بقلم : السفير/ د.عماد الدين ميرغني
بعد هذا العرض يتبادر الى الذهن سؤال لماذا كل هذا العداء الامريكي والاجراءات العقابية الاقتصادية والسياسية والاتهامات التعسفية ضد السودان ، تزول هذه الحيره عندما نكتشف ان السودان كحيز جغرافي وديموغرافي وتاريخي هدف يهودي وصهيوني متجذر لان السودان جزئية اساسية في اصول التاريخ الفكري والتراث الثقافي والديني في المعتقدات اليهودية التوراتية التي تتفق معها الولايات المتحدة الامريكية وقع الحافر علي الحافر وفقا للعديد من الوثائق والدراسات والبحوث ، ولذا اصبح السودان هدفا للحركة الماسونية العالميه ، ان الاعتقاد بان دخول السودان دائرة تقاطعات المصالح الاسرائيلية الامريكية الاقليمية والدولية هي السبب وراء العداء المستحكم لهذا التحالف ضد السودان هو افتراض خاطئ والصحيح هو العكس ، سنكتفي في هذا الحيز بان نورد حقائق مجرد اشارات تؤكد وجود هذه المزاعم علي الاقل لدي الطرف اليهودي في كتبه التوراتية وتراثه ومعتقداته التاريخية بغض النظر عن صحة هذه المعتقدات او خطأها ، ففي مجلة المجتمع الكويتية الصادرة بتارخ 21 يوليو 2024م كتبت الكاتبة ندي جمال تحت عنوان الابعاد الدينية التوراتية في الاهتمام الصهيوني بالسودان الاتي ((ورد في أحد الأسفار التوراتية أن النبي موسى 1526 – 1406 ق. م. تزوج بامرأة كوشية سودانية ، وذكر السودان في التوراة أكثر من 25 مرة ، النص الأصلي والعبري والارامي يستعمل كلمة كوش للإشارة لبلاد السودان لكن النص اليوناني واللاتيني المنقول عن النصين العبري والآرامي يترجم كوش إلى إثيوبيا للإشارة إلى السودان الحالي وتعني بلاد ذوي الوجوه السوداء ، وان كوش في التوراة هو كوش بن حام بن نوح وسميت باسمه بلاد السودان في العهد القديم ، جاء في التوراة …لذلك هأنذا عليك وعلي انهارك واجعل ارض مصر خربة مقفرة من مجدل الي اسوان الي تخوم كوش ، وجاء في سفر عاموش …الستم لي كبني الكوشيين يا بني اسرائيل ، وجاء في سفر إشعياء …
فأبحر الملك طهارقة خلفا لوالده بعنخي إلى منطقة الهلال الخصيب لحماية أورشليم من الآشوريين وهما فرعونان كوشيان حكما وادي النيل حتى فلسطين ، وهناك كتابات صهيونية تزعم وجوداً تاريخياً لليهود في السودان ، ورد في العهد القديم …لقد منحت ذرياتكم هذه الأرض من نهر مصر إلى نهر الفرات…
ويجري تفسير نهر مصر على أنه نهر النيل وبذلك يدخل أغلب السودان في المنطقة الواقعة بين النيل والفرات في أرض بني إسرائيل المزعومة ، هذا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الاهتمام اليهودي الصهيوني بالسودان مستمر منذ التاريخ السحيق الي الان ، وان أهدافاً أكبر وأعمق من مجرد إغراق السودان في الأزمات والصراعات حتى يبقى ضعيفاً فقيراً متخلفاً غير مؤثر في محيطه العربي رغم إمكاناته العملاقة وموقعه الإستراتيجي المتميز، فوراء الاهتمام اليهودي الصهيوني الممتد بالسودان أهداف أخرى أقلها إيجاد موطئ قدم للكيان اليهودي الصهيوني في السودان ، والسيطرة على بعض أجزائه اعتماداً على نصوص وتفسيرات تاريخية وتوراتية مشكوك في أغلبها – انتهي الاقتباس-)) ، لذلك فان مبررات اهتمام اسرائيل بالسودان هي الاصل في السياق التاريخي وليس العكس ، قلنا في بداية هذه الفقره ان الاعتقاد بدخول السودان دائرة تقاطعات المصالح الاسرائيلية الامريكية الاقليمية والدولية هو السبب وراء العداء المستحكم لهذا التحالف ضد السودان هو افتراض خاطئ والصحيح ان لليهودية عقيدة ارتباط ديني وتاريخي بالسودان ومن هنا جاء اهتمام امريكا من منطلق اهتمام اليهود ودولة اسرائيل بالسودان مسبقا ومفسرا للاحداث المعاصرة التي شكلت وولدت الاحتكاكات التي تشهدها العلاقات بين السودان واسرائيل وامريكا المتضامنة معها بشأن السودان ، هذا يدفعنا للقول بان اشتراك السودان وفلسطين في المعتقدات التوراتية لدي اليهود متشابهة لذلك تجد العداء المستحكم بين اسرائيل وفلسطين وبين اسرائيل والسودان متماثلة وكذلك مصر واثيوبيا لانها من الدول التي تشكل جزء من الوجدان الديني التوراتي التاريخي لليهودية من هنا وقعت هذه الدول في محيط الاهداف الاسترتيجية اليهودية الصهيونية الاسرائيلية في صراعها الوجودي الابدي وان اختلفت درجات ومواقيت العداء كتكتيك وفقا للاولويات الملحة للكيان الاسرائيلي .
