¤ لم اجد تفسيراً او مبرراً لغياب الرئيس عبد الفتاح البرهان عن القمة العربية التي استضافتها مملكة البحرين امس.. واناب عنه وزير الخارجية السفير حسين عوض في قيادة وفد السودان.. كانت القمة فرصة كبيرة للبرهان للمشاركة.. احتلت القضية السودانية البند الخامس ضمن البنود العشرين لاعلان القمة.. ومهم للغاية ان نورد البند كاملا لفائده القارئ الكريم..
¤ (نعبر عن كامل تضامننا مع جمهورية السودان الشقيق، في الحفاظ على سيادته واستقلاله ووحدة أراضيه والحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية.. وفي طليعتها القوات المسلحة، وندعو إلى الالتزام بتنفيذ إعلان جدة بغية التوصل إلى وقف لإطلاق نار يكفل فتح مسارات الإغاثة الإنسانية وحماية المدنيين.. كما نحث الحكومة السودانية وقوات الدعم السريع على الانخراط الجاد والفعال مع مبادرات تسوية الأزمة ومن بينها منبر جدة ودول الجوار وغيرها.. من أجل إنهاء الصراع الدائر واستعادة الأمن والاستقرار في السودان وإنهاء محنة الشعب السوداني الشقيق).
¤ دعم اعلان المنامة بلادنا وبشكل كبير.. حيث ان الفقرة اعلاة هي اقوي بند تبنته الجامعة العربية منذ اندلاع الحرب في السودان.. وهو تطور ايجابي كبير في تفهم الاشقاء العرب لقضيتنا العادلة ضد الجنجويد والمرتزقة.. من خلال الدعوة للحفاظ على سيادة السودان واستقلاله ووحدة أراضيه.. والدعوة الى الحفاظ على القوات المسلحة، وتنفيذ إعلان جدة.
¤ اعد خطاب السودان في القمة بعناية فائقة وكان ممتازاً.. وشرح الحرب بشكل دقيق.. بوصف ماقامت به المليشيا الإرهابية بالتمرد وانه حرب شاملة على الدولة وعلى الشعب السوداني أفرزت آثارا مدمرة على البلاد والاقليم ككل. والتاكيد ان الميليشيا سعت بتمردها الى الاستيلاء على السلطة بقوة السلاح سعيا لتنفيذ أجندة سياسية داخلية ملتوية وتحقيقا لأطماع إقليمية مشبوهة.
¤ وشرح الخطاب انه بعد أن خاب مسعى المليشيا في الاستيلاء على السلطة، انقلبت على الشعب السوداني وأذاقته الأمرين قتلاً ونهباً لممتلكاته واعتداءً على اعراضه وحرماته.. فأحالت البلاد الى كتلة حريق لا تزال نيرانها تستعر.. وحسنا بان تم التنوية الى ان المليشيا الإرهابية، عمدت الى توسيع دائرة الحرب ونقلها الى مناطق مدنية آمنة مقل الجزيرة ومدينة الفاشر.. وكانت خطوة ذكية الطرق على ان المليشيا قامت بنهب لمراكز ومخازن الإغاثة التابعة لبرنامج الأغذية العالمي ومراكز تجميع الإغاثة التابعة للمنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني في ولاية الجزيرة.
¤ وسمى وزير الخارجية نحو سبعة جهات دولية ادانت المليشيا.. وقال انها بذلك لا تختلف عن داعش وبوكو حرام وغيرها من المنظمات الإجرامية الإرهابية.. اهم ماجاء في خطاب السودان الاشارة الى انه ما كان في مقدور المليشيا أن تستمر طيلة هذه الفترة في حربها على الدولة في السودان.. لولا الدعم الإقليمي السخي الذي ينهمر عليها بلا انقطاع في انتهاك مريع لسيادتنا الوطنية وتدخل سافر في شئوننا الداخلية.
¤ كما تم التاكيد على إن تقديم أي شكل من أشكال الدعم أو المساندة للمليشيا الارهابية.. يعني مشاركة الداعمين في أعمالها الإرهابية وجرائمها ضد الإنسانية.. وجدد السودان للاشقاء انه رغم الفظائع الموثقة التي ارتكبتها المليشيا الإرهابية، إلا أن الحكومة وحرصاً منها على حقن الدماء ووقف تدمير البلاد لم تغلق أبواب التفاوض السلمي، فانخرطت بكل جدية وعزيمة في مفاوضات منبر جدة وكيف ان المليشيا لم تلتزم بالاتفاق
¤ واعتبر السودان إن الدخول في جولات تفاوض جديدة، قبل تنفيذ ما تم التوقيع عليه منذ عام كامل.. ومع استمرار المليشيا المتمردة في التنكر لما تم التوصل إليه والتمادي في انتهاك القانون الدولي الإنساني، سيكون حرثا في البحر.. وذكر وزير الخارجية القادة العرب إن أمن واستقرار السودان لهو بالضرورة جزءٌ لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، ويبقى استقرار الأوضاع في السودان ركنا أساسيا من أركان استقرار منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر.. ودعاهم الى مساندة السودان.. و إعادة إعمار ما دمرته المليشيا الإرهابية من بنى تحتية وما ألحقته بالاقتصاد السوداني بشكل عام.
¤ ومهما يكن من امر.. فان مخرجات القمة فيما يلي السودان تبعث على التفاؤل.. ويستحق الوفد برئاسة وزير الخارجية واركان سلمه من الوزارة التحية.