هناك اشخاص (ملولين) بطبعهم، ليس لديهم (الشغف) لمتابعة مواقع التواصل الإجتماعي بشكلها الكتابي القديم (المنتديات/فيسبوك/تويتر/واتساب الخ) . هذه الفئة لا تعنيهم الكلمات المنمقة والبوستات (العميقة) والتي تستغرق وقتاً طويلاً للوصول الى الفكرة (او مجموعة الافكار) التي تحملها. فأي (ملول) يحترم نفسه لابد انه سوف يقرأ بداية البوست (بتثائب) وآخر ثلاث اسطر منه ليضع (ريأكت) قلب او (لايك) على سبيل المجاملة. قبل ينتقل الى بوست جديد. مواقع التواصل الاجتماعي الالكترونية لابد انها قد تنبهت لوجود هذه الفئة منذ امد بعيد، فحاولت تقديم محتوى أكثر اثارة حتى تحظى بشعبية وسط هؤلاء. فقدمت تقنيات دعم الصور والفيديو. الا (المتثائب) اياه لم يلقِ لها بال يُذكر. فانتقل التطوير بالكلية الى مواقع اجتماعية أكثر تخصصية من ناحية الصور والفيديوهات مثل الانستجرام واليوتيوب والتي حظيت بشعبية كبيرة في البداية وقد كان لها روادها. الا انها ظلت بدائية من ناحية تحرير المحتوى حيث تتطلب مجهودات فردية ومادية تحتاج دعما لتظهر في ابهى صوره مثل الاستديوهات والادوات التي قد لاتتوفر لصانع محتوى محدود الامكانات. التيك توك (الصيني) والذي يتيح تحرير المحتوى بخفة (فلاتره) والمكتبات الصوتية اصبح جاذبا أكثر وعدد مستخدميه في تزايد. هناك فئة أخرى لاتبحث عن تحرير المحتوى بقدر بحثها عن الإثارة حيث وجدت في الألعاب الإلكترونية ذات الطابع الجماعي ما يلبي لها طموحها، فالالعاب الالكترونية الجماعية ماهي الا شكل من اشكال التواصل الاجتماعي. خذ مثلاً لعبة مثل(بوبجي) او ال (كوول اوف ديوتي) حظيت بشعبية واسعة، فقمة الاثارة حينما تكون (مخنوق) من العالم الحقيقي فتتجمع مع اصدقائك في عالم افتراضي لتتحدثوا سوية وانتم تقاتلون اعداء افتراضيين على سبيل التسلية. كل احد يدخل الى ارض اللعبة بالشكل الافتراضي الذي يعجبه او مايسمى (بالافتار). ولكن مهلا!!! الا يمكن ان نجتمع سويا في عالم افتراضي بهذا ال (الافتار) فنتحدث ونلهو دون (لعبة) افتراضية؟؟ تماماً هذا ما بدأت تفكر به شركات التواصل الإجتماعي كشكل جديد من اشكال التواصل الإلكتروني. وهذا العالم الجديد من التقنيات يسمى (الميتافيرس)، فهو يحملك لتجد اصدقائك مهما بعدت المسافات لتجلسوا سوياً في مقهى (استاربكس) الافتراضي والذي يلزم لدخوله دفع بعض المال للشركة صاحبة المقهى في العالم الحقيقي. هل تريد ان يكون لك منزلا تصحب فيه اصدقائك هؤلاء سوف يلزمك هذا تأجير منزل (او امتلاك واحد) في العالم الافتراضي. فكما ترى فان البزنس سوف يكون حاضراً. الاخ مارك زوكربيرغ صاحب الفيسبوك (التقط) الفكرة سريعاً وقرر ان يخوض التجربة حينما غير من مسمى شركته الفيسبوك الى (ميتا بلاتفورمز). حكومة دبي بدأت تستعد وبقوة لتقديم خدماتها الافتراضية في عالم الميتافيرس. حيث سوف يقابلك شخص (افتراضيا) ليقوم بتقديم خدمات قد تحتاجها بدلاً عن السير الحقيقي لمكان الخدمة. فكما ترى فان مواقع التواصل الاجتماعي تتجه لان تكون أكثر اثارة قبل أن يخرج لنا (ملول) آخر ينظر الى كل ذلك بعين ناعسة ويقول (هل من شيء آخر؟؟ فقد سئمت هذا!!)