اسامة عبدالماجد
¤ أولاً: استقوى كلا من عبد الله حمدوك وقائد مليشيا الدعم السريع حميدتي بالاجنبي وبشكل كبير،.. وادارا ظهرهما للداخل، عمد حمدوك على استقدام البعثة الاممية السياسية بحجة دعم الانتقال.. لكن كان واحد من اهدافه الخفية تقوية ظهره والمحافظة على كرسيه.. اما حميدتي استعان بالخارج في استجلاب دعم عسكري ومالي ضخم للاستيلاء على السلطة بقوة السلاح.. للخصول على كرسي ارفع من الذي كان يجلس عليه. ¤ ثانياً: يسعيان إلى العودة الى السلطة بشتى الطرق. بعد مغادرتهما المذلة لكرسي الحكم.. خسر حميدتي معركة الوصول الى القصر وتعمل مليشياته ،على مواصلة القتال لأجل العودة عبر اتفاق جدة او غيره من المنابر.. بينما استثمر حمدوك قي الحرب وسعى الى تشكيل تحالف سياسي مدني اطلق عليه اسم (تقدم).. وهو بمثابة رافعه تعيده الى قيادة الحكومة المدنية المقبلة. ¤ ثالثاً: خسر الرجلان وبغبائهما السياسي القواعد الشعبية التي التفت حولهما.. وقد حظيا بشعبية مقدرة في وقت من الاوقات.. البعض كان يهتف (شكرا حمدوك) رغمالخراب الذي الحقه الرجل بالاقتصاد والخدمة المدنية .. وفئة كانت تصفق للباغي الشقي وتقول (حميدتي الضكران الخوف الكيزان).. وبعدها وقعت بينهما والشارع قطيعة نفسية.. وتدنت شعبيتهما ،بشكل مريع.. حميدتي من خلال الجرائم المروعة التي ارتكبتها قواته مما جعل شعبيته تتلاشى تماما.. وحمدوك لتراخيه وضعفه في ادارة الجهاز التنفيذي. ¤ رابعاً: تقاسما الفشل الذريع في عملهما.. قاد حمدوك افشل حكومة تسببت في حالة غلاء غير مسبوق.. وجعلت البلاد مستباحة امام الاجنبي .. وخلقت حالة من السيولة السياسية كانت واحدة من اسباب اندلاع الحرب.. اما حميدتي فشل في ادارة كل الملفات التي اسندت اليه الاقتصادي، سلام الشرق وجمع السلاح. ¤ خامساً: لم يثبتا جدارتهما بالموقعين اللذين شغلاهما .. كان المنصب اكبر منهما ومن قدراتهما.. كان ادائهما ضعيفا للغاية مما انعكس على مجمل الاوضاع بالبلاد.. وتسببا في حالة انسداد الافق السياسي، والتناحر الحزبي الذي شهده الملعب السوداني. ¤ سادساً: لعبت الصدفة دورا مباشرا في وصولهما الى مجلس الوزراء والقصر.. يكاد لم يسمع احد بحمدوك الا عقب اعلان المؤتمر الوطني عن حكومة رئيس الوزراء معتز موسى ، وتسميته وزيرا للمالية ، ثم اعتذاره لاحقا عن التكليف.. بينما كان حميدتي في الصفوف الخلفية في طابور الانقاذ الطويل.. وكان عمله محصورا الى حد كبير
في دارفور ، ولمع نجمه عقب تنحي رئيس المجلس العسكري عوض بن عوف. ¤ سابعاً: رفعا شعارات براقة ومخادعة.. تحدثا عن الديمقراطية وكانا بعيدين جدا عنها.. مارس حمدوك الاقصاء وظلم الآخر عبر اللجنة سيئة الذكر (ازالة التمكين) .. التي كان مشجعا لها ومباركا لعملها وسجل زيارة شهيرة لمقرها.. اما الباغي الشقي الذي ظل يتدثر بثياب الديمقراطية.. كان عاريا بترسيخه للقبلية والاسرة الواحدة (آل دقلو).. وكشف عن حقيقته ووجهه الاجرامي بارتكاب قواته لكافة انواع الجرائم منذ ابريل الماضي. ¤ ثامناً: كان كلاهما (ظهيرا للآخر).. ونشأت بينهما صلات مشبوهة.. ربما كانت الحرب واحدة من افرازاتها.. حتى اليوم لم يجد الراي العام تفسيرا لترؤس حميدتي للجنة الاقتصادية.. وفي ذات الوقت قبول حمدوك الذي يلقب بـ (الخبير) نيابة رئاسة اللجنة ووقوفه خلف حميدتي.. رغم الفارق الشاسع جدا بينهما في المستوى التعليمي.. لكن كلاهما خدم اجندة الاخر. ¤ تاسعاً: اظهرا غبنا غير مبرر تجاة الانقاذ.. استدرا به عطف الشارع السوداني.. رغم ان الانقاذ دعمت حمدوك خارجيا ورشحته في اواخر عمرها وزيرا للمالية.. بينما حميدتي صنيعة انقاذية بالكامل.. ولو لا الانقاذ لكان في مهنته المتواضعة. ¤ عاشراً: يتشابهان وبشكل كبير في استحالة عودتهما الى المشهد العام وتكاد تبدو مستحيلة.. رغم الدعم الخارجي الكبير الذي ظلا يحظيان به خاصة من قبل الخليج.. عرف المواطن قدراتهما وعجزهما في تقديم اي شئ لصالحه.. وفي نهاية المطاف اشعل حميدتي الحرب وجلب حمدوك منذ وقت طويل وقودها بمشاركته وصمته في آن واحد على افعال قحت. ¤ ومهما يكن من امر.. وعى الشعب السوداني بعد منتصف ابريل.. ولن تخدعه ابتسامه صفراء كذوبة.. او تغره الاموال الحرام و(البكاسي).