دفع التعاون الصيني الأفريقي – رئيس زامبيا في “بكين” والإتفاق علي شراكة استراتيجية شاملة
الخرطوم – بكين : رصد الرواية الاولى
أجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ، محادثات مع نظيره الزامبي هاكايندي هيشيليما، في بكين امس الأول .
وأعلن رئيسا البلدين الارتقاء بالعلاقات بين الصين وزامبيا إلى شراكة تعاونية استراتيجية شاملة.
ويقوم هيشيليما بزيارة دولة للصين في الفترة من 10 إلى 16 سبتمبر الجاري بدعوة من الرئيس شي.
ــ الارتقاء بالعلاقات الثنائية
وقال شي إن الصداقة التقليدية التي أقامتها الأجيال الأقدم من القادة لدى البلدين، صمدت أمام اختبار المشهد الدولي المتغير، وصار خط سكة حديد تنزانيا-زامبيا رمزا للصداقة بين الصين وإفريقيا.وقال شي إن الصين لطالما نظرت إلى العلاقات الصينية-الزامبية وطوّرتها من منظور استراتيجي طويل الأمد، ومستعدة للعمل مع زامبيا لتحويل الصداقة التقليدية العميقة لتصبح قوة دافعة قوية للتعاون المربح للجانبين في العصر الجديد، ودفع العلاقات الثنائية إلى مستوى جديد.
وأشار الرئيس الصيني إلى أن الصين تدعم زامبيا في حماية سيادتها وأمنها ومصالحها التنموية واستكشاف مسار التنمية المناسب لظروفها الخاصة. وأعرب عن رغبة الصين في تعزيز التبادلات الحزبية وتبادل خبرات حوكمة الدولة مع زامبيا. وأكد أنه يتعين على البلدين دعم بعضهما البعض في القضايا المتعلقة بمصالحهما الأساسية وشواغلهما الرئيسية.وقال شي إن نجاح التحديث صيني النمط يظهر تنوع نماذج التحديث في العالم، مشيرا إلى أن عملية التنمية عالية الجودة وعملية التحديث لدى الصين ستواصلان جلب فرص جديدة لجميع الدول، ومن بينها زامبيا.
وأعرب عن أمل الصين في البناء المشترك للحزام والطريق مع زامبيا وتوسيع التعاون في مجالات إنشاء البنية التحتية والزراعة والتعدين والطاقة النظيفة لتحقيق التنمية والنهوض على نحو مشترك.
وقال شي إن الصين تشجع المزيد من المنتجات الزامبية عالية الجودة على دخول السوق الصينية، وتدعم المزيد من الشركات الصينية في الاستثمار في زامبيا.ودعا الجانبين إلى إنجاح الاحتفال بالذكرى الـ60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية العام المقبل، وتعزيز التبادلات والتعاون في مجالات التعليم والتدريب والرعاية الصحية والثقافة والسياحة وغيرها من المجالات.ومن جانبه، أعرب هيشيليما عن اعتزاز زامبيا بالصداقة التي أقامتها الأجيال الأقدم من قادة البلدين.
وأعرب عن شكر بلاده للصين على دورها الإيجابي في حل قضية الديون الزامبية.وشدد هيشيليما على أن الجانب الزامبي يلتزم بمبدأ صين واحدة، ويقدر بشدة الفلسفة والمبادئ التوجيهية للتحديث صيني النمط، ويأمل في التعلم من تجربة التنمية لدى الصين.وأضاف هيشيليما أن زامبيا مستعدة للعمل مع الصين للاستفادة من إقامة شراكة تعاونية استراتيجية شاملة كفرصة لتعميق التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق، وفي مجالات التعدين والزراعة والاقتصاد والتجارة والعلوم والتكنولوجيا وتشييد البنية التحتية والرعاية الصحية ومجالات أخرى.وعقب المحادثات، شهد رئيسا البلدين التوقيع على عدد من وثائق التعاون الثنائي في مجالات من بينها التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق، والتنمية الخضراء، والاقتصاد الرقمي، والتعاون الاستثماري، والفحص والحجر الصحي.
