رؤى وأفكار / د.إبراهيم الصديق

القيمة الاجتماعية للزرق : لستم آمنين (2)..

د. إبراهيم الصديق علي

نستكمل جانب آخر من دلالات سيطرة القوات المشتركة على منطقة الزرق بولاية شمال دارفور ، وحالة الارتباك والاضطراب فى الصف القيادى لمليشيا آل دقلو الارهابية ، وخاصة ابناء منصور من قبيلة الرزيقات ، وهى المجموعة التى اختارت الانتقال إلى منطقة الزرق بعد طرد سكانها من الزغاوة واتخاذها (بادية جديدة) وعاصمة جديدة فى دارفور ..
لقد شعروا – ربما – أكثر من اى وقت مضى بالحاجة إلى (الأمان) أى الاستقرار بمفهومه الشامل..
لقد سمعنا لأول مرة العمدة جمعة حمدان يتحدث عن الاسر والنساء والاطفال ، وكان ذلك شعار التعبئة فى المجتمعات المجاورة للزرق (الحقوا الأسر)..
ومن بين خيارات كثيرة ،لم بعد واردا الاستقرار فى الزرق ، لم تعد الأمور كما تصوروا ، والذهاب الى تشاد هو انحياز مرحلى ، ولذلك فإن الراجح العودة إلى منطقة ام القرى جنوب نيالا ، وهى منطقة وديان خصبة واقامت فيها مليشيا الدعم السريع مدينة كاملة ، بها اكثر من 200 منزل مهيأ واكثر من 70 بناية كبيرة ومدارس ومراكز صحية ، ولكنها بالتأكيد اقل مساحة من الزرق ، كما انها أرض معلومة ولا تمثل اضافة جديدة وهى تصلح أن تكون مدينة وليست (بادية) بإمتداداتها ، وفوق ذلك تفتقر للقيمة الاستراتيجية.. قياسا مع منطقة الزرق..
والجانب الآخر فى البعد السياسي ، هو سقوط وهم الحكومة المدنية ، والمليشيا عاجزة عن تأمين (ملاذ) لخاصة اسر قادتها وقد اصبحت دارفور على سعتها مكانا ضيقا ، تتضاءل المساحات وتضيق بهم الوديان والجبال والصحراء والسهول والمدن والقرى..
وحتى مدينة الضعين تعاني من الانفلات الامنى وهناك دعوات للتظاهر ضد النهب والسلب واطلاق النار متكرر ، وشيوع المخدرات والممنوعات فى الاسواق ودون أى رادع قانوني.. لقد كشف الحدث حجب كثيرة..
واصبحت منابر المليشيا تتحدث عن النساء والاطفال والضعفاء رغم أن قواتها تقصف يوميا (النساء والاطفال والضعفاء) فى الفاشر وطيلة 7 شهور دون وازع من اخلاق أو نوازع قيمة انسانية..؟
بدأت المليشيا تتحدث عن المكونات الإجتماعية والتماسك المجتمعي ، وهى التى هاجمت قبل شهور منطقة الصياح دون سبب بأكثر من 100 عربة قتالية كتعبير عن الهيمنة وبسط النفوذ والتخويف فى إشارة معلومة الاهداف والغايات ؟ وهى ذاتها التى تقتل كل مواطن فى الفاشر لانه (فلنقاى)..
أول أمس منعت المليشيا أى وسائل اتصال بمدينة كتم ، وصادرت اجهزة ستارلينك من المراكز ، وهذا تصرف كلما زارت المدينة شخصية قيادية خوفا من رصد الطيران والمسيرات ، وفى بعض الاحيان هو محاولة التغطية على قوة متحركة نحو الفاشر ، حيث اصبحت كتم وكبكابية نقاط دفع المليشيا..
ووفق غالب التقارير ، فإن قيادات الصف الأول فى المليشيا كلهم خارج السودان أو خارج الشبكة.. فقد احدث اختراق الزرق مخاوف متجددة..
حفظ الله البلاد والعباد

اترك رد

error: Content is protected !!