____________

الدوحة – متابعات الرواية الاولي

شهد معهد الدوحة للدراسات العليا، يوم السبت 20 سبتمبر 2025، انعقاد الاجتماع التفاكري الأول لرابطة خريجي جامعة الخرطوم بدولة قطر، في لقاء نوعي اتسم بزخم الحضور وتنوع الطروحات، وسط مشاركة أكثر من سبعين من خريجي الجامعة وعدد من القيادات الأكاديمية والمهنية.

جاء اللقاء في توقيت بالغ الحساسية، حيث تواجه جامعة الخرطوم تحديات جسيمة نتيجة الأضرار التي لحقت ببنيتها التحتية خلال الحرب الأخيرة في الخرطوم، والتي طالت قاعاتها ومعاملها ومكتباتها في مجمعات الوسط والطبي وشمبات والتربية، ما دفع الخريجين لإطلاق مبادرة جماعية تستهدف إعادة إعمار الجامعة واستعادة مكانتها الريادية إقليميًا ودوليًا.

حضور رفيع ووفاء أكاديمي

تشرّف الاجتماع بحضور عدد من رموز الجامعة، أبرزهم:

• البروفيسور محمد أحمد الشيخ، مدير الجامعة السابق.
• البروفيسور عبدالوهاب الأفندي، مدير معهد الدوحة للدراسات العليا، وأحد أبرز خريجي الجامعة.
• البروفيسور حامد التجاني، رئيس المكتب التنفيذي لرابطة الخريجين.
• البروفيسور فيروز عثمان صالح، مديرة إدارة الخريجين بجامعة الخرطوم، التي خاطبت الاجتماع عبر كلمة رسمية مثمّنة للمبادرة.

كما شارك في الاجتماع عدد من رؤساء الروابط المهنية بدولة قطر وأساتذة الجامعات القطرية من خريجي جامعة الخرطوم، في مشهد جسّد التلاحم بين الأجيال ووحدة الانتماء للمؤسسة الأم.

فيروز عثمان: الجامعة ستنهض بجهود خريجيها

وفي كلمتها خلال الاجتماع، أشادت البروفيسور فيروز عثمان صالح بالمبادرة الكريمة من رابطة الخريجين في قطر، مؤكدة أن “كل جهد يقدم لدعم الجامعة في هذه الفترة من عمرها يسهم في الحفاظ عليها وعلى مكانتها الرائدة في السودان”. ودعت إلى تضافر جهود جميع روابط الخريجين في الداخل والخارج للنهوض بالجامعة وإعادة إعمار ما دمرته الحرب.

خطة ثلاثية لإعادة الإعمار

خرج الاجتماع بخطة متكاملة من ثلاث مراحل:

1. المرحلة الطارئة: تأهيل القاعات والمعامل والمكتبات والمباني المتضررة جزئيًا بما يتيح استئناف الدراسة.
2. المرحلة الثانية: إعادة بناء المنشآت التي تعرضت لتدمير كلي.
3. المرحلة الثالثة: إطلاق برامج للتطوير الأكاديمي والمهني، وتعزيز حضور الجامعة في الشبكات البحثية والعلمية الإقليمية والدولية.

تفاعل واسع وروح إيجابية

اتسمت جلسات الاجتماع بروح من التفاعل والانتماء؛ إذ شارك الخريجون من مختلف التخصصات والأعمار بمقترحات وحلول عملية، تراوحت بين المعالجات العاجلة والرؤى الاستراتيجية طويلة الأمد، ما عكس ثراء الخبرات وتكامل الرؤى.

الجامعة رمز وطني

أجمع الحاضرون على أن جامعة الخرطوم ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل تمثل رمزًا وطنيًا وتاريخيًا للعلم والمعرفة في السودان، وأن مسؤولية النهوض بها لا تقع على الدولة وحدها، بل هي واجب أخلاقي يقع على عاتق كل خريج وصديق للجامعة حول العالم.

ختام بأجواء من الأمل والعزم

اختتم اللقاء وسط أجواء من التفاؤل والعزم الجماعي، حيث جدد المشاركون التزامهم بالمضي قدمًا في مبادرات عملية تسهم في إعادة بناء الجامعة وتطويرها لتبقى منارة للعلم والإبداع، ومنافسًا جادًا في الساحة الأكاديمية العالمية