ببساطة / د.عادل عبدالعزيز الفكي

زيارة وفد البنك المركزي الروسي للسودان





أتمنى أن تقدم روسيا في هذه المرحلة قرضاً سلعياً للسودان يتضمن تزويد السودان باحتياجاته من المواد البترولية والقمح والدقيق والأسمدة، على أن تسدد قيمة القرض خلال عشرة الى خمسة عشر عاما وبفترة سماح سنتين على الأقل.
بمناسبة زيارة وفد عالي المستوى من البنك المركزي الروسي للسودان بدعوة من البنك المركزي السوداني يومي 17/18 سبتمبر الجاري، أشير الى أنه تتاح لنا في الوقت الحالي فرصة ذهبية لعقد تحالف استراتيجي مع روسيا الاتحادية. تواجه روسيا حرباً عالمية من خلال تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة ويضم دول الاتحاد الأوروبي. وبالمثل يواجه السودان تحالفاً يضم دول جارة، ودول إقليمية، يرمي لتغيير هوية الدولة السودانية، والسيطرة على ثرواتها.
روسيا عضو بمجلس الأمن وتملك حق الفيتو، وهذا يمثل قيمة سياسية كبرى للسودان حيث يمكنها استخدام هذا الحق، بالتعاون مع السودان، لتحقيق المصالح المشتركة لكليهما.
طلبت روسيا من السودان توفير منفذ امداد لوجستي لسفنها التي تمخر عباب البحر الأحمر، وقد وافق السودان مبدئياً على الطلب كحق سيادي للدولة السودانية تملك التقرير فيه منفردة. على السودان السعي لتحقيق أكبر مصلحة له، من خلال الاستجابة للطلب الروسي، على قاعدة كاسب/ كاسب التي تحكم العلاقات بين الدول.
تعتبر روسيا دولة عظمى اقتصادياً حيث يبلغ الناتج المحلي لها 4.027 تريليون دولار في المرتبة السادسة دولياً، لقد وقع السودان مع روسيا في فترات سابقة اتفاقيات ومذكرات تفاهم عديدة، كان أبرزها في مجال تقنية تحويل الغازات البترولية لمواد بترولية سائلة، وهي تقنية روسية فريدة يمكن أن تمثل إضافة مهمة للإنتاج البترولي السوداني. ثم اتفاقية في مجال التنقيب عن الذهب والمعادن الأخرى، واتفاقية حول التخريط الجوي في البر وفي البحر.
إن مجالات التعاون التي يمكن أن تحقق فائدة كبيرة للسودان ويُنصح بتطوير التعاون مع الجانب الروسي فيها تشمل امراً مهماً للغاية للسودان في هذه المرحلة هو الاستفادة القصوى من التقنية العسكرية الروسية المتقدمة.
الأمر الثاني الذي يمثل أمراً ذو أهمية استراتيجية بالغة للسودان هو اقتراح الجانب الروسي بأن يستفيد السودان من تكنلوجيا (قلوناس) GLONASS الروسية التي تستخدم في مجال أنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية (ايروقلوناس). وذلك بغرض إنشاء نظام وطني للاستجابة السريعة في حالات الطوارئ، نظم القيادة والسيطرة للقوات المسلحة ولأجهزة الشرطة وأجهزة الأمن الخاصة، مراقبة المركبات، وتحديد مواقع الموارد الطبيعية وإدارتها.
غير أن الأمر الذي علينا، بتقديري، الاهتمام به في الوقت الحالي هو التجارة مع روسيا، إن حجم التبادل التجاري مع روسيا لا يتجاوز في الوقت الحالي 110 مليون دولار في السنة، في حين تبلغ الصادرات الروسية للخارج 640 مليار دولار. لهذا أتمنى أن تقدم روسيا في هذه المرحلة قرضاً سلعياً للسودان يتضمن تزويد السودان باحتياجاته من المواد البترولية والقمح والدقيق والأسمدة، على أن تسدد قيمة القرض خلال عشرة الى خمسة عشر عاما وبفترة سماح سنتين على الأقل. سوف يسهم هذا في استقرار قيمة العملة السودانية أمام العملات الأجنبية، كما سيحدث المقابل المحلي انفراجاً في الإيرادات العامة للحكومة، ويقلل من استدانتها من البنك المركزي. والله الموفق.

اترك رد

error: Content is protected !!