ويزعم اليهود ان سلالات يهودية حكمت اثيوبيا منهم الامبراطور هيلاسلاسي وان اثيوبيا منبع النيل وربما يرون فيه بعض الحق ، وان هيلاسلاسي من نسل سبط من اسباط اليهود المكني باسد يهوذا ولذلك اتخذ هيلاسلاسي الاسد شعارا لاثيوبيا ويعتبر الاسد احد المقدسات الاثيوبيه حتى اليوم ، ولعل ذلك له علاقه بعمليه ترحيل اليهود الفلاشا من اثيوبيا الي اسرائيل عبر السودان فترة حكم الرئيس السوداني الاسبق وعرفت بعملية موسى عام 1984 واطلق عليها الاسرائيليون اسم عملية اسد يهوذا ، ومن بين المعالم في العلاقات السودانية باسرائيل وقضية اليهود عموما قمه الخرطوم للاءات الثلاثه في 29 اغسطس 1967 على خلفية هزيمه 67 بحضور الزعماء العرب حتى وقع ياسر عرفات اتفاق اوسلو في عام 1973م ، دعم السودان المتصل للقضية الفلسطينية خلال مراحل الصراع العربي الاسرائيلي ، في ابريل عام 2011م اتهمت السلطات السودانية اسرائيل بشن غارة جوية على سيارة ادت الى سقوط قتيلين في مدينة بورتسودان الواقعة على البحر الاحمر ، وفي نوفمبر عام 2012م قصفت اسرائيل مصنع اليرموك للاسلحة والذخيرة غربي الخرطوم اتهمت فيها اسرائيل ايران بامتلاك وتشغيل مصنع اليرموك للاسلحه ، في العام 2009م استهدفت مقاتلات جوية اسرائيلية قافلة مركبات شمال شرقي السودان في محازاة ساحل البحر الاحمر وبحجة انها كانت تنقل اسلحة وذخائر الى قطاع غزه ، اقامت دولة اسرائيل ممثليات دبلوماسية وسفارات تقريبا مع كل دول جوار السودان في اديس ابابا واسمرا وكمبالا والقاهره وانجمينا وجوبا يعني ان دولة اسرائيل تحاصر الخرطوم بوجود دبلوماسي من الجهات الاربعة تقريبا ، يشترك السودان مع اسرائيل في مشاطئة البحر الاحمر ويمتلك السودان سواحل بطول 853 كيلو متر فيما تمتلك دوله اسرائيل سواحل بطول 265 كيلو متر شمال البحر الاحمر باعتباره من اهم الممرات المائية والبحرية الاستراتيجية المؤثرة في العالم والامن الاقليمي والدولي ، شارك السودان رسميا في حرب عام 1948م وحرب الايام الستة عام 1967م فيما دعمت اسرائيل الحركة الشعبية لتحرير السودان اثناء تمردها على الحكومة السودانية منذ العام 1983م ، في العام 1998م قصفت امريكا اثناء فترة حكم كلينتون مصنع الشفاء للادوية في الخرطوم بحري بزعم انه مصنع للاسلحة الكيمياوية ، وفي فبراير 2020م تم لقاء بين الحكومتين الاسرائيلية والسودانية في يوغندا واتفقا على تطبيع العلاقات بين البلدين وسمح للطائرات الاسرائيليه بالتحليق في الاجواء السودانية
