الرواية الأولى

نروي لتعرف

▪️أحزان المجتمع

رحيل المبدع إدمون منير

إدمون منير

القاهرة : الرواية الاولى

رحل الليلة الماضية بالقاهرة علم ورمز من رموز الإعلام والتلفزيون السوداني ، الاستاذ المبدع إدمون منير .

عرف الراحل إدمون منير من مبدعي الكاركتير والرسوم المتحركة في تلفزيون السودان القومي في العقود الماضية ، وترك فنه الراقي اثره علي اجيال من أطفال السودان ، حيث كانت إطلالته عبر برنامج جنة الاطفال الشهير ، كذلك انتج وعرض البرنامج الشهير ( خد وهات ) .. وتعاون الراحل مع عدة مؤسسات إعلامية خارجية ..

رئيس تحرير ” الرواية الاولى ” ومنسوبيها يتقدمون باحر التعازي لاسرته ولجماهيره من الأجيال المتعاقبه التي أحبته .. ( رحمه الله ) ..

_________

جانب من سيرة الراحل إدمون منير المتداولة

المبدع : ادمون منير

ادمون منير من مواليد الخرطوم بحري وتلقى دراسته بمدرسة بالكلية القبطية والمدرسة الإنجيلية ثم قسم الخط العربي بالمعهد الفني سابقًا (جامعة السودان حاليا) ونال دبلومين في الفنون والرسوم المتحركة والخدع السينمائية من ألمانيا الغربية في العام 1972م و1983م على التوالي.

انتبه مدرس التربية الفنية بالكلية القبطية لموهبة أدمون منير بعد ان رسم طبق سوداني بالوانه الزاهية وكانت بدايته في هذا المجال بالعمل كخطاط في عمل لوحات بسوق بحري عبر المحلات التجارية بعد أن أعطاه استاذه الأدوات اللازمة ليعمل بها تشجيعا وتحفيزا له لقناعته التامة بموهبته وعاصره في تلك الفترة خطاط أسمه عبد المجيد.

التحق ادمون منير بالتلفزيون فى 23/11/ 1963م، بعد عام واحد من بداية إرساله وكان قد شاهد التلفزيون اول مرة عبر شاشة عملاقة في حديقة عبود بالخرطوم بحري وساعده جاره في الحى عبد المنعم منديل مشرف قسم الديكور بالتلفزيون على العمل فيه خطاطا ومصمما لشعارات البرامج، وكان قد وصل للتلفزيون عبر دراجة وركب المعدية من مرسي شمبات الي مرسي ابوروف واستقبله وقتها المراقب العام عبد الرحمن حماد الذي اناب عن الاستاذ على شمو المسافر الى امريكا وكان أول برنامج قام بعمل شعار له هو برنامج (مقابلات) الذي كان يقدمه الشاعر الراحل سيف الدين الدسوقي ونجح إدمون بفضل موهبته ودراسة الخط والرسم بكلية الفنون الجميلة في خلق صورة جميلة للشاشة.

بعد مرور عدة سنوات من عمله في التلفزيون ظهرت بصمته المميزة وتوصل خلالها الى أجمل شعارات بأجمل خطوط مثل سهرتنا الليلة ولحظات نواصل المسلسل او السهرة او البرنامج.

لان طموحه كان كبيرا عمل على تنفيذ فكرة الرسوم المتحركة بدلا من الشعار الثابت لكسر الملل في نفس المشاهد ونجحت فكرته وكانت من أشهرها : رقصة العروس السودانية والطفل الصياد الذي يخرج حروف السهرة من البحر عبر صنارة ثم رقصة الفتاتين الدويتو المشهور بجانب شعار القط والفأر الذي استمر فترة طويلة وقام بتحريك شعار نشرة أخبار التاسعة مساء، حيث تدور الورقة التي تحمل عبارة الاخبار حول المجسم الذي يمثل الكرة الارضية عدة دورات ثم تتوقف معلنة بداية العرض الاخباري، وكل شعار من هذه له موسيقى مميزة مازالت محفورة في ذاكرة المشاهدين وقتها, وكان عمل هذه الشعارات سبقاً اعلامياً وفنياً بكل المقاييس ولم يكن غير السودان اي تلفزيون يملك رسماً متحركاً واحداً، وفي ذات الوقت لم تكن هناك اية دولة عربية او افريقية توصلت الى فكرته.

