صنف تقرير مشترك لمنظمة الزراعة والأغذية (الفاو) وبرنامج الغذاء العالمي السودان ضمن 20 دولة عالمياً في وضع حرج في الأمن الغذائي.
تقرير متوقع، ويعكس واقع الظروف السيئة لموقف الغذاء التي يكابدها المواطنون بشكل يومي من شح في الإنتاج وارتفاع مستمر في الأسعار.
إهمال الدولة للزراعة لم يبدأ مع بدايات الموسم الشتوي الحالي، فهو أمر مستمر منذ سنوات غير أن هذا الموسم كان الأسوأ بامتياز.
المزارعون بحّ صوتهم في المطالبة بتجهيزات الموسم الشتوي بتوفير المدخلات والتمويل وتحضير الأرض، ولا حياة لمن تنادي.. فالحكومة لديها أولويات أهم من الزراعة وقوت مواطنيها.
انشغلت حكومة حمدوك بالصراعات حول السلطة حتى غادرت، وها هو المجلس السيادي الحاكم ينشغل بذات الأولويات.. السلطة والثروة ولا يفكر في إنقاذ ما يمكن إنقاذه فيما تبقى من وقت.
أول أمس هدد مزارعون بمشروع الجزيرة بالقسم الجنوبي بتفتيش الحاج عبدالله
بإغلاق الطريق القومي الخرطوم سنار وقالوا إنهم في هذا الموسم تعرضوا لإهانات كبيرة ومؤلمة من الدولة كمزارعين يدعمون الاقتصاد السوداني بتجرد في سبيل أن ينعم هذا الوطن بالخير الوفير والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، ولكن قوبل هذا الجهد الكبير بالجحود والنكران من قبل أجهزة الدولة وإدارة مشروع الجزيرة ووزارة المالية الاتحادية وأشاروا إلى بداية هذا الموسم المتعثرة بسبب العطش وعدم تطهير الترع الفرعية والرئيسة من الحشائش والإطماء بعد أن تم ترحيل آليات المؤسسة العامة لأعمال الحفريات إلى القسم الشمالي من القسم الجنوبي لتغلق الحشائش والإطماء القنوات فكانت هي الكارثه الأولى في الموسم الصيفي وعند دخول العروة الشتوية تكفلت الإدارة بتمويل المزارع لزراعة محصول القمح، ولكن تنصلت الإدارة من الإيفاء بالتزاماتها بعد أن اجتهد المزارع في تأسيس هذا المحصول بصورة جيدة ونزول موجات البرد بصورة منتظمة.
الآن محصول القمح يدخل في الرية السادسة والخامسة والرابعة وفي بعض المواقع المتأخرة بسبب العطش الثالثة وحتى هذه اللحظة لم يستلم المزارع سماد اليوريا هل يعقل؟!!.
ويقول المزارع حسن محمد: لقد تعرضنا في العروة الصيفية لخسائر فادحة وكبيرة في محصول القطن رقم الإنتاج الوفير لهذا المحصول، لكن عدم وجود التسويق وعدم فتح اعتمادات خارجية وتعاقدات من قبل الدولة المتمثلة في وزارتي المالية والتجارة جعلنا عرضة للسماسرة والرأسمالية الطفيلية فبدل أن نجني المال بعد هذا الإنتاج الوفير من هذا المحصول جنينا السراب وذهبت كل أحلامنا أدراج الرياح.
الآن نحن نتعرض لأكبر عملية عطش في هذه العروة الشتوية بالمنطقة نتيجة لتعطل ماكينات بيارة مزيقيلا التي تقوم بري هذا التفتيش منذ فترة وحتى
هذه اللحظة لم يتم إصلاح هذا العطل وكالعادة تظل الوعود الزائفة هي سيدة الموقف من قبل المسؤولين لمعالجة هذه المشاكل وتظل المحصلة صفرية فيما يدفع المزارع ثمن فاتورة هذه الأخطاء الفادحة.
من جانب آخر حذر المزارعون بالتصعيد الفوري في الاحتجاجات في حالة عدم تشغيل البيارة بكفاءتها القصوى وإزالة الإطماء والحشائش وفك هذه الاختناقات مطالبين في نفس الوقت والي الجزيرة المكلف وإدارة المشروع بالوقوف على هذه المشاكل التي يتعرضون لها مطالبين إدارة المشروع بالطواف الميداني للوقوف على الحقائق بالعين المجردة والخروج من المكاتب إلى الحقول حيث تحل المشاكل على الطبيعة ومشاهدة محصول القمح وهو يحتضر الآن قبل فوات الأوان.
هذا الرصد من الحاج عبد الله كتبه عبد القادر إزيرق.
ولنفس الأسباب طالب عدد من مزارعي الجزيرة والمناقل بإقالة وزير المالية، والزراعة وإدارة مشروع الجزيرة، وقالوا إن عدم توفير مبلغ 5 ملايين دولار لتوفير السماد والفشل في تطهير قنوات الري تسبب في فشل الموسم الشتوي.