الرأي

تعرّف | تعليق “د. عثمان أبوزيد” علي إستخدام العميد “أبوهاجة” لمفردة ( هترشة) في تصريحه الاخير

د. عثمان ابوزيد

هتْرشَة
قال العميد الدكتور الطاهر أبو هاجة المستشار الإعلامي للقائد العام للقوات المسلحة، في رد على من تحدثوا عن هيكلة الجيش بأن حديثهم “ما هو إلا هترشة بلا وعي”…
واشار أبو هاجة إلى أن هذا الحديث ليس في مصلحتهم ومن الأفضل أن “يجوِّدوا لوحهم” وأن لا يعودوا لمثله أبدًا.
كلمة (هترشة) من العامية السودانية، وهي غير فصيحة لكنها من الجذر نفسه لكلمة (هِتر) الفصيحة، وتحمل المعنى نفسه.
والهِتْرُ بالكسر: السَّقَطُ من الكلام والخطأُ فيه. وتَهاتَرَ القومُ: ادّعى كل واحد منهم على صاحبه باطلاً.
ويشيع استخدام المفردات والجُمل من العامية السودانية في لغة الخطاب السياسي والإعلامي.
قرأت في موقع (المندرة نيوز) مقالا للكاتب ياسر الفادني عنوانه:
ما ذنب جلد الطار كان غنوا بيه شُتر؟
ومثل هذا كثير، ففي الموقع نفسه نقرأ عن موقف بعض الناس من مبادرة الخليفة الشيخ الجد أن “منكم الكثير الذين أيدوا وفيكم قلة ظلت تتاوق من رقراق باب خلوة الشيخ الجد”.
ويكتب محجوب فضل بدري في موقع (الراية نيوز) أن البرهان ترك بعثة فولكر تتخبط تخبط العشواء “تقوم من حفرة تقع في هُربة، وتركها تنضج بمويتها”…
ودخول اللهجات العامية العربية في لغة الأخبار والإعلام شيء معتاد. ويحسن التقليل منها قدر الإمكان، وعدم اللجوء إليها إلا إذا اقتضى السياق ذلك كما رأينا في حالة العميد الدكتور أبو هاجة.
أذكر عندما وقع اغتيال رئيس الوزراء الأردني وصفي التل في القاهرة، صرخ القاتل وقد سألوه: هل قتلت الرجل؟ فرد: “دا أنا شربت من دمه”.
ونقل أحد المراسلين الأجانب إلى صحيفته خبرًا وكتب فيه: أن القاتل اعترف بجريمته وأنه شرب من دم القتيل!
طبعًا اللغة العامية العربية قد تستسيغها الأذن العربية، لكنها تحدث سوء فهم لدى الناطقين بغير العربية.
كنا في مؤتمر صحفي لقائد التوجيه المعنوي في الجيش السوداني أوائل عام 1997م عندما وقعت أحداث الغزو اليوغندي التي سميت بالأمطار الغزيرة. كان يحضر المؤتمر الصحفي زهاء (45) مندوبًا لوكالات الأنباء وكبرى الأجهزة الإعلامية. سأل أحدهم: سمعنا ما نقلته وكالات الأنباء عن سقوط مدينة المابان، فهل تؤكدون هذا الخبر؟
وجاء رد المسؤول العسكري: هذا الكلام غير صحيح لأنه لا توجد مدينة اسمها المابان في الجنوب.
فاعترض الصحفي قائلا: لكن المصادر تؤكد سقوط المابان؟ وجاء رد المسؤول العسكري متسائلاً بلهجة سودانية: “كل زول يسلِّك لينا نتيرب ليه؟!”. والتعبير مأخوذ من عملية الزراعة التقليدية في السودان المعروفة بالسَّلُّوكة ونثر البذور (التيراب).
طبعًا المندوب الصحفي باغتته الإجابة، فسأل بالإنجليزية: ماذا قال؟ وكان ممن يفهم قليلا من اللغة العربية.
ولا شك أن هذا يقع في باب (حسن التخلص) إذ أن المسؤول العسكري تخلص من سؤال محرج بلباقة، لأن منطقة المابان كانت سقطت بالفعل ولم يصدر بيان بذلك من الجيش. وهو لم يكذب حين أنكر وجود مدينة اسمها المابان.
وكتبه عثمان أبوزيد
5 سبتمبر 2022م

التصريح الصحفي الاخير للعميد د. ابوهاجة

⬇️

اترك رد

error: Content is protected !!