تحرش جنسي وتمييز ضد النساء بين صفوف القوة ، وفضيحة إغتصاب سابقة، وحفلات رئيس الوزراء … وراء إستقالة قائدة شرطة لندن
رصد : الرواية الأولى
قررت مفوضة شرطة العاصمة البريطانية، كريسيدا ديك، الاستقالة من منصبها وسط جدل بشأن تقرير يقيم سلوك الشرطة.
وقالت كريسيدا ديك إن عمدة لندن صادق خان لم يترك لها “خياراً آخر”، بعدما أوضح لها أنه لا يثق في قيادتها.
وكشف تقرير للهيئة المسؤولة عن مراقبة سلوك الشرطة، الأسبوع الماضي، عن كراهية للنساء “مخزية” وتمييز وتحرش جنسي بين بعض صفوف شرطة العاصمة.
قال خان في وقت سابق من هذا الشهر إنه “يشعر بالاشمئزاز التام” بعد التقرير الذي تحدث عن تبادل رجال شرطة لندن رسائل “صادمة” عنصرية ومتحيّزة ضد المرأة .
وكريسيدا ديك هي أول امرأة تقود أكبر قوة شرطة في بريطانيا، وكانت قد واجهت انتقادات بخصوص أداء الشرطة.
قبل ساعات من إعلان استقالتها، تحدثت المفوضة إلى بي بي سي، قائلة إنها “غاضبة للغاية” إزاء النتائج التي توصلت إليها الهيئة المعنية بمراقبة سلوك الشرطة، موضحة أنه “لا نية على الإطلاق” للاستقالة.
ولكن عمدة لندن صادق خان، قال في بيان إنه “غير راض” عن ردها حول التقرير، وشكرها على عملها الشرطي، الذي استمر نحو 40 عاماً.
وقال خان إنه سيعمل الآن “عن كثب مع وزيرة الداخلية على تعيين مفوض جديد”، بهدف استعادة الثقة في شرطة العاصمة.
واتفقت المفوضة المستقيلة، التي شغلت هذا المنصب لنحو خمس سنوات، مع عمدة لندن على أنها ستستمر في عملها لفترة زمنية قصيرة لضمان تسليم مهامها بشكل منظم لمن يخلفها. وقالت مراسلة بي بي سي للشؤون الأمنية، جون كيللي، إن العلاقة بين كريسيدا، وعمدة لندن أساسية وبمجرد فقدانها ثقته وقيامه بإعلان ذلك، كان يجب أن تصل الأمور إلى النهاية.
وقال رئيس الوزراء بوريس جونسون إن كريسيدا ديك “قدمت خدماتها للبلاد بكل تجرد، وإخلاص، لعدة عقود من الزمن”.
وتأتي الاستقالة المفاجئة لمفوضة الشرطة مع تكليف قوتها التحقيق في “فضيحة بارتي غيت” التي تتمحور حول حفلات مزعومة أقامها رئيس الوزراء بوريس جونسون في انتهاك لقيود فيروس كورونا.
وواجهت المفوضة البالغة 61 عاما دعوات للاستقالة منذ فترة طويلة بعد فضائح بينها اغتصاب ضابط الشرطة آنذاك واين كازينز امرأة تدعى سارة إيفيرارد وقتلها في آذار/مارس 2021.
وأشارت ديك إلى ذلك في بيان استقالتها، معربة عن أسفها لهذه الجريمة بالإضافة إلى “العديد من القضايا المروعة الأخرى مؤخرا التي أعلم أنها أضرت بالثقة في هذه الجهاز الرائع للشرطة”.
لكنها قالت إنّ القوة “وجّهت اهتمامها الكامل لاستعادة ثقة العامّة”، مضيفة أنّها “متفائلة للغاية بشأن مستقبل شرطة لندن ولندن”.
ويعد ذلك الموقف تكراراً لما حدث قبل نحو عقد من الزمن، عندما أجبر بوريس جونسون، حين كان يشغل منصب عمدة لندن، قائد الشرطة آنذاك السير أيان بلير على الاستقالة من منصبه.
• المصدر | BBC