✍️ خالد يوسف كمبو
الأستاذ القامة الذي زار فداسي وظلّلها بمقال كالغمامة.. ذَرِب اللسان، فصيح البيان، جميل العبارة، غزير المعلومة، مُتقد الذاكرة، الإعلامي الضليع. الأديب الأريب. حسن فضل المولى. من لا يشكر الناس لا يشكر الله. مهما اجتهدنا لن نستطيع أن نوفيك حقك. ومهما نثرنأشعار أو نسجنا لك من عبارات أو سرحنا بخيالنا في بحور الكلمات لن نستطيع أن نوفيك حقك فقد رفعت هاماتنا إلى السماء وطوقت جِيدنا بحُسن الصفات بما دوّنه مدادك و دوزنته حروفك الرائعة في حق أهلي وعشيرتي ومسقط رأسي ومهوى قلبي فداسي لأبناءها النجباء وعلماءها الأجلاء لتلك الحِلة التي حلّ سكانها في كُتب العلم ولم يفارقوها إلا لنهل مزيداً منه سواء بالخرطوم أو القاهرة أو الهند وأمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وغيرها من بلدان الدنيا . تلك القرية المدينة الساحرة والتي ترقد على ضفاف النيل الخالد وأصلها كلمة نوبية تتكون من كلمتين فا. الحوض او الأرض داسي الأخضر (Fa. Dassi) الحوض الأخضر ومنها tier Dassi . الملاح الأخضر أو الملوخية. فالجدة محسية والجد غلام الله بن عايد الركابي القادم من قرية اللحية اليمنية. الحليماب تنسب للجد أبو حليمة …. هي قرية في بساطة أهلها وترابطهم وتكافلهم . وهي مدينة في أسلوب حياتها من مباني ومؤسسات تعليمية وحركة أسواق ونشاط رياضي وسياسي وثقافي .. وهي حرمٌ بإرتفاع مآذنها ونبوغ مشايخها الذين يحفظون القرآن ويتدبرونه ويحفظون السنة النبوية ويطبقونها، ويزهدون في الدنيا ويغرقون في حب رسولهم صلوات الله عليه وسلم يتأدبون بآدابه ويتمسكون بتعاليمه ويهتدون بسنته بإتباع أوامره وإجتناب نواهيه.أخلاقهم وسمتهم وتواضعهم رضعوها من بيوت صوفية.فتجدهم عُباد زُهاد صائمين قائمين شاكرين حامدين مستغفرين مسبحين بالعشي والإبكار ذاكرين الله كثيراً ومعهم أمهاتنا الذاكرات وفي المساجد للقرآن متحلقات.. هؤلاء هم الذين أتى من أصلابهم نموذج قليل مما ذكرتهم في مقالك الثر من بروفات ودكاترة ومهندسين وغيرهم وهم قطرة من حملة الشهادات العليا التي إنهمرت وسقت فداسي وطوقت جيدها ورفعت شأنها بين القرى والمدن ، وهؤلاء هم النواة الأولى في تكوين الشخصية الفداسية التي نبغت ونجحت وتفوقت في كآفة المجالات والتخصصات وإذا أردنا أن نحصي لك من العلماء الشباب وحملة الشهادات العليا سينضب القلم من الحبر وتخلص الأوراق وتنفد كما نفدت أوراق الفاكس فيC. Vسي في بروف محي الدين المجذوب.
جمال فداسي و روعتها لا يكتمل إلا بذكر جمال. والحديث عن إبن الوالي حديث ذو شجون من فم وأقلام أصدقاءه وزملاءه. فشهادة أهل فداسي كلهم مجروحة فيه . وشهادة أحبابه من خارجها ذات مصداقية عالية وموثوقة ومختومة بالشمع الأحمر ولا تحتاج لإضافة منا يكفي أنه جمال جميل الصفات مقنع الكاشفات ومدرج العاطلات وقاضي للناس الحاجات وكفى. ولو سألونا عن كل ماكتب سواء من صحفيين سياسيين رياضيين جماهير وغيرهم سنقول بالفم المليان أن مقال الاستاذ حسن فضل المولى أجملها وأروعها وأشملها وتوثيقه مرجع للجميع لأنه قطع أكثر من 170 كيلومتر ليحدثنا عن جمال من مسقط رأسه ومن منزله وهو محاط بأهله وعندنا هذا الحديث الثر هو من أصح الأحاديث عنه فمثلما ضرب صحابتنا الكرام أكباد الإبل للتأكد من صحة حديث عن المصطفى صلوات الله عليه.تأكد أستاذنا حسن بأم عينيه من كرم وجود وسجايا وصفات ومحبة أهله له ، لذا من حقه أن يفخر بفداسي وتفخر هي كذلك به .وقد صادفت ثلةٌ طيبةٌ من الأكاديميين التكنوقراط والذين يمكن أن يشكلوا حكومة مؤقتة في تلك اللحظة و تحل لنا مشاكل السودان ففداسي بالفعل قرية مركبة ماكينة دولة .إلا أن شيمة أهلها العلماء التواضع والزهد عن الدنيا وهذا مايحدث بالضبط مع من قابلت وذكرتهم لجليسك.
