اسامة عبدالماجد
¤ من كان يعتقد ان المجموعة المسماة بـ (شلة المزرعة) وكانت بمثابة الدولة العميقة التي تدير مع حمدوك شؤون البلاد ابان حقبته الغابرة – (الله لا عادها) لا تزال موجودة ؟! .. التصريح الخطير الذي ادلى رئيس مسار اتفاق شرق السودان الفيادي وعضو المكتب التنفيذي لـ (تنسيقية تقدم) خالد شاويش (خطير جدا ) .. الاخطر ان ذراع (شلة المزرعة) طويلا وممتد حتى خارج الحدود.
¤ شاويش في سياق انتقاده العنيف لتجاوزهم في المشاركة في مؤتمر باريس.. كشف عن وقوف (الشلة الحمدوكية) وراء التحضيرات الخاصة بالمشاركة في مؤتمر باريس وفي مقدمتها طريقة تقديم الدعوات.. قال شاويش في تصريحات امس ضجت بها الصحف الالكترونية ان دعوات المؤتمر وزعت بطريقة انتقائية واثنية قبيحة ولا علاقة للحكومة الفرنسية بها.. مما نتج عن ذلك مشاركات هزيلة.
¤ المثير في التصريحات الغاضبة ان (شلة المزرعة) وقفت وراء كل ترتيبات المؤتمر ومارست ذات النهج الاقصائي الذي قامت به في السابق ورسخ لخطاب الكراهية واضر بالفترة الانتقالية (كلام خالد).. الذي استوقفني هو عدم مشاركة اي من مكونات الشرق في المؤتمر وهو امر مدعاة للريبة.. ويجعلنا نذهب في اتجاة ان شلة المزرعة لديها صلة وثيقة بالباغي الشقي حميدتي وبالاتفاق الإطاري (مقطوع الطاري).
¤ ظل ملف الشرق ايام قحت وحمدوك يكتنفه الغموض، لم ينفذ اي بند من بنود اتفاقه المبرم في جوبا.. قد يبدو الامر طبيعيا بعد مناهضة الناظر ترك واعوانه للاتفاق.. لكن عضو السيادي شمس الدين كباشي توصل لاتفاق بين شاويش وترك.. فجأة تم ابعاده من الملف وتولي حميدتي المهمة بعده فقام بتجميده.. وفي ذات الوقت نشط وبشكل كبير في تاسيس قوات بحرية خاصة وقطع شوطا في مهمته المدعومة من الخارج وتم ابعاد جهاز المخابرات.
¤ لم يطمئن الرئيس البرهان للامر.. او شعر بخطورته او همست مخابرات دولة شقيقة في اذنه.. المهم وجه بابعاد حميدتي من البحر الاحمر، لو لم يحدث ذلك( كان نشرب مانروى).. وتم انتزاع ملف الشرق منه.. لكن الامر الثاني المثير للريبة ان الاتفاق الاطاري خصص للشرق بروتوكول منفصل اشبة بقضية ابيي في مفاوضات واتفاق سلام نيفاشا.. منذ الاعلان عن الاتفاق الاطاري وبملفاته الخمس (العدالة الانتقالية، السلام، تفكيك الانقاذ ، الاصلاح الامني والعسكري وقضية شرق السودان) لم اجد اجابة شافية لسؤال ملح حول اسباب تخصيص ملف خاص بالشرق عن سائر قضايا السلام والمناطق التي يزعم بعض ابنائها معاناتهم التهميش.
¤ قد تكون الموانئ هي كلمة السر.. وحرب المياة كذلك.. لكن الشاهد ان (شلة المزرعة) تذكرنا بمجموعة (اوزون).. التي حصرت الامر في الخرطوم واولادها.. وهذا يعني ان روح الاقصاء والتحركات غير المطمئنة حاضرة في القاموس السياسي الخاص بهم.
¤ ومهما يكن من امر.. ان القضية اكبر من تجاوز مكونات الشرق في مؤتمر مشبوة تجاوز الحكومة نفسها !!.