الرأي

حتى متى يا حكومة الخرطوم تستمر أزمة الوقود ؟


مرتضى شطة

منذ أن استهدفت دويلة الشر ومليشتها مستودعات الوقود في مدينة بورتسودان بالمسيرات ؛ والمعاناة في ولاية الخرطوم تتزايد بسبب أزمة الوقود ،لم تفلح تطمينات الإعلام الرسمي بوجود احتياطات كافية من الوقود في إقناع الرأي العام لأن واقع الأمر يقول بغير ذلك ،صحيح أن الحرائق في المستودعات قد أطفئت في بضعة أيام لكن أوار أزمة الوقود لم ينطفء بعد في ولاية الخرطوم ،فعلى الصعيد الميداني لا أستطيع القول بوجود نقص لكن المؤكد سواء وجد النقص القليل أو الحاد في إمدادات الوقود؛فإن هناك سوء إدارة واضح يشوبه الفساد في الكثير من محطات التزويد بالوقود ،أقول ذلك عن تجارب شخصية عايشتها في محطات عديدة منها تجربتان في محطة شركة النيل بشارع الوادي حيث قضيت سحابة اليوم والصف لا يمضي حتى انتهاء الوقت المحدد فعدت أدراجي خالي الوفاض ثم تجربة مريرة أخرى وأكثر فوضوية في طلمبة وادي السندس بالحارة ٧١ إسكان الثورة يوم تحرير الخرطوم الثلاثاء ٢٠ مايو حيث بقيت في الصف من الثامنة والنصف صباحاً حتى الثالثة والربع عصراً وعدت دون تزود بالوقود على قلة السيارات التي أمامي في الصف ،شاهدنا هنا عجائب الأمور تجاوزا للصفوف وعاملين في المحطة يحضرون سيارات أفراد بالخلف متجاوزين الصفوف ومئات الجوالين والجركانات عبوة ٤ جالون بالإضافة إلى تخطي بعض المتعاونين والنظاميين للصفوف ،مع أن هناك صفوف لكل ما يعمل بماكينة من سيارات وركشات وتكاتك ومواتر وحتى المولدات ما يعني أن الوقود الذي يصب في هذه الجوالين والجركانات يذهب لتغذية السوق السوداء .وأسباب المشكلة واضحة بينة تتمثل في غياب الرقابة والسلطة التي تفرض النظام على الجميع وتفلتات بعض النظاميين أو المتطوعين وخطأ تحديد الساعة الرابعة موعداً لإغلاق المحطات وهو مؤشر سلبي يشي بأن الأوضاع الأمنية غير مستقرة مع أن الأمن في تحسن مستمر وقد أعلنت القوات المسلحة ولاية الخرطوم خالية من التمرد ،كما أن استمرار حياة المواطنين في المتاجر والمشافي والمواصلات وغيرها ليلاً خاصة في ظل غياب الكهرباء العامة بسبب استهداف المحطات التحويلية في أمدرمان من قبل المليشيا يجعل قرار الإغلاق عند الرابعة تعسفا ب
يجانب الواقع ويحتاج إلى مراجعة .

حاشية :-

على حكومة الولاية ولجنة أمنها اتخاذ تدابير عاجلة لمنع أزمة الوقود من التفاقم على الأقل بتحسين تنظيم التزود بالوقود في المحطات وتفويت الفرصة على تجار الأزمات ،إن أول قرار نحتاجه هو تمديد فترة عمل المحطات إلى السادسة أو السابعة مساء على الأقل، ومنع إيقاف عملية التزويد بالوقود في المحطات من قبل أي شخص من إدارات محطات الوقود أو المنظمين لأنهم يهدرون الوقت بالمشاجرات والايقاف حتى تحين الساعة الرابعة ،كما أنه يجب حظر صب الوقود في أي آنية عدا تنوكة العربات والركشات والتكاتك والمواتر والمولدات وتنظيم صف لكل فئة منها وتخصيص مسدس واحد لكل فئة مع تخصيص صف واحد لمنسوبي القوات النظامية بكل فئاتها،هذا إلى جانب الضبط والطواف المستمر على المحطات من قبل إدارة النفط واللجنة الأمنية وتلمس معاناة ومظالم المواطنين فيها .اللهم قد بلغت فاشهد ودعاء رسولك الكريم فينا أن من ولي من أمر المؤمنين شيئاً فشق عليهم أن يشقق الله عليه ،فلا تشقوا على أنفسكم .

اترك رد

error: Content is protected !!