الرواية الأولى

نروي لتعرف

صحة

تزايد إعلانات “الأكسجين النشط”.. ما هو هذا العلاج؟ وهل يحمل فوائد حقيقية لمرضى السكري؟

تقرير: الرواية الأولى

شهدت الآونة الأخيرة انتشارًا ملحوظًا لإعلانات جلسات ما يُعرف بـ«الأكسجين النشط» أو Active Oxygen Therapy في المنصات الرقمية والمراكز الطبية والتجميلية، وسط وعود بتحسين الصحة العامة وتنشيط الدورة الدموية وخفض مستويات السكر. هذا الزخم أثار فضول الجمهور ودفع كثيرين للتساؤل حول حقيقة هذا العلاج، ومدى فعاليته، وملاءمته لمرضى الأمراض المزمنة.

في هذا التقرير، تستعرض الرواية الأولى ماهية هذا العلاج، وواقع الأدلة العلمية بشأن فوائده ومخاطره، استنادًا إلى أحدث الدراسات والتوصيات الطبية العالمية.

ما هو “الأكسجين النشط”؟

يرتبط المصطلح المتداول غالبًا بما يُعرف طبيًا باسم العلاج بالأوزون (Ozone Therapy)، وهو استخدام غاز الأوزون (O₃) بجرعات محسوبة لتحسين تدفق الدم وتقليل الالتهابات وزيادة قدرة الأنسجة على الاستفادة من الأكسجين.

وتتضمن أبرز طرق استخدام الأوزون:
•الأوزون الدموي: تعريض كمية من دم المريض للأوزون ثم إعادتها للجسم.
•الحقن الموضعي.
•الزيوت والمحاليل المشبعة بالأوزون.

ويظل هذا العلاج، وفق الهيئات الطبية الدولية، ضمن نطاق العلاجات المساعدة وليس علاجًا أساسيًا لأي مرض مزمن.

هل يفيد مرضى السكري؟

مرضى السكري من النوع الثاني

تشير بعض الدراسات الصغيرة إلى أن العلاج بالأوزون قد يساعد في:
•تحسين الدورة الدموية، خصوصًا لدى من يعانون من اعتلالات الأطراف.
•الحد من الالتهابات والإجهاد التأكسدي.
•تحسين طفيف في حساسية الإنسولين لدى بعض المرضى.

غير أن هذه النتائج ما تزال محدودة، ولا ترقى لتوصيات رسمية أو إجماع طبي عالمي.

مرضى السكري من النوع الأول

لا توجد أدلة تُظهر أن الأوزون يقدم فائدة مباشرة في هذا النوع المعتمد أساسًا على نقص الإنسولين. بل إن الاعتماد عليه كبديل للعلاج الدوائي قد يعرّض المرضى لمضاعفات خطيرة.

الخلاصة العلمية

العلاج بالأوزون قد يكون مساعدًا في بعض الحالات المرتبطة بالالتهاب وضعف الدورة الدموية، لكنه ليس علاجًا للسكري ولا يُغني عن الخطة العلاجية الأساسية القائمة على الدواء والغذاء والرياضة.

ما المخاطر والأضرار المحتملة؟

تحذّر منظمات صحية دولية من عدد من المخاطر المرتبطة بالاستخدام غير المنضبط للأوزون، ومنها:

1-خطورة استنشاق الأوزون

الأوزون مهيّج قوي للرئتين، وقد يسبب التهابات أو مشكلات تنفسية.

2-آثار جانبية واردة

يشمل ذلك: الصداع، الغثيان، الإرهاق، والشعور بعدم الارتياح.

3-زيادة الإجهاد التأكسدي

قد يؤدي الأوزون بجرعات غير دقيقة إلى نتائج عكسية خصوصًا لدى المرضى الذين يعانون من أمراض القلب أو الكلى.

4-تفاوت جودة المراكز

غياب الرقابة في بعض المراكز قد يؤدي إلى استخدام أجهزة غير معتمدة أو تطبيقات غير آمنة.

ما الذي يقوله الأطباء؟

يؤكد اختصاصيو الغدد الصماء والعلاج الطبيعي أن العلاج بالأوزون قد يساعد في بعض الجوانب الالتهابية، لكنه لا يعالج السكري ولا يتفوق على الأساليب العلمية المثبتة مثل:
•تنظيم الغذاء،
•ممارسة الرياضة،
•ضبط الوزن،
•الالتزام بالعلاج الدوائي،
•متابعة السكر التراكمي بانتظام.

كما يشدّد الأطباء على ضرورة أن يتم العلاج — إذا كان ضروريًا — داخل مركز طبي مرخص وتحت إشراف طبيب متخصص وبعد تقييم كامل للحالة الصحية.

النصائح الذهبية لمرضى السكري

توصي الجهات الصحية العالمية بأن أقوى وسائل ضبط السكري تتمثل في:
•المشي 20–30 دقيقة يوميًا.
•تقليل الكربوهيدرات عالية المؤشر مثل الخبز الأبيض والأرز والبطاطس.
•الاعتماد على البروتين والخضروات.
•استخدام خل التفاح قبل الوجبات الثقيلة لتخفيف الارتفاعات الحادة في السكر.
•متابعة HbA1c كل 3 أشهر.

هذه الخطوات ثابتة علميًا ونتائجها تتفوق على أي علاج بديل لم يثبت علميًا حتى الآن.

خلاصة

رغم الانتشار المتزايد لإعلانات «الأكسجين النشط»، فإن هذا العلاج يدخل في نطاق الأوزون الطبي، الذي قد يحمل فوائد محدودة ومساعدة، لكنه ما يزال بعيدًا عن أن يكون علاجًا مثبتًا للسكري، كما لا يخلو من مخاطر تتطلب الحذر. تبقى الخطة العلاجية المبنية على الغذاء، والرياضة، والدواء، والمتابعة العلمية هي الضمان الأهم لسلامة مرضى السكري، أيًا كان نوعه.

الرواية الأولى –

المراجع العلمية

1. World Health Organization (WHO) – Environmental Health Criteria for Ozone.
2. National Institutes of Health (NIH) – Ozone Therapy: Evidence-Based Review, 2024.
3. American Diabetes Association (ADA) – Standards of Medical Care in Diabetes, 2025.
4. International Scientific Committee of Ozone Therapy (ISCO3) – Clinical Practice Guidelines.
5. Bocci, V. – Ozone: A New Medical Drug, Springer Medical Series.

اترك رد

error: Content is protected !!