فقد حدثته وأنت تُعرفه بمن حولك هذا بروف فلان وذاك دكتور ومهندس علان حديث العارف بأهل فداسي وكأنك واحد منهم . وربما يحسدك الكثيرين بعد قراءة المقال لأن العديد من جيل اليوم لصغر سنهم أو لأسفار معظم تلك الثُلة وإقاماتهم خارج فداسي أو ربما خارج الوطن. حديثك عنهم حديث العارف الحازق فقد ذكرت عنهم معلومات ربما يجهلها الكثيرين حتى الذين يعرفون شخصياتهم ولكنهم لا يعرفون درجاتهم العلمية ولا يعرفون أيضاً الوظائف التي تقلدوها ولا يعرفون علاقتهم بصديقك الوالي محبوب الجماهير طوالي سواء كانوا أبناء عمومة أو مصاهرة. تُشكر شكراً نبيلاً على كل عبارة جميلة وكلمة أنيقة وحرف مرصع بالماس سطره قرطاسك أيها النطاس سيد الناس. وأزيدك من الشعر بيت. فداسي العلم فيها بدأ من قديم الزمان وكان الفضل للرعيل الأول من أهلها الذين تبرعوا بمالهم و دورهم للفصول التعليمية ووقتهم فلهم الشكر بما قدموه وتقبلهم الله في عليين. شيخ نور البشير. العمدة يوسف. شيخ الوالي. بشير دفع الله. يوسف أبنعوف. أحمد النور. أحمد ود عثمان. الأمين حمدان.الفاضل محمد فضل الله. الجيلي قسم الله. عبدالله الجاك. عمر عبدالله المساعد. الريح الفضل. عبدالرحمن عبدالصادق.. محمد علي المجذوب. محمد علي خليل. عمر أحمد . رحمهم الله وجزاءهم الله عنا ألف خير.. ونبوغ أبناءها شهد به الأساتذة والعلماء وأذكر يوماً أفتخر بالدفعة التي ولجت مدرسة حنتوب الثانوية والإسم يكفي في العام( 82_83) وهي أكبر دفعة تمر على تلكم المدرسة العريقة من قرية واحدة وتفوقت مدرسة فداسي المتوسطة وقتها على جميع مدارس مدني مجتمعة بل على عموم مدن السودان وهي تزف لها مايقارب العشرين طالباً. فكان هناك أستاذ فاضل كلما دخل فصل من الفصول السبعة للسنة الأولى يسأل الطلاب للتعارف. فكان يجد في الفصل طالبين أو ثلاثة من فداسي . فقال قولته المشهورة (يفترض يغيروا إسمها من مدرسة حنتوب لمدرسة فداسي الثانوية) أذكر علق عليّ دكتور الطاهر الدرديري طيب الله ثراءه وهو أحد أساطين علم الحديث في العالم الإسلامي وكان مصنف ضمن ثلاثة نبغوا فيه وقد ذكر أنه حباه الله بذاكرة المُحدثين وقال لي:( كانت هناك ثلة من أبناء فداسي تفوقت في علم النحو بمعهد ود مدني العلمي ودخل علينا أستاذ أبو قناية وكان عنوان الدرس نعما وبئس. وكان كلما يسأل سؤال صعباً يقوم أحد الطلاب ويجاوب فيقول له من أين أنت؟ فيقول من فداسي فيقول له نعما أنت ونعما فداسي وتكررت الأسئلة ويأتي نفس رد الأستاذ. ففطن أحد الأذكياء من أبوحراز لذلك وأخذته الغيرة فأراد سُبة لفداسي من أستاذه وحاول إفساد فرحة عرسهم العلمي. فرفع أصبعة وتعمد الخطأ لسؤال سهل. فقال له الاستاذ من أين أنت؟ فقال له من فداسي. فقال له إجلس. بئس أنت ونعما فداسي. فضج طلاب المعهد بالضحك طويلاً وجعل الطلاب يتندرون منه حتى تخرجوا بئس أنت ونعما فداسي. فعلاً نعما فداسي التي خرّجت أكبر دفعة على مستوى السودان من جامعة ام درمان الإسلامية في العام 1962م وكان عدد الخريجين 18 نصفهم من فداسي (9) الأساتذة (العاقب حاج ادريس. عبدالباقي درار. محمد حاج إبراهيم. ابراهيم السنوسي. عبدالله محمد الدرديري. عبدالرحمن محمد سعيد . بشير خالد. عبدالملك فضل المولى.