اسامة عبدالماجد
¤ صدق الروائي البريطاني جورج اورويل عندما قال : (قد صُممت اللغة السياسية لكي تجعل الأكاذيب تلبس ثوب الحقائق، ولكي تقتل ما هو جدير بالاحترام.).
¤ توقن بصدق حكمة اورويل عندما ترى المليشيا الارهابية وهي تعمل جاهدة على اظهار قائدها في مقاطع وتسجيلات ساذجة عبر تقنية الذكاء الاصطناعي.. وعندما تستمع الى خطاب (عرمان المليشيا) المدعو يوسف عزت… منذ تمردهم ومحاولتهم الانقلاب على السلطة بالقوة،..تدرك لغة النفاق المليشاوية.
¤ كل تصريحاتهم مشبعة بالكذب.. تتضمن استخفافاً بعقول الناس.. حتى اصبح اللجوء الى الكذب وسيلة ممنهجة لدى قادة المليشيا واعوانها والرخيصين المستفيدون من اموالها.. يسير عزت على ذات الطريق الذي كان يمضي فيه حميدتي.. الذي افترى على الرئيس البشير وزعم انه طلب منه قتل المتظاهرين استنادا على فتوى تجوز قتل ثلث الشعب.. بينما كان الشباب و(البنوت نيام) بجوار الجيش ستة ايام آمنين مطمئن وربما (مبتهجين).. وغدروا بهم بعد مغادرة المشير.
¤ ردد حميدتي تلك الفرية للتقرب لقحت وشباب الشارع.. لم يتوقع تصاعد كذبته قضائيا عندما عقدت جلسات محكمة بشأن قتل المتظاهرين.. طلب القاضي مولانا زهير بابكر، شهادته.. ارسل مكتبه تسجيلا الى المحكمة.. لكن رفضته وطلبت مثول حميدتي شخصيا كشاهد اتهام.. جن جنون الباغي الشقي.. ومن يومها لم تتواصل جلسات المحكمة.. هم يقتلون النفس البشرية دون ان يطرف لهم جفن.. فماذا يعني قتل قضية.
¤ اما عبد الرحيم دقلو كذب هو الاخر بالاعلان عن ضبطهم ملايين الدولارات بحوزة البشير. بمقر اقامته. بينما لم يجيب حتى اللحظة حول مصير خمسة ملايين دولار قبضها (كاش) من البشير.. كان ذلك بعد ستة أيام من زوال الانقاذ .. ولو كانت الاموال مجهولة المصدر والصرف ما كان سيعجز البشير اخفائها.. لكنه ارشد ان بحوزته اموالا.
¤ يسير (عرمان المليشيا) على خطى هؤلاء.. هو ظاهرة صوتيه سمجه وفجة.. كل تصريحاته محشوة بالنقائض.. ظل يردد ان قائد الجيش البرهان اسير (البدروم) وليس بمقدوره التحرك لامتار معدودة، الا بأخذ اذن من حميدتي، يا للعبط.. وعندما خرج البرهان (حمرة عين).. روجوا ان خروجه بصفقة وبترتيب مع المليشيا، الفاقدة للراس وتتحرك بذيلها !!.
¤ عندما سالوا المليشيا في الشهر الاول لتمردهم عن سبب اقتحام بيوت المواطنين.. قال عزت ان عناصر من منسوبي الجيش والمخابرات والاسلاميين يرتدون ملابس الدعم السريع من مصنع بالخرطوم بحري.. ويهدفون من الخطوة تشوية سمعة الدعم السريع .. لاحقا انكشف الامر..
¤ وروج (عرمان المليشيا) ان الدعم السريع دخل بيوت المواطنين بهدف تامينها.. بينما المليشيا فتحت ابواب السجون وأخرجت القتلة واللصوص لتثير الفوضي.. وتمارس عصاباتها والمرتزقة الذين تم استقدامهم من الخارج عمليات النهب والسرقة والاغتصاب.. ان تصريحات المليشيا صورة تكرس للبلادة الذهنية.. وتتقن تزييف الوعي.
¤ عندما غادر قادة النظام السابق المعتقل مثل كل المسجونين.. من وقتها وجدت المليشيا مفردات جديدة تغزي بها خطابها السياسي المنحط.. وبدا الترويج ان قادة الانقاذ يقودون العمليات العسكرية.. وعندما حوصر الافاك عزت بسؤال بقناة الجزيرة حول ان المليشيا تقاتل في الجيش.. روج بان البرهان مسؤول الملف العسكري في الحركة الاسلامية.. بينما الحقيقة ان البرهان يرى في الاسلاميين عدوه الاول قبل ان يغدر به صديقه حميدتي ويصبح عدوه الجديد..
¤ واذا نظرنا لحميدتي هو الاقرب للاسلاميين من البرهان قبل ان يغير شقيقه عبد الرحيم فكرته ويتحالفوا مع قحت التي قادتهم الى المحرقة وزوال ملكهم.. اجمالا اصبح الكذب سلوك لدى يوسف عزت وتنقصه الثقة في نفسه.. افقده ذلك احترام الناس والقدرة على المواجهة.. ان عزت اسدى خدمة كبيرة للقوات المسلحة.. وهو يقول ان حميدتي موجود في الميدان ويقود العمليات بنفسه..ومتحرك مع قواته بشكل يومي.. وهذا يعني كما اتفق الكثيرين انه يشرف على عمليات. نهب المواطنين واغتصاب النساء واحتلال البيوت
¤ يعتمد (عرمان المليشيا) على لغة الانتهازية.. يحاول تضخيم سيده الهالك، بينما هو في حقيقة الامر قزمه.. بل جرده حتى من ملابسه وجعله يمشي عاريا بين الناس.. مثله وفرعون وما اكثر اوجه الشبة بين الرجلين في الطغيان والتجبر والبغي.. يخاطب عزت بلغة الزيف والضلال بينما المليشيا تحاطب الشعب بلغة القتل والاغتصاب والترويع.. عزت نموذج مليشياوي بامتياز في الضلال.. مهاراته التواصلية ضعيفة للغاية ولا يملك قدرة على المحاججة.. وهو مجرد خاضع وذليل لاسرة آل دقلو
¤ ومهما يكن من امر.. لم يعد يجدي مواصلة المليشبا للكذب.. خسرت كل شئ، ولم يعد لديها مايشفع لها لدى المواطن ولو سخرت كل اموالها لخدمته.