ياسر محمد محمود البشر
الإعلام الحديث لم يعد مهنة لها أخلاقيات مهنية أو ميثاق شرف فالإعلام بمفهومه الحديث أصبح صناعة لا تقل عن تكلفة صناعة القنابل النووية والأسلحة المتطورة ذات الكفاءة العالية وأصبحت الدول ترصد ملايين الدولارات من أجل تطوير صناعة الإعلام والإعلام يمكن أن يوقف الحروب ويمكن أن يشعل جذوتها ولذلك نجد كثير من القنوات الفضائية ذات المشاهدة العالية والإنتشار الواسع والمحطات الإذاعية تمثل سياسة دول تنفذ من عبرها أجندتها التى تريد تحقيقها وتوصيل رؤيتها للعالم عبر قنواتها وهى أكثر فعالية من الأسلحة النووية ويمكن أن تحقق القناة أو الإذاعة إنتصارات أكبر من التى تحققها القوات العسكرية على أرض الواقع فالإعلام سلاح بكل ما تحمل الكلمة من معانى.
وحتى لا نذهب بعيدا فإن قنوات العربية والحدث والجزيرة تعتبر جزء من أدوات الحرب التى تشهدها الخرطوم لأنها تمثل سياسية الدول التى المؤسسة للقنوات لذلك جاء التناول الإعلامى لقضايا السودان تناول بعيد كل البعد عن أخلاقيات مهنة الإعلام وكانت القنوات المذكورة تعمل على تزكية نار الفتنة بين القوى السياسية من جهة وبين المدنيين والعسكر من جهة أخرى وبين الدعم السريع والجيش من جهة ثالثة وفتحت هذه القنوات عدسات كاميراتها لرصد كل شاردة وواردة ومكنت لروبيضات وسفهاء السياسية وعاطلى الموهبة ومتسكعى دور الأحزاب وقدمتهم للمشاهد بأنهم قادة ومحللين سياسيين وما هم فى حقيقة الأمر إلا دعاة للفتنة مشعلى نار الحرب يسيل لعابهم لمبلغ المائة دولار التى تدفعها القناة المستضيفة للضيف وقد يقتسمونها مع من يرشحهم للمقابلة من موظفى للقناة لذلك يتكرر ظهور بعض الوجوه حتى تتم عملية إقتسام الثروة بين الضيف وموظف القناة الذى يرشح الضيف.
ويعاب على مراسلى هذه القنوات أنهم يختارون ضيوفهم بصورة موجهة توجيه من بعض الجهات فهل يعقل أن يتم حصر المقابلات الصحفية مع مجموعة بعينها من الصحفيين والإعلاميين والسياسيين ومعظمهم يمثلون وجهة نظر واحدة ورؤية واحدة واتجاه واحد وخيار واحد بصورة بعيدة كل البعد عن الحياد الإعلامى واخلاقيات المهنة وترجيح كفة المعلومات الزائفة والمضللة على الحقائق التى تشهدها أرض الواقع وهناك من يدعمون باطل هذه القنوات ويصفقون له من أجل تحقيق مكاسب سياسية رخيصة ومغانم شخصية وهناك ممارسات سالبة لبعض مراسلى هذه القنوات سكنتب عنها لاحقا وهى تتنافى مع مواثيق الشرف الصحفى وأعراف وتقاليد هذه المهنة.
ومن الملاحظ إنخفاض وتيرة التناول الإعلامى لأخبار السودان فى هذه القنوات عقب إندلاع الحرب وأصبح التناول الإعلامى لأخبار السودان فى أدنى معدلاته لأن سياسية الدول التى تضع السياسة الإعلامية لهذه القنوات تريد أن تجعل أخبار الحرب فى السودان تحت مظلة الحروب المنسية وليس مهما عندها أن تنقل ويلات الحرب ومعاناة الشعب السودانى وتنقل للعالم حجم الدمار الذى لحق بالعاصمة السودانية الخرطوم وليس مهما عندهم ذلك لأن الغاية والهدف الأسمى لهذه القنوات أن تصل بالسودان الى شفا حفرة الحرب وقد حققت ما تصبو إليه وأصبحت هذه القنوات تحصى أيام الحرب التى مضت من عمرها المديد وقد يأتى وقد لم يتم فيه تناول أخبار السودان على الإطلاق.
نـــــــــــــص شـــــــوكــة
واهم من ظن أن هذه القنوات مجرد فضائيات إنما هى دول وسياسات ومخابرات وتجسس لها خطط مرسومة وأهداف موضوعة بعناية فائقة وبرامج معدة إعداد محكم يهدف إلى تحقيق مصالح ذات الدول عبر سلاح الإعلام.
ربــــــــــع شـــــــوكـة
الإعلام العسكرى أضعف حلقات الجيش السودانى فقد خسر الجيش معركة الإعلام بالرغم من إنتصاره فى أرض المعركة.
yassir.mahmoud71@gmail