
يبدو أن تحالفاً استراتيجياً يضم السعودية، مصر، السودان، اريتريا، اليمن (حلف القبائل المدعوم سعوديًّا) في طور التشكيل.
التحالف يمثل قوة اقتصادية وعسكرية وبشرية هائلة في المنطقة.
رؤية المملكة 2030 داعمة لهذا التحالف.
زيارة الرئيس اسياسي أفورقي للسودان التي تتم هذه الأيام، ولقاءه الرئيس السوداني عبد الفتاح البرهان، وقد سبقتها زيارته للقاهرة ولقاءه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وزيارة رئيس هيئة الأركان المصري للسودان والسعودية قبل أسبوعين، وزيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للولايات المتحدة ولقاءه الرئيس الأمريكي ترامب، كلها تؤشر لتطورات مهمة في المنطقة سوف تنتهي، حسب تقديراتنا، بإعلان تحالف استراتيجي يضم السعودية ومصر والسودان واريتريا واليمن (حلف القبائل المدعوم سعودياً والذي يضم هضبة حضرموت الغنية بالنفط).
القائمة المذكورة تضم دولتين من قائمة الدول العشرين الأكبر اقتصادياً على مستوى العالم هما السعودية بناتج محلي اجمالي حوالي 1.1 ترليون دولار، ومصر بناتج محلي اجمالي حوالي 800 مليار دولار. وتضم نفس القائمة دولتين في أعلى قائمة الدول العربية من حيث عدد السكان، مصر بحوالي 105 مليون نسمة، والسودان بحوالي 40 مليون نسمة. هذا فضلا عن اقتصادات واعدة لدى كل من اليمن واريتريا والسودان.
رؤية المملكة للعام 2030 أشارت بوضوح الى توجه الاستثمارات السعودية في مختلف المجالات خصوصاً في المجال الزراعي للسودان ومصر، علما بأن السعودية تمتلك أكبر صندوق سيادي على مستوى العالم بقيمة 2 ترليون دولار، وتسعى الى أن يكون لها وجود فاعل في هضبة حضر موت مستودع الثروة النفطية اليمينية. فيما يرتبط الاقتصاد السوداني، ذي الموارد الهائلة الكامنة، بكل من مصر والسعودية واريتريا بعلاقات تجارية قديمة وراسخة. وتتمتع اريتريا بساحل طويل جداً على البحر الأحمر يمنحها فرصة هائلة للاستثمار في الاقتصاد الأزرق.
التحديات التي تواجه هذه الدول مجتمعة وتدفعها للتحالف تتمثل في المطامع الاثيوبية في الحصول على منفذ للبحر الأحمر ولو بالقوة العسكرية، وتهديد الموارد المائية لكل من السودان ومصر لعدم التزام اثيوبيا باتفاقيات الملء والتشغيل لسد النهضة. ويواجه السودان التهديد الوجودي الذي تمثله مليشيا الدعم السريع المتمردة والمدعومة أماراتياً. فيما يدور صراع قوي على النفوذ في اليمن وسواحل البحر الأحمر ما بين كل من السعودية ودولة الامارات التي تبحث لها عن موطئ قدم على سواحل البحر الأحمر التي تمثل حيزاً استراتيجيا للملكة العربية السعودية.
نعتقد بضرورة توافق القيادات في هذه البلدان على رؤية مشتركة للتحالف الاستراتيجي فيما بينها، لأن المخاطر والمهددات واضحة ولا تنتظر. والله الموفق.



