القاهرة : الرواية الاولى

اجاب سفير السودان بمصر عماد عدوي خلال مؤتمره الصحفي الذي عقده اليوم بمقر اقامته بالقاهرة علي سؤال : لماذا لم تقرر جامعة الدول العربية موقف واضح تجاه السودان بعقد قمة عربية طارئة وإدانة التدخل الإماراتي ودعمها للمليشيا الإرهابية – بقوله : في فمي ماء ، أنا مندوب السودان في الجامعة العربية ، والإمارات ترأس مجلس الجامعة العربية لهذه الدورة ، فكيف نتمكن من إصدار هذه المواقف .. وعزا السفير عدوي ذلك لخلل في ميثاق الجامعة العربية الذي تستعصي دوماً محاولات تعديله .. لكن عدوي أشار الي أن موقف الامانة العامة للجامعة العربية متحررا وبالفعل أصدرت عددا من البيانات والمواقف الداعمة للسودان ..

السفير عماد عدوي: ما يجري في الفاشر إبادة جماعية مكتملة الأركان والمجتمع الدولي يتحمل مسؤوليته الأخلاقية والقانونية

وأكد السفير عماد الدين مصطفى عدوي، سفير جمهورية السودان لدى جمهورية مصر العربية، أن ما تشهده مدينة الفاشر من مجازر وانتهاكات تمثل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية منظمة ترتكبها مليشيا الدعم السريع المتمردة، مشددًا على أن المجتمع الدولي بات أمام اختبار حقيقي لضميره الإنساني ومسؤوليته القانونية والأخلاقية.

جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده السفير اليوم السبت 2 نوفمبر 2025م بالقاهرة، بحضور ممثلي وسائل الإعلام السودانية والمصرية والدولية، لتسليط الضوء على الجرائم التي ارتكبتها المليشيا الإرهابية منذ اجتياحها الفاشر في 26 أكتوبر، واستعراض الموقف الرسمي لحكومة السودان تجاه الوضع الإنساني الخطير هناك.

مجازر مروعة ووقائع إبادة ممنهجة

كشف السفير عدوي عن أن المليشيا المتمردة نفذت أكثر من 300 هجوم منسق على المدينة خلال حصار استمر نحو 18 شهرًا، استخدمت خلاله التجويع كأداة حرب، وفرضت خندقًا بطول 55 كيلومترًا حول المدينة لمنع دخول الغذاء والدواء والوقود. وأوضح أن تقارير المنظمات الدولية وثّقت استخدام التجويع كسلاح حرب، وهو ما يصنف كـ”جريمة حرب مكتملة الأركان”.

وأضاف أن الهجوم الواسع الذي شنته المليشيا في 26 أكتوبر شاركت فيه طائرات أجنبية يُشتبه في استخدامها غازات الأعصاب المحظورة دوليًا، ما أدى إلى سقوط آلاف القتلى والجرحى وانقطاع كامل للاتصالات داخل المدينة، مشيرًا إلى أن الجيش السوداني انسحب تكتيكيًا حفاظًا على حياة المدنيين.

وأوضح السفير أن الإعدامات الجماعية والاغتصابات الممنهجة والقتل بدوافع عرقية تشكل أدلة قاطعة على نية الإبادة الجماعية، مشيرًا إلى أن التحليلات التي أجراها معمل جامعة ييل للبحوث الإنسانية أثبتت وجود بقع دم وأكوام جثث مرصودة من الفضاء، فيما أكدت منظمة الصحة العالمية مقتل 500 مريض ومرافق داخل المستشفى السعودي بالفاشر، الذي كان المستشفى الوحيد العامل في المدينة.

دعوة لإعلان الدعم السريع منظمة إرهابية

وجّه السفير عدوي نداءً عاجلاً للمجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات فورية تتجاوز بيانات الإدانة، تشمل:
1. إدراج مليشيا الدعم السريع كمنظمة إرهابية وفق المعايير الدولية.
2. إدانة مموليها الإقليميين، وعلى رأسهم دولة الإمارات العربية المتحدة التي توفر التمويل والسلاح والمرتزقة للمليشيا.
3. فتح تحقيق دولي مستقل لملاحقة قادة المليشيا وداعميها أمام العدالة الدولية.
4. ضمان وصول المساعدات الإنسانية عبر ممرات آمنة.
5. فرض حظر تسليح فوري على المليشيا ومنع أي دعم لوجستي أو مالي لها.

أسئلة للساحة الدولية

تساءل السفير عن صمت المجتمع الدولي إزاء الدعم العسكري والمالي واللوجستي الذي تتلقاه المليشيا من أطراف إقليمية، قائلاً:

“من يمدّ هذه الجماعة الإرهابية بالمال والسلاح والطائرات المسيّرة المتطورة؟ ومن يحاول فرضها كشريك في حكم السودان؟ وهل تُؤسَّس الدول على الإرهاب؟”.

وأكد أن حكومة السودان والجيش ماضيان في أداء واجبهما الدستوري في حماية المواطنين واستعادة الأمن والاستقرار، كما حدث في الخرطوم والجزيرة وسنار والنيل الأبيض، مشددًا على أنه لا مجال للتفاوض مع مجموعة تمارس الإرهاب والإبادة الجماعية.

تحرك عاجل لإنقاذ الفاشر

وختم السفير عدوي بالقول إن الجرائم التي ارتكبت في الفاشر “تُعيد إلى الأذهان مآسي رواندا وسربرنيتسا”، داعيًا الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياتهما الأخلاقية والقانونية في وقف الإبادة الجارية ومحاسبة مرتكبيها ومموليهم.

وأكد أن السفارة السودانية بالقاهرة ستواصل اطلاع الإعلام والرأي العام على التطورات الميدانية والإنسانية في الفاشر، وتوثيق الأدلة المصورة التي تُظهر حجم الفظائع التي ارتكبتها المليشيا المتمردة بحق المدنيين.