وفي اكتوبر عام 2020 زار وفد اسرائيلي السودان لاجراء محادثات لتطبيع العلاقات بين البلدين واقامه علاقات دبلوماسيه بين البلدين وعلق الرئيس الامريكي ترامب على اتفاق السودان واسرائيل لتطبيع العلاقات قائلا انه فوز كبير للولايات المتحده الامريكيه والسلام في العالم وفقا لذلك قامت الولايات المتحدة الامريكية برفع اسم السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للارهاب عام 2020م بقرار من الرئيس ترامب بعد ان دفعت حكومة السودان مبلغ 335 مليون دولار تسوية لقضية المدمرة يو اس اس كوول ، لذلك فان ما يحدث الان من تمرد مليشيا قوات الدعم السريع ضد الدولة السودانية ما هي الا حلقه من حلقات هذه المؤامره الكبرى للكيان الصهيوني دولة اسرائيل والشاهد على ذلك السرعة التي تعامل بها الكيان الصهيوني دولة اسرائيل مع سيولة الاحداث في السودان خلال واثناء فتره ما بعد ثورة 19 ديسمبر 2019م وحتى الان والدخول في تفاصيل الاحداث للسيطرة على السودان والشواهد على ذلك كثيرة فقد كشفت مصادر اعلاميه اسرائيلية وامريكية وسودانية خليجية عن سعي حثيث والعديد من اللقاءات بين مسؤولين من الموساد والحكومه الاسرائيلية مع مسؤولين سودانيين في الخرطوم وتل ابيب وعواصم افريقية وخليجية بجانب نشاط امني وعسكري وسياسي مكثف خلال الفتره من يناير 2020م وحتى ابريل 2023م ، منها ان قائد المليشيا حميدتي التقى رئيس الموساد بابو ظبي في اغسطس 2020م ، اعلنت اسرائيل عن طلب بايدن للبدء في اجراء اتصالات سياسية مع قوي مدنية سودانية في فبراير من عام 2020م ، وفي فبراير 2020م تم توقيع بيان مشترك واتفاقيات تعاون مشترك بين الحكومة السودانية وترامب ونتينياهو ، فيما صرح قائد المليشيا حميدتي بانه ماضي في اقامة علاقات مع اسرائيل مقابل شطب السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب في اكتوبر 2020م وفيه اعلن السودان عن التطبيع مع الكيان الاسرائيلي ، في 24 يونيو 2021م تم لقاء سري بين حميدتي ومسؤولين في الموساد بالخرطوم ، في 26 يونيو 2021م عبر مجلس السيادة عن غضبه بسبب الاتصالات السرية التي تجريها الموساد مع قائد قوات مليشيا الدعم السريع من وراء ظهر الحكومة السودانية ، في نوفمبر 2021م بذلت امريكا جهودا لاطلاق صراح رئيس الوزراء السوداني وزوجته اثر اجراءات 25 اكتوبر 2021م ، في 19 يناير 2022م زار وفد من الموساد الاسرائيلي الخرطوم وناقش مع مسؤولين سودانيين عمل مشترك للحد من الخطر الايراني والحوثي وبحث امن البحر الاحمر ، وفي 19 فبراير 2022م زار حميدتي اسرائيل لتعزيز العلاقات ، وفي مايو 2022م استلم حميدتي معدات واجهزه اتصالات عسكريه اسرائيلية من مطار الخرطوم تم ترحيلها عبر طائرات عسكرية اسرائيلية دون علم الاجهزة الامنية والاستخباراتية السودانية ، في 24 مارس 2023م اعلنت اسرائيل عرض وساطة لوقف القتال بين القوات السودانية المسلحة ومليشيا الدعم السريع .
