اسامة عبدالماجد
¤ تمدد المتمرد حميدتي بشكل غير مسبوق منذ التغيير في 2019 .. حتى وصل مرحلة الاعتقاد الساذج بسهولة الاستيلاء على السلطة.. وتنفيذ انقلاب، فشل منذ ساعاته الاولى.. ومن لحظتها ظهرت المليشيا على حقيقتها بارتكابها كل تلك الجرائم المروعة.. التي تضرر منها كل اهل السودان.. غدر الباغي الشقي بالقوات المسلحة التي كان يشاركها ويتقاسم معها كل شئ.. واحيانا يتفوق عليها من ناحية الامتيازات التي كان ينالها دون وجه حق.
¤ خسر حميدتي عسكريا – لا شك في ذلك – ولا تزال هزائمه متواصلة.. وهناك نقاط ضعف في مليشياته لن تتعالج مهما حاول آل دقلو بكل اموالهم تلافيها.. الخيبة الاولى للمليشيا ان قيادتها لا تستند على خلفية عسكرية محترفة تملك ميزة تقدير الموقف.. مثل الجنرال الليبي خليفة حفتر.. وهو عسكري مخضرم يبلغ من العمر نحو (80) عاما وشارك في انقلاب 1969 الذي اوصل معمر القذافي الى السلطة.. وهو خريج اكاديمية فرونز الروسية ذائعة الصيت والتي تعتبر من اعرق المؤسسات العسكرية في العالم..
¤ ان الاتكاءة على الخبرة العسكرية تمكن صاحبها من تقدير الموقف وبشكل جليكما اشرت.. خاصة من ناحية تقدير الزمن الحقيقي للنصر او الهزيمة.. وموقفهم من المعركة.. ولذلك تلاحظون فشل المليشيا في تحديد اين هم من المعركة.. وتجدهم وبكل غباء يصرون على مهاجمة القيادة العامة.. وقد هجموا عليها عند تنفيذهم الانقلاب ويوم اعجبتهم كثرتهم ، بنحو (500) عربة قتالية من عدة محاور، فلم تغن عنهم كثرتهم شيئا.. وضاقت عليهم الارض بما رحبت.. وكان هذا العدد اكثر من اللازم مما تسبب في خسارتهم الفادحة.
¤ الخيبة الثانية للباغي الشقي ومليشياته وستطاردهم انهم اداه لطرف سياسي.. ليس بينه وبينهم ارتباط اصيل.. وقد سارعت قحت للتبرؤ منهم عقب فشل الانقلاب بينما هي قادت حميدتي الى حتفه بتضخيمها له، منذ الانقلاب على الوثيقة الدستورية بقبولها له نائبا لرئيس مجلس السيادة وهو غير منصوص عليه.
¤ ووجدت قحت نفسها مرغمة بمرور الوقت على ادانة جرائم حميدتي.. والا كان سينطبق عليها المثل (المابشوف من الغربال يبقى اعمى).. ووصل تحالف قحت مع حميدتي قمته بـ (تفصيل) الاتفاق الإطاري على مقاسه.. بتمكينه من الاحتفاظ بقواته بمعزل عن إمرة القائد العام للجيش.
¤ بينما كانت الحركة الشعبية الجنوبية ، الذراع السياسي الاصيل للجيش الشعبي بقيادة الراحل جون قرنق.. حيث كانت الحركة، الجسم السياسي صاحب الالمام بالخطة الاستراتيجية للحل السياسي.. وذلك حال مُنِيَ الجيش الشعبي بالهزيمة.. وكانت تخوض الحرب انابة عن الجيش في مسارح الدبلوماسية.
¤ عكس الجنجويد الذين هم مجرد ارجوزات في المسرح السياسي.. ولا يرأف بهم الطرف السياسي الذي يحركهم من الخارج وهم يذبحون على ايدي قوات العمل الخاص في الشوارع.. وقد كادت بائعة شاي عند جسر ود البشير بأم درمان ان تفقد عقلها قبل ايام.. بعدما عادت من رحلة استجلاب ماء وسكر.. ووجدت اربعة من المليشيا من جملة خمسة كانوا يتحلقون حولها مذبوحين مثل الخراف ولا اسفا عليهم.
¤ الطبيعي ان يكون لأي قوات مقاتلة ظهير سياسي يحمي ظهرها ويؤمنه.. اما (عرمان المليشيا) المدعو يوسف عزت والذي بمدحمل صفة المستشار السياسي للمتمرد حميدتي اضر كثيرا بالمليشيا وقائدها.. بينما الشخص الاخر الذي يصرخ في الفضائيات من لندن دفاعا عن المليشيا.. فذاك واحد من العاهات السياسية في زمن الفوضى.
¤ ان الطرف السياسي هو قوة الاسناد لأى قوات محاربة، لحظة التعامل مع الموقف التفاوضي.. ولذلك ظهر تخبط المليشيا ورعونتها في منبر جدة التفاوضي.. وكانت اراء وفدها خجولة وفطيرة.. وفي كذب صريح يدل على العبط كانوا يصرون على عدم احتلالهم لمنازل المواطنين.. واحيانا يضحكون على انفسهم قبل الاخرين بإعلان حراستهم للمنازل من المتفلتين.. بينما هم المجرمين والقتلة المأجورين.
¤ الخيبة والهزيمة الثالثة للمليشيا فقدانها القيادة والسيطرة منذ الأيام الاولى لفشل المحاولة الانقلابية التي نفذوها صبيحة منتصف ابريل الماضي.. لذلك انتشر التفلت واصبحت عناصر المليشيا عبارة عن مجموعات لصوصية نهبت مدخرات المواطنين من اموال وذهب ومقتنيات.. ومجموعات اخرى ذئاب بشرية مارست الاغتصاب واذلال الرجال وضربهم بالسياط.. وفي احايين كثيرة قتلهم دون مبرر ما يدل على وحشية وانعدام الانسانية.
¤ اما جماعات منهم قامت بعمليات قذرة ونوعية من نهب للبنوك وسرقة للسيارات.. ولو اضطروا لحملها على ظهر عربات نقل كبيرة (سحاب).. وسرقة المعدات والاجهزة الكهربائية.. بينما جماعات تخصصت في ارتكاب جرائم التطهير العرقي على اساس اثني في ولاية غرب دارفور .. كان مصحوبا بتنفيذ مخطط شرير قائم على التهجير القسري وتوطين اجانب او مواطنين من غير اصحاب الارض.
¤ وقعت كل تلك الجرائم على مراى ومسمع من آل دقلو وهم مغلوبين على امرهم في السيطرة عليها.. هذا ان لم تكن تمت بتوجيه مباشر منهم.. بعد فشل مخطط الانقلاب الذي كان حميدتي يرى سهولته وبشر الكثيرين بالقضاء على البرهان.
¤ ومهما يكن من امر.. ستظل اللعنات والخيبات والخسائر تلاحق آل دقلو .. وقد خاب كيد الظالمين.