حديث الفاضل مادبو القيادى بنظارة الرزيقات مؤسف ، وتبنى القبيلة للحرب التى يقودها فصيل عسكري موقف خطير وله إنعكاسات كبيرة على راهن المعركة وعلى آثارها..
- هو محاولة لإثارة النعرات القبلية لأغراض الإستنفار ، والإنقسام المجتمعي من خلال الإشارات والتلميحات (كل القوة شندى جوه).. ولهذا أثر على مجريات الحرب وموقف المليشيا وحواضنها الإجتماعية من مجتمعات أخرى..
- وهو تحول فى طبيعة ومقاصد الحرب من شعارات عن الديمقراطية والمسار السياسي والقوى المدنية إلى (حرب قبيلة) ..
وهذا إمتحان كبير فى جوانب عديدة ، - وأهمها ضرورة تفويت الفرصة على الذين يزايدون على مجتمعاتهم المحلية ، وبإسمها لتحقيق مآرب سياسية وأطماع شخصية ، و قبيلة الرزيقات لم تعلن الحرب ، وأغلب رموزها ضد هذه الحرب وضد الممارسات فيها ، وهؤلاء الذين يتبنون هذه المواقف هم قلة وإن علا صوتهم..
- تحدى بعض القوى السياسية والمدنية وخاصة قحت وتقدم والذين ثاروا وضجوا لمجرد هبة مواطنين لحماية أنفسهم وأكثروا الضجيج من (المقاومة الشعبية) ، ولكنهم الآن بلا لسان و بلا رأى و بلا موقف ، ابتلعوا أحاديثهم وترهاتهم ، مع أن هذه دعوة للحرب والاستنفار لغزو الناس فى ديارهم ولكنها لم تحركهم ولكنهم منزعجون من رد ذلك الغزو ، وهذا هو الموقف الحقيقى لقحت وتقدم ، إسناد المليشيا من خلال توظيف كل الطاقات ضد الدولة السودانية ممثلة فى الجيش..
- هو ضرورة إعلاء صوت أبناء الرزيقات وأبناء الفلاتة وأبناء الهبانية وأبناء التعايشة الرافضين للحرب ، وهم كثر وعلى قدر عال من المعرفة ، لقد أحدثت بعض فروع قبيلة المسيرية فرق وكذلك قياداتهم ، واعلنوا مواقف جهيرة ومؤثرة ، و ثمرتها فى شواهد عديدة..
- من المهم ، كشف الغطاء عن هذه المواقف ، للعالم كافة وللمحيط والاقليم وللمنظمات
الأجنبية عن خفايا هذه الحرب ، وتفسير كثير من جوانبها ، وعن حقيقة أطرافها ودوافعها..
أعتقد أنه من المهم (لجم) مثل هذه الأقوال والأفعال ، وعدم تجاوزها ، لإنها تمثل دافع تحريض وتعبئة ، وتسويق لإدعاءات ساذجة ، ولكنها ذات أثر فى أذهان بعض البسطاء ، وهو مدعاة للنظر لاحقا فى مهام وادوار بعض الادارات الاهلية والمجتمعية..
لقد كشفت هذه الحرب الكثير من الرواسب في البنية الإجتماعية وهشاشة المنظور الوطنى وقيمة الوطن والنظر للآخر من دائرة المنافسة والغيرة وليس تكامل الادوار.. لابد من إزالة الغشاوات ودفع روح جديدة فى الأمة ومكوناتها الإجتماعية..
9 مارس 2024م