اذن ومن خلال هذه البانوراما فان السودان لن يتمكن ان يكون مستقلا في خياراته لانه مثقل ومحكوم باجندة القوة المهيمنة للتحالف الماسوني اصحاب الارادة الغالبة امريكا واسرائيل (حكومة العالم الخفيه) ، الخيارات المتاحة امام السودان للفكاك من هذه الدائرة الخبيثة منها ما يحتاج لجهد كبير من السودان ومنها ما يعتمد على متغيرات دولية ليس للسودان فيها يد ، من بين هذه الخيارات ان يتمكن السودان من تحرير ارادته باحداث طفرة اقتصادية كبيرة اعتمادا على موارده الطبيعية ، صحيح ان هذا الخيار ليس سهل الا انه ليس صعب وهو ان يقوم السودان بحشد كل طاقاته لاحداث ما يعرف بالتحول (من الاقتصاد الزراعي الي الصناعي) من الاعتماد على صادراته من الموارد الزراعية والحيوانية الى الاعتماد على صادراته الصناعية من الموارد الزراعية والحيوانية (هنا لا نعني التحول الصناعي الكامل انما نعني التحول الصناعي الجزئي الذي يتيح تصنيع المنتجات الزراعية والحيوانية كمرحلة اولي) ، وهذا لا يحتاج لاكثر من 5 – 10 اعوام وهناك دول نجحت في ذلك ، فان كان صافي دخلنا القومي حوالي 30 مليار دولار وان 75% من دخلنا القومي من القطاع الزراعي والحيواني يعني 30 مليار في 75% يعادل 22 ونصف مليار بمعنى ان العائد الاقتصادي من قطاعي الثروة الزراعيه والحيوانية يعادل تقريبا 22 ونصف مليار دولار سنويا في صافي الدخل القومي ، ومعلوم بالضرورة ان تصدير المنتجات السودانية الزراعية والحيوانية مصنعة ستحدث زيادة في قيمة الصادر بنسب تصل في بعض المنتجات الي 10 اضعاف علي اقل تقدير ، يعني ان دخلنا القومي يمكن ان يصل الي 22 مليار ونصف x 10 = 225 مليار دولار اذا احدثنا ذلك التحول (اخذين في الاعتبار ان الموارد الزراعية والحيوانية لا تشكل الا 75% من قطاع الصادرات السودانية ربما اقل) علما بان جنوب افريقيا الاولى في افريقيا بصافي دخل قومي يعادل 374 مليار دولار عن عام 2024 ، مع بعض العزيمة والجهد في صيانة البنيات التحتية وقطاع النقل والطاقة ، 5 – 10 سنوات ليست فترة طويلة وتستحق من اجلها بعض الشدة والانغلاق والعزلة النسبية بعيدا عن اللهث خلف المحاور السياسية الاقليمية والدولية ، وبالبحث عن مصادر تمويل بشروط ميسرة وشراكات جاذبة وفي هذه الحالة يجب ان يكون منهج سياستنا الخارجية والانسب هو الحياد الاقرب الى العزلة السياسية ، حينها وبعد عشرة سنوات يمكن ان يعود السودان كدولة ذات تاثير وثقل في الاقليم وفي العالم . او ان يدخل السودان (مرحليا) في تسوية خلافاته مباشرة مع دولة اسرائيل وبالتالي سيكون الاتفاق والتطبيع الكامل مع امريكا ممهدا دون جهد لكن هذا الخيار يصطدم بمنهج السياسه الخارجيه السودانية فان كان المنهج براقماتي فلن يجد السودان صعوبة في السير مباشرة الى تسوية خلافاته مع هذا التحالف ، اما اذا كان المنهج مبدئي فهذا يعني ان السودان سيجد نفسه ملتزما بمواقف عقائدية وتاريخية واخلاقية يصعب تجاوزها مثل مواقفه المبدئية تجاه القضية الفلسطينية والي اخر القائمة ، لكن هل السودان هو الدولة العربية الوحيدة التي واجهت هذا الموقف الاجابه طبعا لا هناك دول اهتدت الى طريق ثالث وهو التطبيع السياسي والاقتصادي مع اسرائيل والتعامل مع الصراع العربي الاسرائيلي حالة بحالة يعني ليست جملة واحدة انما كل جزئية منفردة اعتمادا على الراي الغالب داخل جامعة الدول العربية مثل العديد من الدول العربية والافريقية .
