاركة ابناء القبائل المتصارعة في الحرب القبلية باستخدام سلاح المليشيا.. مثلما حدث في الاقتتال بين الهبانية والسلامات.
¤ ولذلك التطور الجديد في دارفور سيكون له مابعده.. وسيغير الاوضاع في صالح القوات المسلحة .. وسيكون له تاثيرات خارجية خاصة مع الجارة تشاد والتي لها تداخل قبلي كبير في دارفور.. وقد يضطر الرئيس محمد ديبي الى قراءة المشهد من جديد.. وهو نفسه في خطر بسبب مليشيا الدعم السريع التي قد تتهور وتنقل الحرب الى بلاده، سواء كان ذلك بارادتها او رغما عن انف قيادتها.. وارجح الثانية نسبة الي ان عناصر المليشيا متفلته وتركز علي السلب والنهب.
¤ ان جهد كبير تم في في الفترة الماضية من قيادة الاجهزة الامنية والعسكرية تم من خلاله التواصل مع زعماء العشائر.. وتنويرهم بخطورة المخطط الذي يتبناه حميدتي .. ولذلك كان هذة الاستجابة.. الذي ستظهر نتائجها الايجابية في الفترة المقبلة.
¤ ومهما يكن من امر.. باتت نهاية المليشيا قريبة من اي وقت مضى بعد هذة الصحوة القبلية.