∆ أجدني دوماً من المؤمنين بأنه مهما عم الظلام أُفضل إيقاد شمعة الأمل على اللعن غير المجدي، وتتوق نفسي لإبراز الحسن، ولو كان ضئيلاً أو قليلاً، عن إتباع شهوة إشاعة القبح ولو كان كثيراً، فالتقدم الي الأمام خطوة، ولو بإنجاز واحد، خير من التوقف لإحصاء الإخفاقات بغير غرض الاعتبار وتدبير المستقبل وإن كثرت ..
∆ على هذا المنوال دعوني أقول للكابتن “إبراهيم علي أبوسن ” المدير الجديد للخطوط الجوية السودانية ( كراعك خضراء) أن تزامن تعينك نسبياً مع تحقيق إنجاز التحدي بإكمال الصيانة الكبري لطائرة سودانير من طراز إيرباص (A320 ) ودخولها إلى الخدمة الشهر الماضي .
∆ مبعث الاستبشار بكابتن أبوسن هو ما سطرته سيرته الذاتية من خبرته في مجالي الطيران وإدارة شركات الطيران، فالرجل كتاب سجله (log book) يدون آلاف الساعات من الطيران على طرازات مختلفة من طائرات نقل الركاب وطائرات الشحن بعمليات إقلاع وهبوط في العديد من المطارات المحلية والدولية، مما أهله أن يكون معلماً بارزاً ومدرباً قديراً لأجيال من الطيارين الشباب الذين هم تحت إشرافه الآن، وكذلك فإن توليه لقيادة بعض شركات الطيران تحسب قيمة مضافة في هذا السجل المعتبر .
∆ ودلالة الاحتفاء بإنجاز الصيانة الكبرى للطائرة الإيرباص هو أن الأيدي الفنية والخبرة الهندسية لمهندسي وفنيي سودانير ما زالت بخير، وهم يحققون هذا النجاح بالطعم السوداني الخالص من داخل هناقر الشركة وبإمكاناتها ومعداتها، مما يؤكد الثقة من جديد في قطاعها الهندسي والخبرة الوطنية،، لذلك دعونا أن ننظر من هذه النافذة لآمال وتطلعات جديدة للناقل الوطني .
∆ حتماً تحقيق هذه التطلعات المرتجاة ورسم هذه الآمال المبتغاة تتطلب بذل الجهد الفكري والتخطيطي السليم والمواكب وصانع البدائل، قبل تنزيل واجبات وإستحقاقات الإدارة الرشيدة، وتطوير الآداة الفنية الماهرة .
∆ من الأسئلة الملحة الآن وسودانير تدخل في عهد جديد بدأت معه بوادر تلاشي كثير من العقبات والتحديات التي كانت تقف في طريقها وعلى رأسها عقبة ( الحظر الظالم ) الذي طالها أمداً بالحرمان من الإسبيرات وتقييد بعض مجالات الطيران: ـ ماهي ملامح الخطة الإستراتيجية الوطنية الواضحة المعالم والمرسومة التوقيتات للنهوض بسودانير في المستقبلين القريب والبعيد ؟ ـ هل عقل سودانير الراسم للسياسات الإدارية والفنية والمالية (مجلس الإدارة) سيتم إعادة تشكيله بما يواكب بناء المرحلة القادمة بعناصر على قامة التحدي الوطني والتجرد لأداء المهمة بإخلاص بعيداً عن تداخلات المصالح الذاتية أو استغلال عضويته لتصبح بعض الشركات (الأولى) بمقدرات سودانير وإمكاناتها وفرصها ؟
ـ هل سترتقي العلاقة بين سلطة الطيران المدني كجسم سيادي ورقابي والناقل الوطني إلى آفاق أكثر من الدعم الإيجابي، وهل ستخفت همهمات كان تكثر في السابق وادعاءات ( بتكسير المجاديف)؟
ـ هل ستمضي سودانير في نهج التحالفات مع الشركات العالمية في تبادل الخبرات والتدريب أو حتى العمليات المشتركة؟ هذه التحالفات التي طفرت بخطوط طيران إقليمية تأسست بعد سودانير طفرات عالية ومشهودة .
ـ ثم ما الذي يمنع سودانير من أن تتحول إلى شركة قابضة مثل شركات مشابهة ناجحة تضم شركات فرعية في مجالات الخدمات الفنية والمناولات الأرضية وحتى السوق الحر لتدر على الناقل الوطني مزيداً من الموارد المالية التي يحتاجها؟
∆ آخر قولي: فضلت عدم التسرع في تناول موضوعات وملفات مهمة ومطروقة الآن حول سودانير ومستقبلها واكتفيت بالأسئلة، وفاءاً لما أسلفت من قول في استهلالي لهذه الزاوية، وتأكيداً لاستبشاراتي بالقيادة الجديدة، وبلا شك لنا عودة للتناول والمتابعة في سبيل دعم الناقل الوطني،، وإلى الملتقى..