اذا عرف السبب/ اسامة عبدالماجد

القاهرة وحميدتي !!

اسامة عبدالماجد

¤ انتفض الباغي الشقي حميدتي، في وجه الوزير الانقاذي الاسبق عادل حامد دقلو “مدير المشتروات بالمليشيا” بشكل جنوني، عندما علم بشرائه فلل وشقق في مصر وتفضيله “المحروسة” على بقية العواصم العربية والافريقية واستانبول التركية، .. ووجهه على الفور بالتخلص منها بالبيع.. كرر حميدتي توجيهه لإبن عمه وهو يهم بمغادرة المكان، وبدأ عليه القلق وبشكل كبير وكانما يرى في مصر والارتباط بها أمراً محفوفاً بالمخاطر.. كان ذلك في حضور رجال اعمال مقربين من عادل، اثروا من توريد مواد غذائية ومنتجات واليات للمليشيا. ¤ لكن بالمقابل فان القلق المصري من المليشيا الاجرامية، اكبر ومنطقي.. وقد ظل الرئيس عبد الفتاح السيسي يكرر (التحذيرات) من خطر (العصابات) و(المليشيات) وتاثيرها على امن المنطقة واستقرار (الحكومات).. كان ابرزها خلال مشاركته في قمة جدة للأمن والتنمية يوليو 2022 وقد شدد على أنه لا مكان لمفهوم المليشيات والمرتزقة وعصابات السلاح في المنطقة. ¤ وطالب داعميها ممن وفروا لهم المأوى والمال والسلاح والتدريب وسمحوا بنقل العناصر الإرهابية من موقع إلى آخر.. أن يراجعوا حساباتهم وتقديراتهم التي وصفها بـ (الخاطئة).. وحذرهم بانه لا تهاون تجاه حماية الأمن القومي العربي، وأنهم سيحمون امن ومصالح وحقوق مصر بكل الوسائل.. دون ادنى شك فان الرئيس السيسي يقصد عصابة الدعم السريع ومليشيات ومرتزقة في ليبيا. ¤ قد يحدث التباس عند النظر لمواقف مصر من عصابات حميدتي من جهة.. ومن دعمها للجنرال الليبي خليفة حفتر.. لكن اختلاف كبير بين الاوضاع في السودان وليبيا.. فما يقوم به حميدتي يهدد امن المنطقة ومصر على وجه الخصوص.. ولذلك عندما تمرد وحاول الاستيلاء على السلطة بقوة السلاح منتصف ابريل من العام الماضي.. عقد السيسي بعد اقل من (48) ساعة اجتماعا للمجلس الاعلى للقوات المسلحة ببلاده ناقش الاوضاع في السودان. ¤ وكانت رؤية مصر اعمق واشمل عندما اعتبر السيسي ما يحدث في السودان هو شأن داخلي.. ولذلك لم يابه احد لاكاذيب وافتراءات حميدتي عندما صرخ وقال: “ضربنا الطيران المصري في كرري ودمر لينا اعداد كبيرة جدا”.. وقبلها عزا وجود قواته في مروي لوجود قوات مصرية.. وهي كانت موجودة في اطار التعاون العسكري بين البلدين وتنفيذ تدريبات مشتركة. ¤ حال استقبلت القاهرة، حميدتي في اطار جولاته التي تشرف عليها شركات دولية في مجال العلاقات العامة.. فان حكومتها (ماعندها ليه حاجه).. ولو بسطت له السجاد الاحمر، فهو بالنسبة اليها قائد مليشيا ولن تستبدل العلاقة معه، بالعلاقة الازلية مع شعب عزيز.. وجيش عريق قاتل قبل عشرات السنوات إلى جانب جيشها دفاعا عن ارض مصر في حرب اكتوبر 1973.. حيث شارك السودان كقوة احتياط بلواء مشاة وكتيبة قوات خاصة وتجنيد المتطوعين.. للقيام بمهمة إسناد للقوات المصرية لعبور خط بارليف.. حيث عبر عدد منهم القناة إلى جانب القوات المصرية.. كما ساهمت وحدات عسكرية سودانية خلال الحرب العالمية الأولى في الدفاع عن قناة السويس، والمشاركة في العمليات العسكرية في حدود مصر الغربية. ¤ لاتوجد دولة متفهمة للاوضاع في السودان مثل مصر، ولا يوجد رئيس مدرك خطورة تمرد حميدتي مثل السيسي.. ولذلك لن تكون مواقفها عرضة للمساومة بدليل نجاح قمة جوار السودان منتصف يوليو 2023.. ولو دعم العالم رؤية السيسي لانهاء الأزمة لكان السودانيين الان ينعمون بالأمن.. وتتمثل تلك الرؤية في اربعة بنود.. وقف التصعيد وبدء مفاوضات لوقف دائم لإطلاق النار وتسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية، وإطلاق حوار جامع يهدف لبدء عملية سياسية شاملة، إلى جانب تشكيل آلية اتصال منبثقة عن المؤتمر لوضع خطة تنفيذية لحل الأزمة. ¤ الا ان أطرافاً إقليمية عملت على اجهاض الدور المصري.. لكن يكفينا من القمة، ان السيسي طوق اعناق السودانيين باكليل من ورود الاخوة والمحبة.. عندما اعتبر مايجري بانه نزاع داخلي.. وشدد على أهمية عدم تدخل اي أطراف خارجية في الازمة وعلى احترام سيادة الدولة السودانية واحترام مؤسسات الحكومة القائمة.. ولذلك كانت اول وجهه خارجية للبرهان ابان الحرب هي “مصر المؤمنة”. ¤ أن السودان كما قال السيسي «يمر بأزمة عميقة لها تداعياتها السلبية على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم».. وكانت مصر خير شقيقة وهي تأوي مئات الآلاف من اشقائها جنوب الوادي.. ومع ذلك ننتظر دور اكبر من الشقيقة مصر على الصعيد الدبلوماسي.. ودور فاعل على المستوى العسكري انطلاقاً من الارتباط الوثيق للأمن القومي السوداني والمصري ¤ ومهما يكن من امر.. توقن مصر منارة العلم والمعرفة وارض التاريخ.. ان السودان بكل ارثه وحضارته لايمكن ان يكون مسرحا للجهلاء والهمج.

تعليق واحد

اترك رد

error: Content is protected !!