ومن الخيارات التي ليس للسودان فيها يد وهو ان يحدث انهيار للتحالف التاريخي بين امريكا واسرائيل وبعض دول التحالف ، بالرغم من الهيمنة الامريكية على العالم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1990م ونهاية الحرب الباردة ، الا انه يبقى خيار محتمل على اعتبار ان التحالف اليهودي الصهيوني الامريكي يواجه الان بعاصفة من التيارات المناهضة له خارج وداخل المجتمع الامريكي ولا ادل علي ذلك من حركة احتياجات الطلاب واسعه النطاق للعديد من الجامعات الكبرى في الولايات المتحدة الامريكية في ابريل عام 2024 والتي ثارت ضد مواقف وتحالف ادارة جو بايدن في الحرب التي شنتها الحكومة الاسرائيلية على قطاع غزه ، واصبح قطاع عريض من الطلاب واساتذة الجامعات الامريكية يرون ان الدفاع عن غزه وفلسطين ضد دولة اسرائيل اختبار اخلاقي وقيمي لامريكا وللعالم وطالبوا بسحب الاستثمارات من الشركات التي لها علاقة باسرائيل وباليهود ، وقد صرح جون كيربي المتحدث باسم مجلس الامن القومي بالبيت الابيض بان الرئيس الامريكي جو بايدن يعلم ان هناك مشاعر قوية ضد هذه الحكومة الاسرائيلية ، بالاضافة الي تيارات كبيرة يتزعمها كتاب ومخرجين وقطاعات المجتمع الامريكي توجه حملة الراي العالمي ضد التحالف الامريكي الاسرائيلي ، لذلك فان انهيار هذا الحلف سيكون ضمن افضل الخيارات ليتمكن السودان من تنفس الصعداء لاداره علاقاته الدبلوماسية بحرية . الحالة الاخيرة ان تتغير قواعد السياسة الدولية عبر عدد من الاحتمالات ومن بين الاحتمالات الحاضرة بشدة والتي قد تؤدي الي تغيير منهج اداره العلاقات الدولية هو الابتكارات التكنولوجية والتحولات الرقمية الحديثة والتي باتت اكثر وضوحا في مشاريع اليون ماسك هناك 3 مشاريع لايلون ماسك ستغير وجه الحياة (مالك شركة تسلا) تفوق ثروته ال 400 مليار دولار ، والمشاريع هي اسبيس اكس لاطلاق ملايين الاقمار الصناعية علي مدار منخفض من الارض الغرض منها تغطية الكرة الارضية بشكل كامل ، الثاني هو استار لينك لبث شبكة اتصالات انترنت لا تستثني شبر في الارض وسرعة معلومات هائلة دون تكلفة ، الثالث هو نيورالينك لزراعة شرائح في الدماغ البشري تعمل كقاعدة بيانات بطاقة تخزينية عاليه ، والاخير هو ربط هذه المشروعات الثلاثة ببعضها حينها ستتلاشي معظم مظاهر التكنلوجيا المحمولة من اجهزة اتصالات وكمبيوترات بعد ربط العقل البشري بهذه المشروعات الثلاثة بحيث يصبح الانسان هو نفسه الة تكنولوجية مرتبطة بشبكة قواعد البيانات مثله مثل الكمبيوتر مع سرعة فائقة في تلقيه لكمية المعلومات حول العالم في كسر من الدقيقة ، حينها لن تكون هناك حاجة للمنافسة في العالم هذه اول مظاهر تغيير نمط الحياة البشرية في المستقبل القريب جدا ويظل هذا الاحتمال من بين الاحتمالات التي ليس للسودان فيها يد ، ومن بين هذه الاحتمالات الوارده بقوة لتحول النظام العالمي من احادي القطبية الى ثنائي القطبية او متعدد الاقطاب خاصة وان الكثير من الشواهد تشير الى بدايه تصدع الهيمنة الامريكية وبروز الصين كقوة دولية مكافئة للهيمنة الامريكية او ربما تقود الظروف الدولية الى ظهور تعددية قطبية بظهور تحالفات دولية متعددة تزاحم الهيمنة الامريكية الاحادية مثل مجموعه البريكس الى اخر هذه القائمة ، خاصه ونحن نشهد الانهيار المتسارع للنفوذ الفرنسي وبداية فقدانه لمجالاته الحيوية بين دول المستعمرات الفرنسية في افريقيا ، وبالطبع ربما تكون هناك عناصر اخرى غير متوقعة قد تطيح بالنظام العالمي القائم من حيث لا يمكن التكهن بها وقد تحدث تغيرات درامية وسلسلة انهيارات لمكونات النظام العالمي القائم وربما يكون لانهيار نظام بشار الاسد في سوريا بتاريخ 8 ديسمبر 2024م بهذه السرعة المذهلة فيه بعض المؤشرات لتصدع تحالف النظام العالمي الجديد ، وذلك بالطبع ايضا سيؤدي الى تحرير السودان ودول اخرى كثيرة انحاء العالم .
