المتتبع لخطاب قادة المليشيا بعد إستسلام كيكل يجد أنها لم تكتفى بما أحدثته من دمارٍ هائل لمؤسسات الدولة وللأعيان المدنية الخاصة والعامة ، ولم تشفى غليلها تلك المجازر والفظائع التى إرتكبتها فى حق الشعب السودانى المتسامح والمغلوب على أمره ، فها هى الآن تسعى هى وداعميها لشحن المكونات المجتمعية ضد بعضها ، وإسقاط بلادنا فى أتون الحرب الأهلية التى هى فى حقيقتها حرب بلا خلاف حقيقى وبلا هدف سوى المزيد من الدمار إستثماراً فى تلك الحالة التى صنعتها من الفوضى والتقتيل والتشريد حتى تضيع من أهلها للأبد ( راجع تصريحات قُجَّة وأبو شوتال وغيرهما من شياطين المليشيا وداعميها ) ..!!
لقد إكتوت شعوبٌ من حولنا بنيران الحرب الأهلية من قبل ( رواندا وبعض دول القرن الأفريقى كمثال لذلك ) ، وتبين لهم بعد حين أن التنازع والشقاق كان خيارٌ خاطئ فحدثت المصالحات بإعمال مفهوم العدالة الإنتقالية بعد أن دفعت أثماناً باهظة لذلك .. فلم لانتعلم من أخطائهم ونحن ندفع بلادنا بإتجاه ذات الحماقات التى وقعت فى فخَّها ..!!؟
لابد لعقلاء بلادى وكل من له تأثير على العقل الجمعى لأهل السودان أن يعملوا كفرق إطفاء لمحاصرة الحريق الذى أشعلته المليشيا حتى لا ينتشر ويتمدد ، ومحاصرة كرة الثلج التى بدأت تتشكل وتتكون حتى لا تكبر وإيقاف تلك الهرولة التى تسعى إليها لجرنا إلى مستنقع الصدام المجتمعى البغيض ، ومحاصرة قنوات الفيروسات الخبيثة المهددة لوئامنا الإجتماعى والتى تريد أن يسود بيننا منطق الثأر والإنتقام بنشرها لحالة الخوف والقلق على حاضرنا ومستقبلنا ، وسوقنا إلى خطتها (ب) وسيناريو الحرب الأهلية التى تريدها دون وعيٍ منّا وأن نحتكم لمنطق الغباء والمعارك الصفرية ..!!
فلنتحد جميعاً أيا رعاكم الله لمواجهة خُطط المليشيا الخبيثة وكفيلها اللذان يّريدان إغتيال السلم المجتمعى لأهل السودان وضرب إستقراره فى مقتل .. فإن الصراع المجتمعى إن حدث لا قَدّر الله فستكون عاقبته خُسراً وبحراً من الدماء والأشلاء والدموع .
الا هَل بَلَّغت اللهم فأشهد ..
حفظ الله بلادنا وأهلها من كل سوء .
✍🏼 لواء شرطة (م) :
د . إدريس عبدالله ليمان
الأربعاء ٢٣ أكتوبر ٢٠٢٤م