من أشهر السهرات التي قدمها ادمون منير في تلفزيون السودان كانت سهرة (خد وهات) حيث كان يقوم على التجديد في الشاشة كما يقوم على عدم ظهور مقدم البرنامج إطلاقًا إلا في بداية ونهاية البرنامج كما أن البرنامج كان يعده ويقدمه شخص واحد تضاف إليه مكمِّلات من رسوم متحركة وكاريكاتير وأسئلة لا تتكرر أبداً رغم أنها لا تقل عن التسعين سؤالاً وكان هذا سر نجاح البرنامج، ولو فتحت تلفزيونات العالم كلها لن تجد برنامجًا بهذه التفاصيل التي اعتمدت على كتابة الاسئلة عبر الشاشة وعلى الضيف ان يقرأ ثم يجيب بعد ان اكتشف ان الضيف عندما يسمع السؤال يجيب بسرعة فاستعان بمذيعة لقراءة الأسئلة وكانت أول حلقة قدمت مع الملحن عمر الشاعر وتلاها عبد العزيز محمد داؤود واحمد المصطفى وصلاح حمادة وتحية زروق والدكتور حسبو سليمان وغيرهم كثر من نجوم الفن والرياضة في السودان إضافة لنجوم الفن المصري هاني شاكر وليلى طاهر و الكاريكاتير حجازي وكان قد تم اعداد حلقة للفنان مصطفى سيد أحمد ولكن لم يحضر الفنان الجميل التسجيل.

اتجه أدمون منير بعد ذلك الى فن الكاريكاتير وموهبته هي التي اختارت له ذلك الطريق والإنسان دائما لايختار وإنما يجد نفسه مدفوعا والكاريكاتير هو فن من الفنون التي تعالج القضايا كافة في المجتمع وفق معالجة هادفة يفهمها الجميع ويستمد أدمون منير فكرة الرسم من القضايا والأحداث التي تتشكل في البلد ومن خلال متابعته لها، والأحداث هي التي تصنع الكاريكاتير, وعمل في عدد من الصحف والمجلات مثل أنباء السودان، الثورة، كردفان، الناس، الصحافة مجلة الإذاعة والتلفزيون مع فطاحلة الصحفيين الأساتذة محمود ابو العزائم، الفيتوري، يحيى عبد القاد ، حسان سعد الدين, مبارك إبراهيم وغيرهم وأول عمل نُشر له كان في السبعينيات وكان في جريدة الصحافة في إطار حملة للقضاء على القطط في الخرطوم حيث رسم كاركاتيرا يتضمن مظاهرة للفئران تحمل لافتات تقول (قراركم أثلج صدورنا).

تعاون ادمون منير مع تلفزيون أبو ظبي في العام 1983م وقدم لهم عطاءات ثرة ووضع بصمته التي لا تحطئيها العين في عدد من البرنامج من واقع خبرته الطويلة المكتسبة من خلال عمله في تلفزيون السودان وكان خير سفير لوطنه.

كان ادمون منير إنسان ساخر لماح موهوب وذو خيال واسع، وحينما تتلاقى السخرية والخيال مع موهبة الرسم حينها يكون رسام الكاريكاتير ناجحا وأثناء رسمه للكاريكاتير تجد أن من هذا الرسم الواحد تنبثق عدة رسومات لذا كان النجاح حليفه في مسيرته الفنية المتميزة.

اصدر ادمون منير كتابه الأول كاركتيرات في شهر مارس من العام 2012م سكب فيه خبرة (45 سنة رسم) وهو إضافة حقيقية لمسيرة الكاريكاتير السوداني ويحتوي على منوعات، حكم وامثال سودانية وأخرى.

تحصل ادمون منير على الميدالية الذهبية من حقوق الملكية الفكرية في جنيف و نوط الجدارة من الرئيس الأسبق جعفر محمد نميري ووسام الآداب والفنون من الرئيس السابق عمر حسن أحمد البشير.

شقيقه الأكبر ادوارد منير كان حارس مرمى ممتاز ولعب لفريق الأمير البحراوي في حقبة الستينات.

قبل عدة سنوات هاجر أدمون منير الي قارة استراليا ورغم توفر كل سبل الاستقرار والإقامة فيها بصورة مستديمة الا ان ادمون منير لم يستطيع البعاد عن وطنه السودان الذي احبه وعاد ليكمل بقيه عمره فيه.

•المصادر : ارشيف صحف سودانية اجرت معه حوارات

اترك رد

error: Content is protected !!