بابكر العوض) . ، كان الأستاذ إسحق بله الامين أحد المتفوقين في تخصصه اللغة الفرنسية ومنح زيارة لفرنسا مع ست طلاب لمدة ست أشهر عام 80م ، وذكر أنه في العام 77م كانوا أيضاً أكبر دفعة بجامعة أم درمان الإسلامية من فداسي وعددهم سبعة ، الأسماء كثيرة وإذا أردنا أن نحصرها فنحتاج إلى كتاب ضخم وليس صفحة في صحيفة. ونتحدث عن أهل القرآن وخاصته عن الشيوخ العلماء الأجلاء عن من أحدثك. الفكي زين العابدين وإبنه شيخ المبارك سيدنا. أم شيخ الدرديري وإبنه الأمير وأحفاده إبراهيم و أحمد .أم نحدثك عن الشيخ الجليل بشير مالك الذي خرجت فاشر السلطان عن بكرة أبيها لوداعه وهي تنتحب. أم أحدثك عن العالم النحرير شيخ محمد رملي من تلاميذه إمام الحرم المدني الشيخ علي الحذيفي وقد خصص له كرسي بالحرم النبوي لدروسه ولم يجلس من الأجانب إلا هو والشيخ أبوبكر الجزائري صاحب كتاب منهاج المسلم والمعلومة أخذتها من داخل الحرم وأنا وقتها مقيم بالمدينة وشاهدت كراسي الدروس يجلس عليها فقط شيوخ المملكة، أم أحدثك عن الشيخ القاضي رئيس الإفتاء السابق صديق أحمد عبدالحي. أم نتحول لعلم الحديث ونحدثك عن بروف الطاهر الدرديري أم نتجه لعلم الفقه ونخبرك عن الشيخ عوض عبدالرحيم.عضو مجلس الإفتاء الحالي. أم نتجه للشيوخ الدكاترة في قاعة الدرس ونكلمك عن محمد احمد إبراهيم. بابكر يوسف، بابكر الأمين الدرديري. وبروف شيخ حسن الزين ضليع الإعلام ومعه في ذلك التخصص الاستاذ ابراهيم الصافي قنوات المجد بالرياض سابقاً وصحيفة السوداني حالياً والأستاذ الشاعر بركات بله صحيفة عكاظ بجدة، الأستاذ إمام محمد الامين تلفزيون الجزيرة الريفي والأستاذ قاسم عبدالرحيم والاستاذ يوسف المانجيل والشاب عبدالعظيم الأمين قناة العربية سابقاً، دكتور محمد بابكر العوض. محمد بابكر أحمد. محمد أحمد شنان والصحفيات رفيدة محمد أحمد، زينب بدل،شيراز سيف والكثيرين والكثيرات من بني تخصصنا في مهنة البحث عن المتاعب.، ثم نولي قبلتنا شطر الشيوخ الشباب قياساً حافظ القرآن و السنة النبوية عن ظهر قلب مع أشعار العرب شيخ المغيرة، أم نسافر للخارج ونحدثك عن إمام وخطيب أحد مساجد البحرين شيخ محمد الأمين صديق. وزملاءه سابقاً بجامعة المدينة المنورة الدكتور شيخ محمد سيد شريف. شيخ نصرالدين عبدالرحيم. محمد زين العابدين. احمد البشير عبدالرحيم. بروف محمد خالد عبدالحميد. صلاح ابراهيم صالح. وقائمة شيوخ وأساتذة خريجي المدينة المنورة تطول وتعانق خريجي المعاهد السودانية والأزهر الشريف…
وكما ذكرت لك إذا إتجهنا لكي نحدثك عن بقية الأكاديميين فذلك مشوار طويل فلنقل عرضاً قلّ الزاد ونتوقف عن المسير فذلك طريق طويل بدأه شيخ محمد عبدالله الوالي في إحتفائية أول دكتوراه بفداسي فأشار للعلم بعبارة(قطرة وينهمر) وصدق الشيخ فقد إنهمرت الشهادات العليا بصورة لا يصدقها إلا من يعايشها بفداسي أو يطالعها مع فريق التوثيق والحمد لله كثيراً،
