السفير كرار التهامي يكتب : بين العيد والعيد فرصة للتفكير والتحول من الحزن إلى السعادة والتفكير الإيجابي و مواجهة إشكالات الحياة بتؤدة وطاقة ايجابية.. عيد سعيد للجميع
السفير د. كرار التهامي
بين العيد والعيد القادم فرصة للتأمل والتحول transformation من حياة مليئة بالرهق النفسي و المشكلات الصغيرة و الكبيرة إلى حياةِ فيها الطمأنينة والسلام الداخلي inner peace الموضوع بسيط لايحتاج إلى تقديم طلب او الاستعانة بآخرين ولا يحتاج لميزانية ،، فقط حيثما كنت في الشارع او في بيتك الوثير او كوخك الفقير بإمكانك بتؤدة تحمل الشدائد ومطاولة المصاعب والشعور بالرضا والقناعة والسلام الداخلي و ان تكون اكثر الناس سعادة وطمانينة بغض النظر عن احوالك المحسوسة إذا كنت فقيرا معدماً او غنيا مترفاً يتوقف ذلك على طبيعة تفكيرك
◾️وليكون الأمر محدداً وقابل للقياس نضع الفترة بين عيد الروحانيات إلى عيد التضحيات كمعيار لإنجازاتك ويتسق ذلك مع رمزية العيد القادم و مافيه من معاني التضحية ومثل ما كان هنالك اشهر حرم يقلع فيها الناس عن القتال والكراهية و هنالك ايضا مواقيت اخرى يقلع فيها الإنسان عن متع الدنيا والحسد والكراهية والمشاعر السالبة bad vibes فاجعل الايام بين العيدين ايام ملائكية تقلع فيها عن سيئات نفسك صغرت او كبرت وتحلق فيها من كثافة البشرية إلى رقة الملائكية وتنشر الطاقة الموجبة good vibes
◾️يقول علماء النفس الانسان هو انعكاس لطريقة تفكيره المستمرة
the man is what he thinks all time long
لذلك أبدا اولا بتغيير طريقة تفكيرك حاول من الآن إلى العيد الكبير ان تبدا مسيرة تفكير ايجابي في كل ماحولك من نعم الصحة و البصر والسمع ونعمة الحرية و ادراك الضرورة .
◾️وعلى فكرة اثبتت الدراسات الحديثة ان التفكير الإيجابي يزيد انتاج هرمونات (السيروتونين ) وهو من محفزات السعادة على عكس الهرمونات التي يفرزها الغضب وروح الانتقام والكراهية فتفسد كيمياء الجسد وتؤدي إلى الضغوط النفسية والرهق النفسي stress و تضعف مناعة الإنسان ومقاومته للأمراض .
◾️هذا الهرمون يمكن زيادته عن طريق الدواء او الغذاء خاصة المكملات اللي تحتوي على (البروبيوتك ) لكن اهم عوامل لإفرازه هي أالرياضة و راحة البال والطمأنينة والروحانيات وقبول الأمر الواقع وصداقته والتعود عليه
befriend the inevitable
◾️عليه اقبل حياتك لا تقارن نفسك بالاخرين كن قنوعا وسعيدا بما انت فيه فأنت لاتدري ماذا وراء ابتسامة الأغنياء الموسرين او احزان الفقراء المدقعين فلقد يكون في الاولي شر وفي الثانية خير و كما في الحديث الشريف : “عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له،”.
◾️اهتمّ بصحتك أبدا بالاقلاع عن تناول الأطعمة السريعة او الضارة فهي تخرب المزاج وتفتك بالصحة ليس في وقتها لكن مع مرور الايام فلا تغرنك متعة اللحظة وقد تستطيع مقاومة التدخين إذا كنت لسوء الحظ مدخنا مستسلما لمحنته ومتعايشا معها فرغم صعوبة المقاومة وصعوبة التخلص من ربقته فلقد استطاع الاف من الاسرى التحرر منه بعد يأس بعزيمة وارادة جبارة فتخلصت صدورهم من السجم الذي بتآكلها رويدا رويدا وقلل من الكاربوهيدرات والسكر إلى أقصى حد ممكن فالسكّر حاضن للخلايا السرطانية غير أضراره الأخرى .
