¤ في خضم الاحداث واتهامات السودان المباشرة لدولة الامارات بدعم مليشيات ومرتزقة حميدتي.. سألت نفسي اين سفيرنا لدى ابوظبي عبد الرحمن شرفي من مايجري ؟.. في ظل التصفيق لهزيمة ترتدي ثياب النصر والترديد بكل سذاجة عن استهدافنا لوزير الخارجية علي الصادق.. ان المعلومات عن شرفي تصيبك بصدمة وهي مبذولة على الشبكة العنكبوتية.
¤ كل الأخبار الرسمية في الامارات ترد عبر وكالة الأنباء الحكومية المعروفة اختصاراً بـ (وام).. بدءا من اعتماد السفير شرفي – الذي لم يشرف السودان – في سبتمبر 2022 ، ضمن (19) سفيراً جديداً التقوا رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد.. من وقتها وحتى امس لم أجد اي خبر للسفير.. لم يلتق حاكم إمارة او وزير او مسؤول اماراتي رفيع.. في مقابل نشاط مكثف لنظرائه الذين تم اعتمادهم معه.. سيما إبان ملتقى الاستثمار السنوي 2023 بابوظبي.
¤ على سبيل المثال سفير مملكة إسواتيني (سوازيلاند سابقا) في اقصى الجنوب الأفريقي.. نظم زياره لملك بلاده الى الامارات، شهد توقيع مذكرة تفاهم هدفت لتسليط الضوء على فرص الاستثمار والتجارة في إسواتيني.. وكذلك سفيرة الكونغو الديمقراطية.. قامت بنشاط مقدر خاصة في الجانب الاقتصادي والاستثماري.. مع العلم ان معظم وارداتنا ومعاملاتنا المالية العالمية عبر الامارات.
¤ لكن لنفترض ان الجهات الرسمية لم تتحمس لمقابلة شرفي وفي ذلك تجنياً عليها.. لم نسمع قيامه بنشاط مع المؤسسات الشعبية (هيئات، جمعيات، شركات متعددة الجنسيات…الخ).. ولم يتواصل مع الجالية السودانية أو يسجل زيارة لمقرها.. ولم يقود حملة شعبية مع السودانيين لدعم القوات المسلحة إسوة بسفراء وطنيين بالخارج.
¤ ولم يصدر بيانا بشأن عدد من القضايا المثارة ذات الصلة.. ولم يغرد على منصة (اكس) أو يدون على حسابه بـ (فيسبوك).. واقع الحال يقول ان شرفي – اخر سفير من ابناء دفعة الوزير علي الصادق في الخدمة – متخفي وراء (كدمول).. مارشح من معلومات انه كثير الغياب، ربما لظروفه الصحية، ودعواتنا له بالشفاء.. لكن نحن في حرب وبلادنا مهددة في وجودها وامامنا تحدي سد الثغرات وفضح المليشيات.
¤ طالعت تصريح يتيم لشرفي في موقع اخباري سوداني.. عند مطالعته يخال لك تمثيله للطرف الثاني.. ناشد الحكومة الاسراع لدراسة مبادرة تقدمت بها الإمارات بتوقيع اتفاقية اقتصادية مع السودان.. دعا لضرورة الإسراع في تسمية كبير مفاوضين وتكوين بقية اللجان المختصة للمضي قدماً في الاتفاقية.. وأشار إلى إن الإمارات جادة في مبادرتها وكونت اللجان المختصة لها وسمت كبير مفاوضيها، فقط تنتظر الجانب السوداني لإظهار الجدية.. كان ذلك قبل الحرب بنحو ثلاثة اشهر .. ولا ادري من اين له بجدية الامارات للاستثمار.
¤ قارنوا شرفي والوزير نفسه، بالدب الروسي الشرس، أناتولي أنتونوف سفير موسكو لدى واشنطن.. وهو مثل انتنوف مقاتلة.. يدافع عن بلاده بشجاعة، برع في القصف الاعلامي العنيف واصابة الاهداف الامريكية بدقة متناهية.. من خلال حضوره الدائم في كل المنصات التفاعلية.. رد بقسوة على تصريحات للرئيس الأمريكي جو بايدن.. الذي توقع احتمال حدوث مواجهة مباشرة بين القوات الروسية والأمريكية.. اعتبر خطابه (استفزازيًا) غير مقبول ، واتهم الامريكان بالاستفادة المياشرة من إراقة الدماء في أوكرانيا
¤ وصف طرد واشنطن لاثنين من الدبلوماسيين معه بعبارات نارية.. اعتبر الخطوة ” انتقام تافه”.. مع العلم ان واشنطن اقدمت على ذلك رداً على طرد مماثل لدبلوماسيين أميركيين.. على اقل تقدير لو قام شرفي بطعن الظن – واعني مليشيا حميدتي – وترك الفيل الخليجي، لحرك ساكنا.. هب انه طالب ابوظبي بطرد خازن مال المليشيا الاجرامية القوني دقلو.. او فضح شركات حميدتي في الامارات خاصة التي فرضت عليها عقوبات.. او شكل حضورا في القنوات او حتى مواقع التراسل الفوري مناصرا للجيش.
¤ لكن شرفي العائد من الفصل – غير السياسي – وبلغ المعاش وتم التمديد له لا يشعر بمعاناة اهل السودان.. وغير مواكب للحركة الدؤوبة لمدير عام الإدارة العامة للشؤون العربية والاسيوية بالوزارة السفير عمر عيسى.. يعيق شرفي عمل البعثة بشكل قد يبدو متعمداً.. انتهت فترة عمل اثنين من الدبلوماسيين.. رجل وعنصر نسائي مشهود لهما بالكفاءة والفعالية.. وغادر كلاهما السفارة.. لم يفكر في الاستفادة من وجودهما، في الامارات، في ظل تأخر عمليات النقل والفراغ العريض الذي تعيشه السفارات.
¤ حالة السفير نتاج للفوضى بالوزارة، وسياسة على الصادق المدمرة في ادارة الخارجية مما اثر بالسلب في المعركة الدبلوماسية.. لا اعتقد انه يقوم بتفعيل اليات الرقابة والمحاسبة بالوزارة خاصة تجاة السفراء.. لأنه هو شخصيا لا احد يسأله.. نسبة لغياب المشرف على الوزارة عضو السيادي شمس الدين كباشي.. رغم الاداء المخيب لآمال الحكومة والذي يمثل فشلا سياسيا” للرئيس البرهان.. مما يزيد من الشكوك حول فاعلية الجيش.
¤ ومهما يكن من امر.. لا نقصد شرفي في شخصه لكنه نموذج حي لحال الخارجية.. التي يواصل وزيرها احكام قبضته من رقبة البرهان.