الرواية الأولى

نروي لتعرف

تقارير

زيارة تاريخية لقرية الجرح المفتوح – الرئيس البرهان في ود النورة : “لن نضع السلاح إلا باجتثاث التمرد”

البرهان مع اهالي ود النورة يجدد العهد والوفاء بالوعد

تقرير : محرر الشئون السياسية – ل “الرواية الأولى”

في لحظة مشبعة بالرمزية والرسائل السياسية والعسكرية، زار رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، يوم امس الثلاثاء، قرية ود النورة بولاية الجزيرة، التي كانت مسرحًا لإحدى أبشع المجازر التي ارتكبتها المليشيا الارهابية المتمردة المدعومة من الإمارات في يونيو من العام الماضي.

ود النورة… المجزرة التي فضحت القتلة وعرّت الصمت الدولي

في يوم الجمعة الموافق 5 يونيو 2024، اجتاحت قوة من المليشيا المتمردة قرية ود النورة بوحشية، وارتكبت مجزرة راح ضحيتها أكثر من 100 مدني أعزل، بينهم نساء وأطفال وشيوخ، بينما أصيب العشرات، وتم تدمير المنازل وحرق المحاصيل ونهب الممتلكات.

لم يكن ذلك مجرد “اشتباك” كما حاول الإعلام الداعم للمليشيا ترويجه، بل جريمة موثّقة ومقصودة ضد المدنيين، تُصنّف بحسب القانون الدولي الإنساني ضمن جرائم الحرب التي لا تسقط بالتقادم.

ورغم جسامة الجريمة، خيّم صمت مريب على المؤسسات الدولية، وغابت الإدانات الحاسمة، ما اعتبره مراقبون “تواطؤًا بالصمت”، و”تعاميًا متعمّدًا عن الكارثة”، بينما كانت أصوات أهالي ود النورة تخرج من تحت الأنقاض تنادي: (أين العالم؟).

زيارة البرهان: القائد يعود إلى أرض الجرح حاملاً العزاء والوعد

في زيارة وُصفت بأنها “أكثر من مجرد لفتة”، وصل الفريق أول البرهان إلى ود النورة ليقدّم العزاء في الشهداء، ويواسي أسرهم، ويجدد العهد أمامهم وأمام الوطن.

وفي مخاطبته لجماهير القرية التي احتشدت لاستقباله، قال البرهان بعبارات حاسمة:

“لن نضع السلاح إلا بعد استئصال هذا التمرد والعدوان الغاشم.”

“دماء الشهداء لن تذهب هدراً، وسنطهر دارفور شبرًا شبرًا من المرتزقة والمجرمين.”

رسائل الزيارة… الداخل والخارج تحت المجهر

لم تكن كلمات البرهان موجهة فقط لأهالي ود النورة، بل حملت رسائل ثلاثية الأبعاد:

▪️لأسر الشهداء: تعهد بالمحاسبة والوفاء، وتأكيد أن دماءهم ستبقى نبراسًا للنصر.

▪️للسودانيين كافة: تأكيد أن المعركة لم تنتهِ، وأن القوات المسلحة ماضية في واجبها حتى النصر.

▪️للعالم: تذكير أن هناك جريمة لا تزال بلا عقاب، وأن الصمت الدولي لم يعد مقبولاً.

وفي لفتة لافتة، أشاد البرهان بصمود مواطني الفاشر، كادوقلي، الدلنج وبابنوسة، مؤكداً أن “القوات المسلحة ستصل إليهم بإذن الله”، كإعلان رمزي واستراتيجي بأن خارطة الوطن لا تسقط منها مدينة، ولا تنكسر فيها إرادة.

احتشاد وتلاحم: الجيش والشعب في مشهد واحد

مشهد الاستقبال الشعبي للرئيس وقائد الجيش كان معبّرًا… آلاف المواطنين توافدوا إلى مداخل القرية وهم يرددون:

“جيش واحد، شعب واحد”

“ود النورة ما بتركع”

بينما علت الزغاريد، وارتفعت الأيادي بالتحية، في مشهد يختصر عنوان المعركة: كرامة شعب يقف خلف جيشه حتى النهاية.

تنمية لا تغيب عن البوصلة

إلى جانب الرسائل العسكرية والسياسية، حملت الزيارة أبعادًا تنموية، إذ تعهّد رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان بإنشاء وسفلتة طرق ود النورة وربطها بالطرق القومية، بما يعيد الأمل لأهالي المنطقة بأن الدولة لا تنساهم، وأن دماء الشهداء ستكون بذرة لحياة جديدة، لا مجرد رقم في سجل العدوان.

دلالات اللحظة: البرهان في ود النورة ليس مجرد رئيس

زيارة البرهان إلى قرية مجروحة لم تمر عليها سوى شهور من الجريمة، وفي ظل استمرار المعارك، لها أبعاد استراتيجية عميقة:

  • ▪️إثبات القيادة الميدانية: البرهان لا يقود المعركة من المكتب، بل من قلب الحدث.
  • ▪️تثبيت سيادة الدولة: حين يزور القائد موقع الجريمة، فهو لا يواسي فقط، بل يعلن أن الدولة لم تُكسر.
  • ▪️كسر حاجز الخوف: وجود القيادة في الميدان يرفع المعنويات ويدحض روايات الخصم.

ختامًا… التاريخ لا يُنسى، والجريمة لا تُغتفر

بين أنقاض وأحزان وعزائم ود النورة، وقف البرهان ليقول للعالم: “هنا ارتُكبت جريمة، وهنا سنرد”.

لم تكن الزيارة بروتوكولية، بل تأريخ لموقف، وتثبيت لعهد، ورسالة أن هذا الوطن لا يُغدر به دون حساب، وأن كل شبر في ترابه له من يحميه، ويثأر له، ويعمره من جديد ..

اترك رد

error: Content is protected !!