◾️تغافل عن اخطاء الآخرين في حقك وتعلم التسامح وهو فن صعب ورفيع ويحتاج إلى إرادة قوية لكنه يحررك من الايقو ego الذي هو وكيل الشيطآن في نفوسنا حيث يحضنا على الانتقام ورد الصاع صاعين التسامح يغسل نفسك من سموم الكراهية والغضب الداخلي المكتوم الذي اثبت علماء السايكوسماتيك psychosomatics انه يتحول إلى أعراض وامراض جسدية حيث اثبتت دراسة في مايو كلنك ان ٩٠٪ من المرضي ترجع اسباب أمراضهم إلى اسباب ذهنية ونفسية
◾️اطرد القلق والخوف من المجهول وعش في اللحظة الراهنة( THE NOW ) التي تتمتع فيها بالصحة والحرية وتذكر ان الكثير من الاحداث التي استغرقتك في الهموم والهواجس في الاعوام الماضية لم تكن بتلك الأهمية التي أعطيتها لها ولم تكن تستحق هذه الطاقة النفيسة التي اهدرتها في التفكير والتوجس والخوف.
◾️تأمل النعم الكبرى التي انت فيها ولا تكاد تراها بسبب ما يسمى بال :
hedonic adaptation
حيث يالف الانسان النعم التي تاتيه فاردة جناحيها من صحة واخبار سعيدة واهداف تتحقق ولحظات اسرية رائعة ونجاحات صغيرة او كبيرة وأموال وثمرات ورويدا رويدا يصيبه الملل ولا تعود تحقق له تلك الأشياء ذلك الفيض من السعادة بل تبل تصبح غير محسوسة الا اذا بعثتها من جديد بالتأمل وشكر الله عليها.
◾️تذكر ان ملايين غيرك ابتلاهم الله بالمرض والغرم والمسغبة والاحداث المفجعة والاحزان العميقة وانت رغم ان الله حماك منها كلها او جلها او ابتلاك بالقليل منها لكن تفتعل الهم والتوتر في اشياء صغيرة واحزان صغيرة هي ملح الحياة ولابد منها .
◾️حب نفسك واحترمها وقدرها خير تقديرها وانظر في المرآة وعظم شأنها بكلام مسموع وبثقة حتى يطرد عقلك الباطن احساسك بالسلبية نحو نفسك ويختزن بدلا منه الشعور بالاحترام والتمجيد وتعزيز الاحساس بالرضا وتقدير الذات Self esteem قف امام المرآة واعتذر عن اخطائك وقل لنفسك انك معها للارتقاء فوق كل المشاعر السالبة .
◾️ اعلم ان السعادة والغبطة هي حالة داخلية وليست عوامل خارجية وكما قال الشاعر ايليا ابو ماضي :
أيّها الشاكي الليالي إنَّما الغبطةُ فِكْرَهْ
ربَّما اسْتوطَنَتِ الكوخَ وما في الكوخِ كِسْرَهْ
وخَلَتْ منها القصورُ العالياتُ المُشْمَخِرَّهْ
تلمسُ الغصنَ المُعَرَّى فإذا في الغصنِ نُضْرَهْ
وإذا رفَّتْ على القَفْرِ استوى ماءً وخُضْرَهْ
وإذا مَسَّتْ حصاةً صَقَلَتْها فهيَ دُرَّهْ
لَكَ، ما دامتْ لكَ، الأرضُ وما فوق المَجَرَّهْ
فإذا ضَيَّعْتَها فالكونُ لا يَعْدِلُ ذَرَّهْ
وآخرا قال الله سبحانه وتعالى:
“مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”،
◾️وعليه لكي تسعد ادخل السعادة في قلوب غيرك وكن دؤوبًا في العمل الصالح تجاه نفسك و الآخرين ولو كان بشق تمرة او إماطة الاذى عن الطريق او ان تمشي مع اخيك في حاجتها و غيرها .
او نصرة شخص مظلوم او زيارة مريض او العفو السماح لشخص خصيم او الامتناع عن الغيبة وآلاف الأفعال السهلة الكبيرة في معناها
وتاكد ان وعد الله حق انك ستحيا حياة طيبة إذا عملت عملا صالحا .
١٠-٤-٢٠٢٤