يكفينا مثلاً تلخيص عوائل تحمل كل التخصصات مثل عائلة العم ياسين البدري و تكرمت أنت بذكر عائلة الشيخ محمد علي المجذوب وحي الشاطئ ذكاء ونبوغ رباني و عائلة الجاك التي منها جمال وجمعت بين العلم والمال وآل يوسف عُمد بحي بحري وآل الحلاوي فن وحكاوي وآل أبو شقة وآل الدرديري وحي الحدبة خُلقٌ ودينٌ وشهادات حدادي مدادي وآل البشير وآل الزين الزينين وهم آل الحوش المحروسين بكتاب الدين . وآل حاج إدريس وآل دفع الله شهامة ورجالة وللكل أصحاب، وآل الشداداب أهلي شعر وآداب وآل خليل وآل حسنين وآل جعافرة ريافة وناس قيافة .وآل عبدالسلام وآل خالد وآل الخليل المحس جلوسهم محبة وأُنس. وآل حدباي وآل السنوساب وحي الصافية وقلوبهم نظيفة وصافية .. وآل الجعليين الأصلهم كريمين. وآل النويراب وآل كمبو وآل الحماداب وكلهم أهل وأحباب وآل البدري وآل المساعد وآل مبروك في حي زقلونا هدوء وسكون و آداب وكَورة. والبديرية الدهمشية والجعليين والركابية والجعافرة والمحس والنوبة والفور بشكلون سودان مصغر بفداسي بعاداتهم وتقاليدهم،
فقط نذكر على سبيل المثال لا الحصر شباب خطو خطوات بثبات وتفوقوا ونالوا جوائز عديدة في تخصصاتهم. الكاتب الروائي الصيدلاني محمد الطيب وجائزة الطيب صالح 2020م محلياً وجائزة بكار التونسية للرواية خارجياً والدكتور يسري طه أحد أساطين الطب ببريطانيا وشارك في إكتشاف (عقار إستروزينكا للكوفيد9) والمهندس أبوبكر الطاهر الدريري وشقيقه المهندس عمر والدكتور أسعد خالد.دكتور أبوبكر محمد أحمد إبراهيم. والسياسي اللامع المهندس خالد سلك وشهادات تقديرية و الكثيرين لايسع المجال لذكرهم كلهم فليعذرونا ونعلم أنه هناك عوائل عديدة ونوابغ كُثر والمقال ضاقت به الصفحات وبإختصار ففي كل بيت حامل علم وأدب وثقافة وشهادة عليا ولا فخر.وهناك قبيلة الشعراء ويكفي أن الشاعر الغنائي مصطفى عبدالرحيم رحل من حي العرب وإستوطن بفداسي وكون أسرته شاعر (تذكار عزيز لإبراهيم عوض . وهوج الرياح للجابري وتغنى له زيدان كذلك، و دونه قصيدة العمة فاطمة الشاي بت أحمد كمبو والتي تنسب للتراث. إن طلعت القمرا . وهناك فحول من الشعراء.الأساتذة. المغيرة وشقيقه الشبلي محمد رملي – الأمين وشقيقه بركات بله، كمال عبدالله، د. الطاهر وشقيقه عبدالله الدرديري، والكثيرين والكثيرات. وفي مجال الكرة في عصرها الذهبي كانت قيادة منتخب للكابتن حسن محمود دكام. الأمين بخيت. شيخ أحمد ابراهيم. صديق مهدي. أحمد وعبدالرحمن الشريف. محمد خالد البشير وحاتم خلف الله. قسم الله ابوعبيدة والبقية . وجاء بعدهم كابتن عبدالرحمن أنصاري الذي لعب بفريق النيل مدني. احمد الامير. الامين الشيخ اسكودا.. خالد خليل وزملاءهم ولا ننسى المشجعة عطمنو ومعها مجموعة من المشجعين كانت تجوب القرى . ثم جاء تيم الشيخ هدية وعبدالوهاب الصاروخ وحسن ود السير وعزام ابازيد ورفقاءهم . كان فريق تهابه كل القرى في الدورات وتطورت كثيراً وفريقها الآن يلعب ضمن الدرجة الأولى بمدني. وكانت فداسي دوماً ترفد أندية مدني والحصاحيصا والخرطوم باللاعبين المخضرمين . وإحترف عدد منهم باليمن وبزغ نجومها بفريقي القمة هيثم الرشيد لاعب المريخ ومعاوية فداسي للهلال وهذا العام تم توقيع يوسف الهادي يوسف كلاتشي فداسي للمريخ منتقلاً من الخرطوم الوطني..
أستاذنا حسن هذا غيض من فيض لا نستطيع مجاراتك في إنتقاء الكلم الشجي وأنت صاحب الخبرة الطويلة في مجال الإعلام ولكن سوف نضاهيك في عدد الكلمات. مع علمنا بأن الثمرة في الكيف وليس الكم. وأن خير الكلام ما قلّ ودلّ. وهذا في نظرنا قِلة و نقطة من بحر فداسي المتلاطم بالعلم والعلماء وجمال والوجهاء وأدام الله محبتكم وصداقتكم ورد الله غربته. والسلام آخر الكلام…
30/01/2023