الرواية الأولى

نروي لتعرف

الرأي

سالي زكي تكتب : السودان يحاصر من الخارج

سالي زكي

المجتمع الدولي والاقليمي يحاصر رغبات المواطن السوداني ويضغط في اتجاه فرض واقع سياسي لا يعبر عن الارادة الوطنية الحقيقية، فكل من ينادي بعودة الدعم السريع الى المشهد السياسي انما يحاول اعادة عقارب الساعة الى الوراء متجاهلا ما جرى من دماء ودمار وتشريد.

تواجه بلادنا اليوم معادلة صعبة بين ضغوط خارجية متزايدة وبين رغبات شعب ينزف ويبحث عن العدالة والسلام، فالدول الكبرى والمنظمات الاقليمية والدولية تمتلك قوة اقتصادية وسياسية تجعلها قادرة على ارغام الحكومات على الجلوس الى طاولة المفاوضات حتى وان كان ذلك ضد رغبة مواطنيها، كما ان حلفاء السودان تحولوا الى ادوات ضغط تطالب بمفاوضات تشمل الدعم السريع الامر الذي يجعل احتمال جلوس القوات المسلحة الى هذه المفاوضات واردا قريبا.

لكن هنا يبرز السؤال المحوري ماذا عن القوى السياسية والمجتمعية وماذا عن المواطن الذي هجر من دياره وفقد ممتلكاته وسفك دمه في هذه الحرب، هل يقبل بعودة الدعم السريع الى سدة الحكم ام يجبر على ذلك بفعل الضغوط الخارجية؟ فتغيب ارادته الوطنية ويخضع مرة اخرى لعدوه .

امامنا ثلاثة تحديات داخلية رئيسية في مواجهة مؤامرة خارجية واحدة
التحدي الاول: هو موقف الشعب السوداني الذي فقد كرامته وبيوته وامنه فهل سيقبل هذا الشعب ان يعود من كان سببا في مأساته ليتحكم في الدولة.؟
التحدي الثاني: هو موقف القوى السياسية فهل يمكن لها تحت ضغط الخارج ان تمنح الشرعية لمن لا يمثل الا الخيانة للوطن في ابشع صورها؟
اما التحدي الثالث: فهو دور القوات المسلحة التي تملك وحدها شرعية التفاوض لكنها مطالبة بان تحمل رغبات الشعب في توحيد الجيش ومنع عودة الدعم السريع الى السلطة.

من هنا يصبح التفاوض مشروعا فقط اذا التزم الجيش بتمثيل مطالب الشعب اما اي مفاوضات تمنح الدعم السريع شرعية او تعيد حكومته المشوهة فهي مرفوضة تماما. واذا اختارت القوى السياسية الدخول في حوار يمنح هذه الشرعية فانها في ذلك الحين تكون قد خانت الشعب السوداني بأكمله. لانها تكون وافقت ان تعطي حكومتهم شرعية لتسود .

نحن نرحب بالسلام ونحتاج اليه ولكن ليس على حساب كرامة الشعب ولا على حساب دماء الضحايا فالتفاوض يجب ان يتم عبر الجيش على اساس رفض عودة الدعم السريع بينما يجب ان يكون دور القوى السياسية هو الرفض الواضح وعدم التنازل امام ضغوط الخارج والا فإن الخيانة ستكون داخلية وخارجية في آن واحد.

إذا تفاوض الجيش مع الدعم السريع يعد في اتجاه مصلحة الجميع ولكن لا تفاوض مع تاسيس صاحبة المطالب غير المشروعة وهي مجموعه فقدت سندها الشعبي يوم أصبحت ذراح للحرب والدعم السريع .

اترك رد

error: Content is protected !!