اسامة عبدالماجد
¤ الخيار الاول: ان يقود القوات المسلحة الى نهاية تتضمن الهزيمة الحاسمة لمليشيا حميدتي الاجرامية وتحقيق نصر كاسح عليها.. بحيث يكسر عظمها ولا تقوم لها قائمة.. وتصير مجرد مجموعات مشتتة هائمة على وجهها وحتى لو تم التفاوض معها يكون شكليا لا تجني من ورائه اي مكاسب.. تخرج منه خاسرة سياسيا كما خسرت الحرب ،فاقدة للعتاد والرجال والمال.. بذلك يكسب البرهان الشعب السوداني ويصبح طريق الرئاسة ممهدا امامه بشتى الطرق.. اما فترة انتقالية او إنتخابات رئاسية مبكرة..
¤ الخيار الثاني: ان يمضي البرهان نحو التفاوض مع المليشيا الارهابية قبيل سحقها داخل ولاية الخرطوم حيث يمكنها بقدر معقول من العودة الى المشهد.. وحال اصبح هذا الخيار واقعا قد يكون نتيجة تلقي البرهان لتهديدات من الخارج على شاكلة ادراجه في قائمة العقوبات الامريكية إسوة بالمتمرد عبد الرحيم دقلو او التلويح بتحويل ملفات الى المحكمة الجنائية.. نتيجة هذا الخيار سيكون البرهان كتب عمرا جديدا للمليشيا وحرر شهادة وفاته سياسياً وعسكريا.. وبالتالي سيزيح عن نفسه الغطاء الشعبي الذي يحصنه الان.. مع العلم ان الشعب السوداني خسر كل شئ، غدرت به المليشيا ،نهبت امواله ،احتلت منازله ،قتلت من بقى فيها ،اغتصبت نسائه وبناته وشردتهم.. اما اطمئنان البرهان الى “الامريكان” او الغرب ليس أمراً مضموناً، لأن الشواهد تقول انهم يفضلون اطالة امد الحرب لتحطيم الجيش باستنزاف قدراته القتالية… وصولاً إلى الابقاء على المليشيا سيفاً مسلطاً على القوات المسلحة..
¤ الخيار الثالث: ان يواصل قائد الجيش العمليات العسكرية بكل همة ووطنية وشجاعة.. وفي ذات الوقت يشرع في تشكيل حكومة مدنية تحظى بقدر كبير من التوافق حتى لو كانت مسيسة، ويقوي – ولا اقول يستكمل – بذلك شرعيته – لأنها غير منقوصة.. لأن تشكيل الحكومة، سيعزز موقفه ويقوي الجبهة الداخلية ويمكنه والجيش من التفرغ لإدارة المعركة.. بينما تحدد الحكومة توجهها الإستراتيجي من خلال تنفيذ ثلاثة مهام رئيسة.. “معاش الناس ومحاولة اعادة اعمار الدمار الذي خلفته المليشيا ،تركيز الأنظار العالمية على جرائم المليشيا وإيلائها اهتماماً إعلامياً كبيراً مع قطع دابر انصارها بالداخل”.. نجاح هذا الخيار رهين بتسمية رئيس وزراء قوي ومخلص.
¤ الخيار الرابع: ان لا يظهر على البرهان اي مظهر من مظاهر الجدية بحيث لا تلوح في الافق نهايات للحرب.. في مقابل تمدد المليشيا في الولايات أو داخل الخرطوم.. وفي ذات الوقت لا يسعى البرهان الى ترشيح رئيس وزراء وحكومة مدنية تدير دولاب العمل.. ويعوِّل على قتل الوقت وانتظار هبوط الحلول من السماء.. المحصلة
فتح الابواب على مصراعيها امام خيار التغيير العسكري، حيث يضطر القادة من حوله الى تكرار السيناريو الذي تعرض اليه المشير البشير وهو ازاحته من السلطة بواسطة انقلاب ناعم دون اراقة دماء.. او يظل الجنرالات من حوله ، في ذات موقفه الرمادي وبذلك ستخرج مشروعات الى العلن بطريقة او بأخرى مثل مغامرة ضباط صغار بتنفيذ انقلاب، يكون الاعنف من نوعه، ويعود ذلك الى ان الباغي الشقي حميدتي عزز من هذة المخاوف لدى البرهان لذلك نلحظ فيه تحسبا لأي محاولات انقلابية جديدة.. خاصة عقب نجاح تجربتين سابقتين (عبد المطلب وبكراوي).
¤ الخيار الخامس: ان تفرض حلول سياسية من الخارج ويرضح لها البرهان.. تتمثل في افتراع مسار ثالث للتفاوض الى جانب مساري (الترتيبات الامنية والعمل الانساني) بمنبر جدة.. وقد تتبنى كينيا عبر مظلة الايغاد المسار الجديد.. لو حدث ذلك على نهج الاقصاء او انحصرت على مجموعة الإطاري بقيادة قحت ،سيفرض الواقع أموراً مختلفة تماماً عما يتمناه البرهان من عوده لتشابك لمصالحه مع قحت.. بحيث يجعل الشارع اكثر تطرفاً، بوقوع فتنة سياسية تزيد من اشتعال الحرب.. وقد تؤدي الى حدوث اغتيالات سياسية واضطرابات.. سيما وان الموقف العسكري سيكون اقرب الى ترجيح خيار القوة لصالح المليشيا على حساب القوات المسلحة… وهذا يفتح شهية بعض دول الجوار مثل الجنوب واثيوبيا ويزيد من اطماعهم في الاراضي السودانية وهناك سوابق للاولى في هجليج والثانية في الفشقة.