∆ لا أظن أن أول من أطلق اسم ( باشدار ) على موقع المحطة والتقاطع كان يتوقع أن يأتي اليوم الذي تتناقل فيه الفضائيات ووكالات الأنباء العالمية ذكر ما سَمى ، مثلما حدث في الأيام والأسابيع الفائتة جراء أن الموقع أصبح ( نقطة شهيرة ) لتجمع المتظاهرين الذين يحلمون بالوصول الى القصر الرئاسي ، أو مثل التناقل الكثيف الذي حدث الاثنين الماضي جراء العراك الذي وقع بين شباب الديم وقيادات ( قحت المركزي ) ،، هؤلاء القادة الذين أرادوا استخدام ( الأيقونة الباشدارية ) للتعبير السياسي ، ومن بعد إيجاد موطئ قدم لهم علي كابينة قيادة الشارع ، أو كما يتطلعون .
∆ بعد ما عرف موقع ( باشدار ) بأنه تقاطع طرق مرورية لتسهيل الانسياب وتنظيم حركة السير ، برز الاثنين بأنه تقاطع مسارات سياسية صعبة المرور ودامية الاصطدام ، في تجسيد ميداني ـ على الهواء مباشرةً لكل العالم – لحالة الصراع المحتدم بين مكونات تحالف قوى الحرية والتغيير ( بالقديم ) .
∆ عموم المشهد ( فاقد الذكاء السياسي ) الذي فُرض بعد التغيير منذ إبريل ٢٠١٩ الى اثنين باشدار والذي اتسم بالتجاذب والخلافات والتنازع حول تسيد الفترة الانتقالية ، عميت أبصار وبصائر قادته (بالماء الأسود ) الذي لا يُرى عبره إلا البقع السوداء المتشكلة من نقاط الخلاف والتنازع والتناحر بين المكونات وداخلها ، وتدرجت هذه الحالة من مرحلة خلافات الرؤى حول إدارة الفترة الانتقالية والوجهة الاقتصادية والعلاقات مع الآخر الداخلي والخارجي ، الى مرحلة معارك كسر العظم التي لن تقوم بعدها قائمة لهذه المكونات المتنازعة بعد تضعضع هيكلها العظمي والجماهيري ،، اللهم إلا إذا أجمعت إرادتها على إجراء جراحة دقيقة ، تزيل كل هذا السواد والغشاوة وتعيد تصحيح نظرها الى أبعد من نقاط الخلاف والتنازع الى آفاق ارحب لوطن يسع الجميع .
∆ ومن نعم الله تعالى ( واضع الميزان ) على هذه البلاد ان يُقدر لموقع آخر يمثل أيقونة روحية وتاريخية ، ( وكبانية ) للتصوف وتقاطع للنور ، ان تجتمع فيه قوى مجتمعية وكيانات سياسية وطرق صوفية وقيادات أهلية ،، لا أحد يدعي تطابق وجهات نظرها في كثير من القضايا ، لكن ذكاء الفكرة ووساع النفوس ومدد البصر وجلاء البصيرة جعل من هؤلاء المجتمعين أن يعدلوا من قائمة المحاور والموضوعات بحيث يتقدم المتوافق عليه وطنيًا ، ويؤخر المختلف عليه آنيًا ، ليتضح بعد برهة أن المتوافق عليه الأكبر هو جمع الصف الوطني ـ كل الصف الوطني ـ علي صعيد استقرار البلاد واستقلالها ومن بعد تأسيس منصة وطنية لإدارة الحوار الوطني حول كافة شؤون الوطن دون عزل أو إقصاء لمكون او قوى وطنية ، بل حتى دعوة الأشقاء والأصدقاء من دول الخارج للمراقبة والمساعدة في حدود المقتضيات .. ببساطة هكذا هي ( ام ضواً بان ) وهكذا هي مبادرة الخليفة الطيب الجد -حفظه الله ورعاه – التي سرت الآن بكل العنفوان تحت مظلة ( نداء أهل السودان )
∆ المسافة السياسية بين ( باشدار ) وام ضواًبان للرائي بمنظار الممانعة مبدأً ومنهجاً ستكون كالمسافة بين (كلهاري) وسهل البطانة ، وللرائي بمنهج المتوافقات أولًا والمختلفات إلى طاولات الحوار الصادق والحر ستكون كمسافة التقاء النيلين على ضفاف المقرن الجميل ،، ( ولا الحلم ممنوع ) ،، وإلى الملتقى …