برقية إلى : البطل أيوب عبدالرحيم .. مكرر : البطل ودالخضر – أهل الفاشر الأبطال

لا نعلم أين أنتم الآن فى الأسر أم فى حواصل طيرٍ خُضر .. أم فى مكانٍ آمن ..!!؟ سلمكم الله جميعاً وحفظكم من كل سوء .. ولكن الذى نعلمه لدرجة اليقين أن ثباتكم الأسطورى طيلة العامين الماضيين فى مواجهة آلة القتل الجنجماراتى وما كنتم تجدونه من المسغبة وشدة البلاء لم يكن إلاَّ لأمرٍ عظيم أراده الله بكم وبالأمة السودانية جمعاء عبركم .. فلن يذهب هذا الثبات وهذا الصبر واليقين وحسن الظن برب العالمين وعظيم التوكل عليه هباء ، ولعله وبصنيعكم هذا سترتقى أرض المحمل إلى مراقى العِزَّة ، وستنتقل أرض النيلين إلى مراتب العظمة ..!! ولن يضركم من خذلكَم فى مواطن النصرة من جَمَعتكُم بهم أخوة العقيدة والعلاقات الإنسانية .. فالعالم الإنتهازى بأجمعه يجلس الآن أمام الشاشات ويحسب فى الشهداء الذين تساقطوا بالأمس واليوم ووثقت لهم ولتلك المجازر التى تقشعر لها الأبدان وتنخلع لبشاعتها القلوب كاميرات هواتف الحمقى والقتلة من المليشيا دون خوفٍ من الله أو رادعٍ من ضمير..!! وما يُسمى بالمجتمع الدولى يرى كل ذلك ويَبلَع الصَمت ..!!
الفاشر لم تكن تلك البقعة النائية فى الجغرافيا السودانية بل كانت ولا تزال إمتحاناً لكل سودانى أصيل ، وميزاناً لصدق الوطنية ولعمق الولاء لهذا السودان الحبيب .
يا أهل الفاشر العظماء :
والله لقد كانت رصاصات المجرم الجنجويدى الذي تقدسه المليشيا كما تقدس الشيعة ذلك المجوسى قاتل الفاروق رضى الله عنه تخترق أفئدتنا وتمزقها ألماً وغضباً قبل أن تخترق أجسادكم النحيلة التى أنهكها الجوع والحصار .. فأى موقفٍ وأيِّ حالٍ أشدُّ عليكم مما أنتم عليه الآن ..!!
يا أهل الفاشر الأبطال :
لقد أسرجتم بثباتكم الأُسطورى ودماءكم الغالية خيول الجهاد والقتال بعد أن أدخلناها الإسطبل وأضحت كالبغال ..!! وكتبتم بصبركم ويقينكم بالله الذى لم ولن يتزحزح صفحات مشرقة فى تأريخ السودان الحديث الذى سوَّده السفهاء بالعمالة والسخافة والسفاهة .. فالثبات على الحق فى زمن المحن والفتن من أعظم مظاهر التوفيق الإلهى ، وأمر الله غالب وقدره نافذ ..!! ولن تزيد هذه المحنة والشدائد وجميع أهل السودان إلاَّ قوةً وصلابة وإيماناً يقيناً بالله .. وإن غداً لناظره قريب أيها القتلة الفجرة يا أم كعوكات ..!!
حفظكم الله أينما كُنتُم وحيثما أنَتُم وكيفما بِنتُم .. وحفظ الله بلادنا وأهلها من كل سوء والسلام على من إتَّبع الهُدى .
✍🏾 لواء شرطة (م) :
د . إدريس عبدالله ليمان
الثلاثاء 28 أكتوبر 2025م