وتعقيبا على الارتقاء بالعلاقات الصينية-الزامبية، قال لي ون تاو، المدير التنفيذي لمعهد الدراسات الإفريقية التابع للمعاهد الصينية للعلاقات الدولية المعاصرة، إن البلدين، بصفتهما شريكين منذ فترة طويلة، سيسعيان إلى التعاون في مجموعة واسعة من المجالات، وتحقيق مزيد من التوافق في الشؤون الدولية بعد الارتقاء بالعلاقات.
ــ دفع التعاون الصيني-الإفريقي
وفي معرض إشارته إلى أن النهوض الجماعي للدول النامية وتأثيرها الدولي المتزايد أصبحا اتجاها عصريا لا رجعة فيه، قال شي إن الصين وزامبيا بحاجة إلى تعزيز التضامن والتنسيق، وممارسة التعددية الحقيقية، والتمسك بقوة بالنزاهة والعدالة على الصعيد الدولي، والسعي لزيادة صوت الدول النامية، وحماية المصالح المشتركة للبلدين والدول النامية الأخرى.وقال شي إن التعاون بين الصين وإفريقيا أصبح نموذجا رائدا للتعاون بين بلدان الجنوب وللتعاون الدولي مع إفريقيا. وأضاف أن سمات الصداقة الصينية-الإفريقية، التي تشمل الإخلاص والمساواة والتعاون المربح للجانبين وحماية العدالة والانفتاح والشمول، لم تتغير قط.وتابع شي قائلا إن الصين تدعم بقوة الدول الإفريقية في اتباع مسارات تنمية مستقلة، وإنها تدعم بقوة الدول الإفريقية في أن تصبح قطبا مهما في السياسة والاقتصاد والحضارة على الصعيد العالمي.واستطرد شي قائلا إن الصين مستعدة للعمل مع زامبيا والدول الإفريقية الأخرى لتنفيذ نتائج حوار قادة الصين وإفريقيا، بما في ذلك مبادرة دعم التصنيع في إفريقيا، وتعزيز المواءمة الاستراتيجية، وتعميق التعاون في مختلف المجالات، ودعم البلدان الإفريقية في تعزيز قدرتها على تحقيق التنمية المستقلة وتحقيق الانتعاش الاقتصادي والتنمية المستدامة، والعمل معا من أجل بناء مجتمع صيني-إفريقي ذي مصير مشترك في العصر الجديد.من جهته، قال هيشيليما إن تنمية الصين أدت إلى تقدم دول الجنوب العالمي، وزيادة تمثيلها وإعلاء صوتها في الشؤون الدولية، وتعزيز تطوير النظام الدولي في اتجاه أكثر عدلا وعقلانية.
وأضاف هيشيليما أن زامبيا تشكر الصين على دعمها انضمام الاتحاد الإفريقي إلى مجموعة العشرين.
وتابع الرئيس الزامبي قائلا إن منتدى التعاون الصيني-الإفريقي (فوكاك) يعد منصة مهمة لتعزيز تنمية الدول الإفريقية.
وفي معرض شكره الصين على استضافتها اجتماع فوكاك في عام 2024، قال هيشيليما إن زامبيا مستعدة للعمل مع الصين لدفع التعاون الإفريقي-الصيني إلى مستوى جديد، والتعامل بشكل مشترك مع التحديات العالمية مثل أمن الطاقة والغذاء، وضخ المزيد من الاستقرار في العالم.وتأتي زيارة هيشيليما في أعقاب زيارة الدولة التي قام بها شي إلى جنوب إفريقيا، وزيارة رئيس جمهورية بنين باتريس أثاناسي جيوم تالون إلى الصين.
وقال لي ون تاو إن التبادلات المتكررة رفيعة المستوى بين الصين والدول الإفريقية في الآونة الأخيرة ستعزز العلاقات الصينية الإفريقية. وأوضح لي أن الصين وإفريقيا تتعاونان في العديد من المجالات، مشيرا إلى أن جوهر هذا التعاون هو تعزيز التنمية المستقلة في إفريقيا.