رؤى وأفكار / د.إبراهيم الصديق

تأثيرات استسلام أبو عاقلة كيكل..

د. إبراهيم الصديق علي




بعيدا عن تفاصيل ما جرى ، مع اهميتها ، فإن استسلام أبو عاقلة محمد احمد كيكل للقوات المسلحة فى منطقة جبال اللبيتور اقصى شرق الجزيرة ذات ابعاد مهمة على مجمل العملية العسكرية والاجتماعية فى المنطقة ، وهو مؤشر مهم لما جرى فى الأيام الماضية ، وسلسلة احداث مختلفة ، ويمكن الإشارة للنقاط التالية:
أولا : كيكل بكل الحسابات قائد عسكري ميدانى مهم للمليشيا ، ومنحته رتبة فريق وسلمته قيادة منطقة كاملة وظل وثيق الصلة بكل مجريات الميدان وتفاصيلها ، وهذا يعنى أنه (شخصية مؤثرة وفاعلة) وانسلاخه من المليشيا سيحدث تاثيرا كبيرا ومؤثرا.
وفوق ذلك ، هو كنز معلومات وتفاصيل دقيقة ، من الصعب على المليشيا (لملمة) وقائعها قبل أن يتم توظيفها بما ينبغي ، وبقية الأمور جلية..
وثانيا: فإن إستلام الجيش وانفتاحه شرق الجزيرة ، ودخول مدينة تمبول ، والانتشار بالضغط فى هذه المنطقة له تاثير واسع على قدرة وفاعلية تحركات الجيش فى منطقة منبسطة ، وقطع امداد المليشيا من الخرطوم مرورا بود راو ورفاعة ، وسيكون تحرك فزع المليشيا فى هذه الناحية غير ممكن ، وبالقدر نفسه فإن هذا الانفتاح العسكري للجيش خفف عليه مناورات الجسور والترع من ناحية الفاو إلى مدنى ، وسيكون هذا محور آخر وأقل فى مخاطره..
ثالثا: انسحاب كيكل من المشهد ليس وحده ، وإنما مكون اجتماعي وقبلي وعلى راس ذلك القائد الطاهر ود جاه الله ، وخلفهم قطاع عريض من الشباب الذين انضموا اليهم دفاعا عن ارضهم واهلهم من رعاع المليشيا وببندقية وشعار المليشيا ، وانسحاب هذه الشريحة من الميدان سيفقد الدعم السريع حاضنة كبيرة وجنود كثر كانوا فى مسرح العمليات ، وسيقلل من دافعية القتال..
ورابعا: ستؤدي هذه الخطوة إلى احداث انفراج فى الضائقة الاقتصادية لكل شرق الجزيرة ، وستتدفق السلع والمواد الغذائية والوقود بسهولة ، كما أن انفتاح الجيش سيؤدي إلى تأمين منطقة الزراعة بالبطانة بشكل عام وهى مخزون غذائي لكل السودان..
وخامسا: من الواضح أن هناك عمل استخباراتى كبير وتفاصيل كثيرة حققت هذه النتيجة المهمة والقاصمة للمليشيا ، وتشير إلى حقيقتين:

  • أن التحرك العسكري خطة شاملة باطراف متعددة فى الاستنفار والتدريب والتسليح والمعينات ومؤشرات الميدان والحاضنة الإجتماعية بالاضافة للإستخبارات والاستفادة من القوى الاجتماعية..
  • والحقيقة الثانية فشل خطة المليشيا فى توظيف الحواضن الاجتماعية ، وكيكل هو راس القائمة ، وهناك تفاصيل كثيرة..
    وسادسا: فإن تسليم شخص بقيمة أبو عاقلة كيكل ، هو بالتأكيد دلالة على معاناة المليشيا على صعيدين:
  • ضعف منطلقاتها فى طرحها لمشروعها وغياب القناعة به… وهذا ليس هزيمة للمليشيا فحسب ، وإنما دعاة التعايش معها وحاضنتها السياسية (تقدم) والذين انذرونا بالموت والمزيد من الدمار والخراب..
  • ومعاناتها فى الميدان ومسرح العمليات عسكريا ولوجستيا.. حيث تقلص الذخائر والوقود ، والمعنويات والدافعية للقتال..
    سابعا: وهذه نقطة مهمة وردت فى بيان القوات المسلحة وهو ضرورة الإلتزام بالعهد والوفاء به ، وما دام القائد اعلن العفو وجدد ذلك ، فإن هذا قرار مهم ..
    هذه الابعاد الأكثر أهمية فى قضية استسلام أبو عاقلة كيكل ، ويشير ذلك – أيضا- لأهمية تأثير المكونات الاجتماعية واستغلال وتوظيف ادوارها..
    حفظ الله البلاد والعباد..
    د.ابراهيم الصديق على
    20 اكتوبر 2024م

تعليق واحد

اترك رد

error: Content is protected !!