د.أحمد عبدالباقي
منذ اندلاع الحرب بين قوات الشعب المسلحة ومتمردي الدعم السريع في 15 أبريل 2023م تأثرت حياة المدنيين، فلجأ بعضهم إلى النزوح داخليا وبعضهم إلى دول الجوار، وكذلك تأثرت حياة النازحين داخليا والمجتمعات المستضيفة لهم بمجريات الحرب خاصة الأوضاع الإنسانية، تسلط هذه المساهمة الضوء على الأوضاع الإنسانية في ولايتي الخرطوم وغرب دارفور (الجنينية تحديدا) لأن هاتين الولايتين- وفقا لإحصائيات المنظمة الدولية للهجرة ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة- من أكثر ولايات السودان تأثرا بالحرب الجارية بين قوات الشعب السوداني ومتمردي الدعم السريع منذ 15 أبريل 2023م.
النزوح الداخلي في ولاية الخرطوم:
أعلن مركز ACLED وهو مركز مستقل مقره بأمريكا متخصص في رصد النزاعات أن ولاية الخرطوم شهدت في الفترة من 15 أبريل- 16 يونيو (65%) من العمليات الحربية،وبلغ عدد ضحايا القتل فيها 820 شخصا، من ناحية أخري فإنه حسب إحصائيات المنظمة الدولية للهجرة أن العدد الكلي للنازحين داخليا من الولاية (داخل وخارج الولاية) منذ بداية الحرب وحتى 4 يوليو 2023م بلغ 1,558,798 (69.85%) شخصا من الإجمالي الكلي للنازحين داخليا على مستوى السودان البالغ عددهم 2,231,523 شخصا، هذا وبلغ نازحي ولاية الخرطوم إلى داخل الولاية فقط 34,750 شخصا (2.23%) من الإجمالي الكلي لنازحي ولاية الخرطوم الذين نزحوا إلى 7 محليات شملت: بحري، جبل الأولياء، كرري، الخرطوم، شرق النيل، أمبدة، ومحليات أمدرمان)، بينما نزح 1,524,048 (97.73%) شخصا من العدد لنازحي الولاية إلى مختلف ولايات السودان.
تشير إحصائيات منظمة الهجرة الدولية إلى أن (59.21%) من نازحي ولاية الخرطوم إلى محليات الولاية المذكورة اعلاه استضافهم أقرباؤهم و (40.79%) استقروا في مساكن مستأجرة كما أن (80.99%) من هؤلاء النازحين أبانوا أنهم سيرجعون إلى موقع ثالث بينما فضل (19.01%) البقاء في موقعهم الحالي (استطلاع المنظمة الدولية للهجرة)، كذلك أشارت الإحصائيات إلى ازدياد معدل النزوح خلال أسبوع (27 يونيو إلى 4 يوليو 2023) بنسبة (1.56%)، العدد كان في 27 يونيو 23,615 شخصا، ثم ارتفع ليصبح في 4 يوليو 2023م 34,750 شخصا بفارق 11,135 شخصا.
الأوضاع الإنسانية في ولاية الخرطوم:
حسب إحصائيات صندوق الأمم المتحدة للسكان، فإن تقديرات عدد سكان السودان في عام 2023م بلغت 48,1 مليون نسمة
(https:// www. unfpa. org/ data/ world- population/ SD)
، ومن هذا الإجمالي قُدر عدد سكان ولاية الخرطوم للعام نفسه ب 6,344,348 نسمة
https:// worldpopulationreview. com/ world-) cities/ Khartoum- population)،
يشار إلى أن الخدمات العامة في الولاية في وضع سيئ قبل الحرب، وازداد سوءا بعد الحرب خاصة ارتفاع أسعار الغذاء والوقود والسلع الأساسية في ظل معدلات تضخم تجاوزت ال160% للسلع الأساسية. وظهرت مخاوف بشأن إعادة إمداد السلع بمجرد نضوب المخزونات المحلية، بسبب محدودية الإمدادات وتعطل شبكات النقل والمصانع وسلاسل التوريد. أما المجال الصحي، فهو يعاني الأمرين حيث أشارت إحصائيات الأمم المتحدة أن 60% من المرافق الطبية في الولاية معطلة، بينما تعمل منها فقط 20% بكامل طاقتها، إضافة إلى تأثر خدمات المياه والكهرباء وانعدام بعضها في بعض المحليات لعدة أيام. يضاف إلى ذلك عدم صرف بعض موظفي القطاع العام والقطاع الخاص لرواتبهم لثلاثة أشهر وتعطل حياة من يعتمدون على اليوميات في أمر معاشهم.
ولاية الخرطوم وموسم الأمطار:
مع دخول موسم الأمطار، فإن الأوضاع الإنسانية مرشحة للتفاقم مع توقعات الفيضانات حيث سبق في عام 2022م أن تضرر 2,700 شخص من الفيضانات والسيول والأمطار، وتهدم من المنازل 106 منزلا، وتعرضت 422 أخرى إلى الأضرار (إحصائيات وزارة الشؤون الإنسانية ووزارة الري ومنظمات الغوث الإنساني.
يتواصل…