اسامة عبدالماجد

¤ قبيل انطلاقة السباق نحو الرئاسة في انتخابات 2010، بقليل اقيم مؤتمر صحفي مشترك للقياديين بالمؤتمر الوطني البروفيسور ابراهيم غندور (امين الاعلام), والسفير حاج ماجد سوار (امين التعبئة السياسية).. سألت غندور وبشكل مباشر.، هل حزبكم لديه بديل حال لم يتمكن المشير البشير من الترشح لأي سبب من الاسباب؟.
¤ جلب لنا السؤال كثير من المتاعب من اناس لئيمين، وقليل من التعنيف من بعض (الاخوان)، وشئ من العتاب من الاحباب وذلك لأن مذكرة التوقيف (السياسية) لا (القانونية) التي اصدرتها محكمة الجنايات الدولية في حق الرئيس البشير لم تكمل عامها الاول.. لكن البروف وبهدوئه المعهود وذكائه السياسي المعروف.. اجابني بثقة ان كابينة المؤتمر الوطني مليئة بالقيادات المؤهلة للترشح لرئاسة الجمهورية بل ان الحزب قد يحتار من يختار لكثرتهم… هكذا غندور لا تعجزه الاجابة.
¤ ولكن يبدو ان فريق الوطني لم يكن يعج باللاعبين الكبار بعد انتخابات 2010.. بدليل الاصرار على ترشيح البشير في 2020.. وان كان البشير نفسه يحتفظ بقائمة بدلاء.. تتغير مع تغير الاوضاع كان فيها في فترة من الفترات بكري حسن صالح، صلاح عبد الله (قوش)، نافع علي نافع، حسبو عبد الرجمن ،المرحوم صلاح ونسي، معتز موسى وانتهت بمحمد طاهر ايلا واحمد هارون.
¤ فهل لدى رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش عبد الفتاح البرهان قائمة ولو اولية تحمل اسم خليفته ؟؟.. لانه دون غيره من الرؤساء تعرض اكثر من مرة لمحاولة اغتيال ابرز مشروعين كادا يجعلاه في عداد الغائبين عند تمرد مليشيا حميدتي وطرقها ابواب مقر اقامته ووصولها غرفته الخاصة.. استشهد على اثرها العشرات من الجنود البواسل من الحرس الرئاسي.. والثانية كانت يوم الاعلان رسميا عن تنفيذ رئيس الاركان وقتها الفريق هاشم عبد المطلب محاولة انقلابية في يوليو 2019.. وكادت تتم عملية تصفية خبيثة للبرهان وهاشم سوياً.. وتلك رواية مهمة سنفرد لها مساحة الزاوية في وقت لاحق.
¤ أول اعلان عن تعرض البرهان لمحاولة اغتيال كشف عنها احد افراد عائلته وكان ذلك بعد ايام قليلة من تسلمه رئاسة المجلس العسكري في ابريل 2019.. ولم يحظ الخبر – رغم اهميته وخطورته – باهتمام اعلامي يذكر.. يعود ذلك الى ان قريبه لم يفصح عن هويته.. وقبل عامين كشف البرهان في رسالة مبطنه عن تهديده بالقتل.. قال في احتفالية مدنية (يجب أن لا يتم إخافتنا بالشارع فنحن جاهزون للموت)..
¤ لكن قائد الجيش لفت الانتباة بأن الموت اقترب منه اكثر، لدى مخاطبته العسكريين بلا مناسبة خاصة وبلغة حماسية حادة، في قاعدة حطاب شمالي الخرطوم بحري العام الماضي.. أشار إلى أنه مستعدّ للقتال في سبيل السودان وأنه واقف في المنصة ومعه سلاحه الشخصي معبأ بالرصاص وجاهز لأي طارئ… واوحى الرئيس البرهان ان الاسلاميين يسعون لاغتياله.. وذلك ان خطابه حمل تحذيرات قوية لهم من ما وصفه بـ (التخفي وراء الجيش).
¤ جاء تشديد البرهان في ذات خطابه عن إعادة هيكلة القوات المسلحة أكثر حدة، وحمل كلمات حاسمة لا تقبل التأويل عندما أكد أنه لا يسمح بتفكيك المؤسسة العسكرية، واعتبره من الخطوط الحمراء، وأن إصلاحها لن يكون من خارجها.. في اشارة الى ان من يريدون هيكلة الجيش يسعون لتغييبه.. لكن اخطر محاولة لازاحة البرهان بالقتل كانت بواسطة المليشيا يوم تمردها وتنقيذها مخطط الاستيلاء على السلطة بالقوة.
¤  رغم أن كثيراً من الدواعي والشواهد تصب في اتجاه تجهيز خليفة البرهان.. لم يحدث تحرك الا بعد تمرد حميدتي تبع ذلك قرارات عسكرية مهمة خاصة بخلافة البرهان.. وذلك بتسمية الفريق اول شمس الدين كباشي نائبا له كقائد للجيش .. وياسر العطا وابراهيم جابر مساعدين .. سبق ذلك عدة محاولات انقلابيه عليه.. كانت ستفرض خليفة له ضمن سياسة الامر الواقع.
¤ وحتى لحظة مغادرة البرهان للقيادة العامة مؤخرا بواسطة مروحية صغيرة.. ظلت رابضة بالقيادة لمدة اسبوع بغرض التمويه لا تسع الا لقائدها وشخص واحد فقط.. كانت الخطوة محفوظة بالمخاطر.. وتلتها عملية وصوله ام درمان.. وهي الاخرى كانت صعبة ادت لاستشهاد اثنين من حراسه.. كل ذلك يستدعي تجهيز بديل البرهان.
¤ ان خليفة البرهان ينبغي ان يحظى بقبول واسع داخل المؤسسة العسكرية.. ولا يعرف عنه التردد في أخذ القرار والبطء في رد الفعل.. وان تكون مواقفه قوية ومباشرة.. وان يقضي على تعدد الجيوش.. وان تضيق عنده مساحات المناورة.. فلم يعد هناك مجال للصبر للحفر بـ (ابرة).
¤ ومهما يكن من امر فان خليفة البرهان قد يكون ضابط صغير مثل المغامرين في مالي وبوركينا فاسو.