ختاما ومن خلال وقائع ماجاء بشأن احكام اللوبي اليهودي علي العالم عن طريق الخداع والتامر المعقد نستخلص انه ليس هناك مايسمي بنظرية المؤامرة انما هناك مؤامرة دولية كبري واحدة يحيكها التحالف اليهودي الماسوني العالمي في الخفاء وخلف جدر سميكة لتحقيق مشروعها العالمي الكبير الذي بدأ التأسيس له منذ ماقبل الحرب العالمية الاولي بقليل لكنه مر بمنعطفات كبيرة وخطيرة كان اليهود في كل مرحلة منها يضعون العالم بين مطرقة الحروب وسندان تامر اللوبي اليهودي لتحقيق اهدافهم بايي تكلفة ، هنا تجدر الاشارة الي ان بعض المهتمين يؤكدون ان حدث خطير ودموي مثل حادثة 11 سبتمبر بتفجير برجي التجارة العالمي في نيويورك عام 2001م ماهو الا احد اساليب التامر التي اتبعها اليهود بالرغم من قسوتها في سبيل الابقاء علي امريكا تحت تصرف تحالف اللوبي اليهودي الماسوني برفقة عدد من الدول الصليبية التبشيرية علي راسها المملكة المتحدة البريطانية في حربها ضد العرب والمسلمين والانسانية لاقامة دولة اسرائيل في الاراضي الفلسطينية ، ولانها علي علم بان ذلك غير ممكن ما لم يتمكن هذا التحالف من تدجين والسيطرة علي العالم بالقوة القهرية وترهيبه للانقضاض عليه وبالتالي تسهل عملية اقامة دولة اسرائيل من الفرات الي النيل علي ان تتحمل الولايات المتحدة الامريكية وشعبها وزر هذا التامر ونتائجه وتكلفته الباهظة ، واوردنا ما يؤكد علي ان هذا التحالف حقيقة وواقع يتحرك بموجبها وله في ذلك مرجعيات دينية توراتية وسياسية واقتصادية وعسكرية وله منظمات وشركات وامبراطوريات والة اعلامية قاهرة يستخدمها من اجل اقناع العالم بان له حق مشروع عبر كافة اشكال التامر الغير مشروعة لكن تحت تهديد القوة المفرطة ، اهمية هذه السردية هو ان كثير من المهتمين يشككون في هذه الفرضية والتي اوردنا جانب من حقائقها علها تكون فاتحة يدخل من خلالها من له دافع لتصحيح شكوكه يقينا بموجب ما تم سرده من شهادات يهود وامريكيين كتاب ومفكرين ومخرجين سينمائيين ومستخبرين وتيارات فكرية واحداث كانت نتيجتها ان راح ضحيتها هلاك الاف البشر في شتي بقاع الكون علي مختلف انتماءاتهم الدينية والعرقية والسياسية حرب العراق الاولي والثانية الي اخر تلك القائمة الطويلة خاصة بعد نهاية الحرب الباردة وانهيار اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية في العام 1990م ، وعلاقة ماتم تحقيقه من المؤامرة اليهودية وماهو جاري تنفيذه لاكمال مشروعها الذي يمتد من نهر الفرات الي نهر النيل ، وهذا كان مدخلنا لعرض التاصيل الديني والسياسي للعلاقة مع السودان وفلسطين بجانب دولا اخري جاءت في السياق مثل اثيوبيا ومصر الي اخر هذه القائمة ، واختتمنا بالفرص المتاحة امام السودان للخروج من دائرة الاستهداف والتامر الخبيث الذي وقع فيه السودان بين شقي رحي التحالف الماسوني اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية ، واعيد ما سبق بان السودان سيظل هدفا للكيان الصهيوني دولة اسرائيل وفقا للعقيدة والتعاليم التوراتية اليهودية التي اوردنا جانب منها ولذلك سيبقي السودان تحت هذا الضغط والاهتمام لحينه .