اسامة عبدالماجد
¤ تناولت قبل ايام لقاء الرئيس البرهان بنظيره الاوكراني زيلينسكي، وعلاقة روسيا به.. وختمت الزاوية (ان الخارجية مطالبة ان تكون العين الثالثة للرئيس.. لأنه لا يستند على حزب مثل المشير البشير يعينه على القراءة الجيدة للتقاطعات الدولية.. ويمكنه من تجاوز حقول الالغام).. ولكن في وجود الوزير علي الصادق والوكيل دفع الله الحاج علي، ليس بمقدور الوزارة لعب هذا الدور.
¤ لا اعتقد ان دولة في العالم استخفت بروسيا مثلما فعل السودان.. رمت موسكو بثقلها تجاة الخرطوم في عهد النظام السابق وسعت لتحقيق ثلاثة مصالح اقتصادية.. تنفيذ خط انابيب نقل النفط الخام ، تشييد سد مروي، وهي صاحبة التصميم.. واصبح المجسم من المزارات لضيوف موسكو.. واخيرا رغبتها في انشاء كهرباء بورتسودان من الفحم الحجري المتوفر لديها بكميات كبيرة.
¤ ادارت الخرطوم – وبكل قوة عين – ظهرها لها واتجهت نحو بكين.. ومع ذلك تجاوزت روسيا الصدمة وحرصت على بناء علاقات سياسية وعسكرية، وتطويرها.. وتفهمت الخرطوم ذلك وردت التحية لموسكو باعترافها ضمها لجزيرة القرم في 2014.. لكن بعد التغيير في 2019 لم تفلح الحكومة في تطوير العلاقة وكانها هتفت (روسيا قد دنا عذابها.. علي ان لاقيتها ضرابها).. لم توفق الخارجية في ترشيح السفير محمد الغزالي سراج، لمحطة روسيا.. ظلمته بالدفع به لهذا الموقع.. وأشرت لذلك حينها.
¤ اكمل السفير عام منذ اعتماده وهو لاول مرة يقود بعثة و(كمان) في دولة عظمى.. ليس تقليلا منه لكن الاختيار يكشف تقديرات الوزارة الخاطئة.. مثل تاخيرها ترقيات مستحقة للوزراء المفوضين لدرجة سفير.. وهم اصحاب جهد مقدر وملموس مثل قنصل عام بالانابة قنصلية جدة محمد حسن محمد علي الذي يتفوق في اداء مهمته على سفراء.
¤ ان تسارع الاوضاع بسبب العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا احدث تأثيرات كبيرة على المجتمع الدولي.. يضاف لذلك تمرد مليشيا الدعم السريع الوثيقة الصلة بمحموعة فاغنر الروسية.. وهذا ما دفعنا لتناول هذا الموضوع.. لان تطورات الحرب ارغمت كل الدول على اعادة قراءة علاقتها الخارجية خاصة مع روسيا.. واعادة ترتيب البيت الداخلي.. مما اضطر دولا اوربية على زيادة الانفاق العسكري مثل المانيا التي قررت انشاء صندوق خاص لتعزيز قدرات الجيش بقيمة (100) مليار يورو وبمباركة احزاب المعارضة.. (ياسلام على الوطنية).
¤ روسيا نفسها غيرت جلدها حيث وقّع الرئيس بوتين، في مارس الماضي، مرسوماً بشان استرايجية جديدة للسياسة الخارجية ليلاده.. اظهرت اهتماما متعاظما بافريقيا..
وبحسب تقارير إعلامية تعتزم روسيا تقديم مساعدات للدول الأفريقية في قطاعات الغذاء والطاقة والأمن والدفاع، مع زيادة التجارة والاستثمار.. فضلاً عن تطوير الروابط في المجال الإنساني، والتعاون العلمي، والدعم الطبي، وتدريب الكوادر البشرية.. مع مراعاة أهمية حماية القيم الدينية والروحية والأخلاقية والثقافية التقليدية في القارة.
