ليمانيات / د. إدريس ليمان

الدرب الأخضر ..!!

عند خروج طلقات الخيانة والغدر من أسلحة الكائنات التى تعبد الإله ( حميدتى رع ) الذى تَنَزَّل عليه الوهم الصِبيانى القادم من الشرق وظَنَّ أنه مبعوث العناية الجنيدية لإزالة دولة ٥٦ المـفترى عليها وإبادة أهلها سارع المرجفون فى التخويف والتخوين وهللوا للبندقية الغادرة وإستبشروا بها ، وخرجوا فى المدائن حاشرين يبغون الفتنة ويلتمسون أريجها فى الزهرة الجديدة وقد أقسموا جهد أيمانهم وبجميع آلهتهم الهالكة من لدن ( أبو شلوخ ) حتى الإله ( تى رع ) أن يُمكِّنوا لآل دقلو فى أرض السودان فأنزل الله سكينته على أهل القُرى والحَضَر وألزمهم كلمة النصر وكانوا أحقّ بها وأهلها .. فقد قيَّضَ الله لهم جيشاً كالمِجَّن يحتمون به من قوارع الحرب وإنتهاكات المليشيا .. جيشاً مدافعاً ومهاجماً ومعه الأجهزة الأمنية وكثيرٌ من المتطوعين للقتال .. وظَلَّ مستشاروا الهالك يزيدون آلامنا آلاماً وهم يُطِلُّون علينا مساء كل يوم عبر القنوات الإخبارية بوجوههم الصَدئة قبحها الله وقبح سعيهم وأكاذيبهم وضلالاتهم وفهمهم الفوضوى للديمقراطية ولحرية التعبير كأنما حُقِنوا بالتفاهة واللقاحات القاتلة للمروءة وللإنسانية .. والمتأمل لحال بلادنا التى يُغنى فيها العَيان عن البيان يجد أن حكامنا قد أخطأوا فى حقها خطاً جسيماً بعثارهم وسوء فعالهم يستوجب المساءلة الأخلاقية والقانونية أوان المساءلة ، ويستوجب التصحيح أوان التصحيح .. !! العسكريون بغفلتهم وسوء تقديرهم وهم يرون جحافل المليشيا تجوب شوارع العاصمة بكامل تسليحهم النوعى ويسمعون هرطقات ( سيد الطاحونة ) وهو يخاطبهم بكل جرأة ووقاحة ويطلب منهم تسليم السلطة وكأنه ليس جزءٌ منها ..!! وقادة المليشيا بغدرهم وخيانتهم .. !!
وهاهو غبار المعركة قد أوشك أن ينجلى وتَبَيَّن للذين كانوا يخوضون فى حديث الإفك وفى الحملات المضادة ضد الوطن خطورة ما فعلوا ، وزعموا أنه قد تم التغرير بهم ، وقدموا آثامهم ومخازيهم فى تَبَتُّل أفَّاق بين يدى شعب يراهنون على ضعف ذاكرته .!! إنها كتوبة فرعون الذى أدركه الغرق وهو يبحث عن النجاة .. فهل سيصلح حكامنا أخطائهم الكارثية فى حق الوطن وفى إنسانه الذى كادت أن تعصف به الزوابع العاتية التى أحدثتها الغفلة والتساهل والتقديرات السياسية الخاطئة أم سيكون الحال كما عودونا على تكرار الأخطاء وأن يُفتنوا فى كل عامٍ مرةً أو مرتين ..!!؟
التأريخ لديه القدرة على تدوين كل المواقف بمنتهى الإنصاف .. وأهل السودان يستمدون صفاتهم من أسماء الله الحسنى تأسيَّاً وإلتماساً للبركة .. فهم يغفرون ويتسامحون ويغضون الطرف عن كل الخيبات والغفلات والزَّلات .. وقد لا يهتمون بتبدّل المواقف ولكنهم لا يغفرون خيانة الأوطان التى تُدمى قلوبهم التى تُقرى الضيف وتحمِلُ الكَلَّ وتُكسِب المعدوم وتُعين على نوائب الدهر .. ويرون فيمن يقف مع أطراف خارجية ضد المواقف الوطنية وإن كان بها ( دَخَنْ ) بأنه يسعى لإفساد حياتهم بالتسمم الأخلاقى وكأنه مواد غذائية منتهية ( البراءة ) ..!!
حفظ الله بلادنا وأهلها من كل سوء .. ( وإن شاء الله دائماً دربها أخضر ) .
✍🏼 لواء شرطة (م) :
د . إدريس عبدالله ليمان
السبت ٨ فبراير ٢٠٢٥م

اترك رد

error: Content is protected !!