لستُ من مُتابعى كُرةَ القدم ولا من عُشَّاقِها ..!! لماذا ..!؟ لستُ أدرى ..!! ولكن أجواؤها الساحرة ونقاشاتها الصاخبة وقفشاتها اللطيفة تأسِرُنى ، فما لم تُحققه الجامعة العربية من إتحاد حققته الساحرة المستديرة ، فتعالت الهتافات بالفرحة وهى ترى المنتخب الأخضر يُحطِّم صنماً من أصنام كرة القدم كان يظن الناس أنه لايُهزم ، وإصطفَّت الشعوب الحُرَّة مؤازرةً ومناصرةً للدولة المستضيفة وهى تُقدِّم للعالم أجمع صورة مُشرِّفة عن الثقافة العربية والإسلامية رغم محاولات التشويش من بعض دول العالم ( المتحضِّر ) والمصبوغ بألوان الطيف ..!!
وفى الوقت الذى تتبارى دول العالم فيه لتُرِينَا حُسنَها الذى يَأمُرنَا بالتَبَسُّمِ فى غيرِ ما أمرٍ .. نتبارى نحن فى أن نُرِيَهُم سوءاتنا وعاصمتنا التى تدثَّرت بالقُبحِ والأذى وفى عينها القَذَى والنيلُ يَطرُقُ على أبوابها متوسلاً الاَّ تُبقى من درنها شئ وهى تتمنَّع ولاتفعل ..!!
ليس هذا فحسب فقيمنا المجتمعية أصابها ما أصاب مدينتنا .. حتى ( القونات ) أصبحن بديلاً للفخامة والجزالة وفصاحة أهل البادية ولين أهل الحضر بكل رِقّتِها وقيمتها الإنسانية ، وقد تنبأ لى ذات مرة أحد البسطاء الذين أُجالسهم دوماً من كبار السن ممن تجرى على ألسنتهم النبوءات أنّ هذا السودان سيظل مستعصياً على التَقَدُّم طالما أن أهله يحرقهم الشوق إلى العدل ، ويؤرقهم الخوف من العدل كحال ( المعذبون فى الأرض ) الذين عناهم عميد الأدب العربى .. فقلتُ له وما السبيلُ إلى السبيلْ ..!!؟ فقال بأن نُقدِّم ذواتَنا فداءً لمعركة بناء الوطن بدلاً عن هذا التجنيد الإجبارى لهدمه ، فمن يخطُبُ الحسناء لم يُغله المَهرُ ..
- فما نراه ونسمعه فى الأسافير عن كل ما يدور فى المشهد العام من عرضٍ للقوة وحشدٍ للقوى هو تجنيدٌ إجبارى للمعركة الخطأ.
- وعندما لا يكون لأحدٍ منَّا الإستعداد لأن يرفع لبنةً من أجل الجميع وينتظر أن يخدمه الجميع فإنه تجنيدٌ إجبارى للمعركة الخطأ.
- وعندما يتحلّى المجتمع بثقافة التملق ليجد تيسيراً لأموره أويستجدى حقوقه أيَّاً كانت ويتوسل من أجل أن يحصل عليها فإنه التجنيد الإجبارى للمعركة الخطأ.
- وعندما يُشهِر صاحب الفكر والعلم قلمه لغير مصلحة البلد فهو التجنيد الإجبارى للمعركة الخطأ.
إنها الحرب التى لا مفر منها يا صديقى والمعركة الخطأ التى تنتظرنا ونحن لاندرى إن لم نتأسى برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ولنا فيه أسوةً حسنة ونموذجاً قيادياً عظيماً فهو المبعوث رحمةً للعالمين والمبعوث لإتمام مكارم الأخلاق والدين ، فقد زرع المُثُلَ والأخلاق فى مجتمعٍ جاهل يفتقر لكل مقومات الحضارة والمدنية ويأكل ربَّه حينما يجوع ..!! فأخرجهم من الظلماتِ إلى النور .
حفظ الله بلادنا وأهلها من كل سوء وأدام عليهم نعمة الأمن والأمان .