في ظل تواصل الجهود بشأن الحملة الوطنية التي دعا لها رئيس مجلس السيادة لمكافحة المخدرات من جهات متعددة كلٌ يقوم بدوره.
فقد اهتمت قطاعات كثيرة بالتوعية بمخاطر المخدرات والآثار المترتبة على تعاطيها و إدمانها وكيفية علاجها ومناشدة الأسر للاهتمام بأبنائها و منعهم من السقوط في هذا الدرك المظلم.
غير أنها أهملت مرحلة مهمة ونصائح ينبغي أن تقدم للأسر لمراقبة سلوك أبنائها والتعامل بالحكمة والحذر حال ملاحظة أي تغيير في هذا السلوك.
لذا كان لا بد من تبصير الأسر حول كيفية الإكتشاف المبكر لتعاطي أبنائها والإسراع في الوقوف بجانبهم و دعمهم في رحلة الإقلاع والعلاج وحتماً كلما كان اكتشاف حالة الإدمان مبكراً كلما ساعد ذلك في سرعه العلاج و تقليل الآثار الإنسحابية عند بداية مرحلة العلاج.
وللإكتشاف المبكر عدة دلائل ومؤشرات يمكن تقسيمها إلى قسمين، وتختلف هذه الدلائل وفقاً للاختلافات الطبيعية عند الأفراد ونوع المادة التي يتعاطاها المدمن والمدة التي إستمر فيها بالتعاطي والكمية التي يتعاطاها خلال اليوم.
القسم الاول : التغيرات الجسدية التي تحدث للمدمن ونذكر منها :
1/ تغير الحالة المزاجية والإنتقال بين السعادة و الفرح دون مبررات وكثرة الإنفعال والحساسية الزائدة نتيجة لبعض التصرفات وأحياناً تظهر عليه علامات الاكتئاب.
٢/ فقدان التركيز والبطء أو السرعة في الكلام وأحياناً عدم مواصلة الحديث لفترة طويلة والإنتقال من موضوع إلى آخر بطريقة مفاجئة بالإضافة إلى كثرة النسيان.
٣/ ضعف الشهية وقلة الكمية التي يتناولها المدمن حيث كثيراً ما يكتفي بتناول وجبة واحدة فقط في اليوم مما يسبب له الهزال وأحياناً عكس ذلك.
٤/ حدوث إحمرار في العينين و ربما تغيرات أيضاً في حدقة العين من التوسع أو الضيق ( عدد من الشباب أصبح يستعمل قطرة للعينين لإخفاء هذه العلامات ) وزيادة في الحركات التي تدل على النعاس.
٥/ شحوب و اصفرار في الوجهة أحياناً.
٦/ الترنح عند المشي والشعور بعدم الإتزان وتعثر في الخطى.
٧/ سيلان من الأنف وكذلك كثرة التعرق وخاصة راحة الأيادي والأرجل.
٨/ وجود آثار حقن بالأيدي مع وجود بعض المواد والمخلفات مثل الحقن والحبوب و غيرها بين أغراض المدمن.
القسم الثاني/ التغيرات السلوكية التي تحدث للمدمن و نذكر منها :
١/ ظهور سلوكيات غريبة لديه مثل الكذب والمراوغة.
٢/ السهر الكثير والغياب الملحوظ عن المنزل وكذلك عدم الإهتمام بمشاركة الأسرة في البرامج الإجتماعية اليومية (مثل تناول الوجبات) والجماعية مثل مناسبات الأفراح واللمات الجماعية.
٣/ تغير في نوع الأصدقاء الذين يصادقهم ويختار المدمنين لتشابه السلوك السالب بينهم.
٤/ عدم إهتمامه بنظافته الشخصية وهندامه وإهمال مظهره العام.
٥/ إهمال عباداته وصلواته.
٦/ تدهور في المستوى الأكاديمي وغيابه المتكرر عن مكان دراسته سواءً بالمدارس أو الجامعات أو غياب عن العمل وعدم المشاركة في الأنشطة الجماعية وأداء واجباته.
٧/ زيادة في الصرف المالي و الحاجة الدائمة و المتكررة للمال و طلبه دون تبرير لصرفه المتزايد مما يدفعه أحياناً للسرقة أو إختفاء بعض مقتنياته الثمينة ( مثل الموبايل أو شنطة أو حذاء ماركة…. ) وأحياناً استبدالها بأخرى رخيصة.
هذه بعض من المؤشرات الشائعة التي يدل وجودها علي تعاطي الشخص أو إدمانه المخدرات والتي يجب علي الأسر أن تستشعر الخطر عندما تلاحظ ظهورها أو ظهور بعضٌ منها في سلوكيات أحد أبنائها أو بناتها والعمل على مواجهته ولكن بنوع من الحكمة والصبر مع الحزم والسعي فوراً في عرضه علي مراكز العلاج.
ونجد كثيراً من الأسر تعزو بعض التغيرات السلوكية التي تحدث لأبنائهم إلى فترة المراهقة لذا وجب عليهم التمييز بينها وسلوكيات المدمن والعمل علي تدارك آثارها المختلفة وكيفية التعامل معها.
*هنالك ملاحظة مهمة يجب علي الأسرة الانتباه لها وهي أن وجود واحد أو بعض من هذه الاعراض ليس بالضرورة أن يكون ناتج من تعاطي او إدمان المخدرات و لا يمكن الجزم بذلك إلا بعد إجراء الفحص المعملي الخاص بالمخدرات و هو الفيصل في إثبات تعاطي المخدرات و نوعية المادة التي يتعاطاها وعندها لابد أن تحزم الأسرة أمرها وتشرع في مرحلة العلاج قبل فوات الأوان