¤ انظروا لمواقف دول حيال روسيا.. في مقدمتها الولايات المتحدة.. سمت مطلع هذا العام سفيرة جديدة لين تريسي.. كانت سفيرة لدى أرمينيا، (لا تبعد كثيرا عن روسيا).. عملت مستشارة لشؤون روسيا بالخارجية الأميركية، وكانت في السفارة الأميركية بموسكو نائبا للسفير قبل سنوات قليلة.. تجيد الروسية ،حاصلة على درجة البكالوريوس في الشؤون السوفياتية وعملت في مجلس الأمن القومي الامريكي، وكانت مختصة بمنطقة آسيا الوسطى.. اما سلفها دبلوماسي مخضرم غادر بعد ان اكمل أربعين عاما في الخدمة العامة.. وشغل منصب نائب وزير الخارجية، ومناصب عليا في عدة وزارات منها الدفاع.
¤ كل العالم يرشح اسماء ذات ثقل لموسكو.. وذلك من شانه ان يخلق التوازن والاحترام المتبادل.. في ذات اليوم الذي قدم فيه سفيرنا اوراق اعتماده للرئيس بوتين، قام سفير مصر نزيه النجارى، بذات الخطوة.. قبل وصوله موسكو كان مساعدا لوزير الخارجية والمستشار السياسي لوزير الخارجية.. حاصل على ماجستير فى العلاقات الدولية من الجامعة الأمريكية.. وعمل في عدة محطات ومن الذين اداروا ملف الشؤون الاوربية
¤ اتابع هذة الايام احتفاء مصر بدعم روسيا انضمامها لـ (بريكس).. والتبادل التجاري بين البلدين وصل (6) مليار دولار.. ودون ادنى حرج من امريكا اتفقت القاهرة مع موسكو ان يكون التبادل التجاري بينهما بالعملات المحلية.. حددت وبتركيز ماذا تريد من روسيا.. وفي اي مجال تتعاون معها (مفاعل الضبعة النووي، استيراد الحبوب والقمح.. تكثيف التعاون في مجال السياحة).. آلاف السياح يهبطوا مصر سنويا.. العام الماضي زرت الغردقة وجدت حتى البائعين الجائلين يجيدون اللغة الروسية.
¤ وتملك موسكو منطقة اقتصادية بالمنطقة الصناعية لقناة السويس، بجانب وجود ضخم لطلاب مصريين يدرسون في روسيا.. اما التعاون العسكري بينهما معلن.. حوالي 40% من السلاح المصري حتى الآن يأتي من روسيا.. وفي السنوات المنصرمة تم ثلاثة توقيع اتفاقيات تسليح.
¤ الشقيقة السعودية بذات القدر من الاهتمام.. سفيرها الهمام بالخرطوم علي بن حسن جعفر.. كان سفيرا لدى روسيا بين 2008 و2014.. وهو خبير في شؤون بلدان رابطة الكومونولث السوفيتية ويتقن اللغة الروسية.. وعمل في التسعينيات لأكثر من عشر سنوات في سفارة المملكة بموسكو.. وقبلها سفيرا باذربيجان (جارة روسيا).. ويملك خبرة كبيرة في الدبلوماسية متعددة الاطراف.. عمل لدى البعثة الدائمة للسعودية لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بجنيف طيلة عقد كامل في الثمانينيات.
¤ اما العراق اختارت هذا العام وكيل الخارجية سفيرا لدى موسكو.. يملك خبرة كبيرة وعمل سفيرا في عدة دول منها السعودية.. بينما سوريا (جابتها كبيرة).. سفيرها الحالي بموسكو هو نائب وزير الخارجية السابق بشار الجعفري.. أكثر الدبلوماسيين العرب صيتا في العالم ..كان الممثل الدائم لسوريا في الأمم المتحدة، منذ 2006 حتى 2020م.
¤ ومهما يكن من امر.. نحن في مباراة والوقت يمضي.. نحتاج وبسرعة لتعديل النتيجة..وانزال لاعبين كبار اصحاب خبرة اكبر وبمواصفات خاصة.. اما الغزالي مناسب في ملعب اخر واكمال فترته بالخارج.. ولا عزاء للجهاز الفني بقيادة الوزير والوكيل.
