اسامة عبدالماجد
¤ أولاً: اكتسبت زيارة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان إلى ليبيا امس أهمية خاصة.. هى زيارة معالجة الخطأ الفادح بترك العلاقة الاستراتيجية مع دولة جارة ومهمة مثل ليبيا إلى الباغي الشقي حميدتي.. لأول مرة يزور البرهان طرابلس منذ توليه رئاسة مجلس السيادة فى 21 أغسطس 2019.. وكان حميدتي يقوي صلاته مع حفتر تحت غطاء حماية الحدود ومكافحة الهجرة غير الشرعية التي كان يتكسب من ورائها.
¤ ثانياً: حققت الزيارة مكسب عظيم من خلال اعلان الرئيس الليبي محمد المنفي دعم القوات المسلحة السودانية.. وهو الموقف الداعم والمعلن لاول مرة من رئيس دولة.. وقد اكد المنفي على دعم ليبيا لوحدة السودان، ولجهود رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وما يقوم به من جهود من أجل الاستقرار في السودان – حد قوله – وانتقد المنفي بشدة التدخلات للخارجية في الشأن السوداني وكذلك في بلاده.
¤ ثالثاً: تهدف لسد الثغرة الليبية الكبيرة التي ياتي منها الدعم الى مليشيات حميدتي.. وقد ظلت طرابلس داعمة لكل تحرك معادي للخرطوم منذ عشرات السنين، خاصة في حقبة رئيسها الاسبق معمر القذافي الممول الاول للحركة الجنوبية بقيادة جون قرنق وحركات دارفور.. ومعارضة نظام نميري.. واستمرار الدعم بتمويل الجنرال خليفة حفتر لحميدتي.
¤ رابعاً: فتحت الزيارة المجال لتعاون امني عسكري بين البلدين.. من خلال حد الخرطوم من تدفق الدعم البشري السوداني ممثلا في حركات دارفور لخليفة حفتر.. في مقابل سعي طرابلس لقطع خطوط الامداد من حفتر إلى مليشيات حميدتي.. وهو ملف كبير ومهم يحتاج متابعة رفيعة المستوى، ليحقق فائدة كبيرة للطرفين خاصة السودان.
¤ خامساً: هى زيارة تحقيق الفوائد العسكرية المطلوبة وبشدة في هذا التوقيت.. وقد اعلن الرئيسان عن اتفاقهما على التعاون العسكري بين البلدين.. وبذلك يمكن ان تمد، طرابلس بلادنا بالسلاح لسحق المليشيا.. سيما وان ليبيا واحدة من الدول التي يتوفر فيها السلاح وبكميات كبيرة.. وكانت تقديرات مبثوثة في الاعلام اشارت إلى أن مخزون الأسلحة في عهد القذافي، بلغ 700 ألف قطعة سلاح.. ويمكن للسودان ان يساهم في حملة مكافحة تهريب السلاح من ليبيا بالتعاون معها والجزائر، نيجيريا، النيجر ومالي.
¤ سادساً: ينطبق علي الزيارة المثل ” المصائب يجمعن المصابين “.. البلدان تأذيا من التمرد المسلح بقيادة حفتر وحميدتي.. وبالتالي الفرصة مؤاتية لاحكام التنسيق والتعاون العسكري المشترك بين البلدين.. وبامكان ليبيا ان تستفيد من الخبرة الكبيرة والتاريخ الناصع للقوات المسلحة السودانية.. في مقابل مدها بالسلاح.
¤ سابعاً: الزيارة ستقوي نفوذ جهاز المخابرات العامة السوداني.. وستعيده الى واجهة الاحداث الدولية.. عندما كان فاعل دولياً في محاربة الارهاب.. ويحفظ التاريخ تعاونه الكبير مع نظيره الامريكي (سي اي ايه) في هذا الملف.. وزيارة عناصر من الامن السوداني و(سي اي ايه) بطائرة سودانية إلى الحدود الليبية.. وهي المعلومات التي كشف عنها مدير جهاز الامن الاسبق محمد عطا في مؤتمر صحفي شهير في يناير 2017 عقب رفع الولايات المتحدة للعقوبات الاقتصادية عن السودان.
¤ ثامناً: يمكن ان تعيد الزيارة العافية للدبلوماسية السودانية – وإن كنت اشك في ذلك في ظل وجود وزير الخارجية الكسول علي الصادق – .. عندما كانت بلادنا فاعلة ومؤثرة في ملف حل الأزمة الليبية.. عبر المائدة المستديرة لدول جوار ليبيا.. وكانت الخرطوم تحتضن اجتماعات تلك المجموعة في حقبه وزير الخارجية الاسبق ابراهيم غندور، وخليفته الدرديري محمد احمد وباشراف مباشر من الرئيس عمر البشير.
¤ تاسعاً: تعتبر الزيارة فرصة للبرهان، للتعرف عن قرب على مبادرة (الدبيبة) لاحلال السلام في السودان.. وكان رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، الذي التقاه البرهان امس، عقب اجتماعه مع نظيره محمد المنفي.. واعلن الدبيبة السبت، الماضي عن مبادرة لـ “إحلال السلام ووقف إطلاق النار في السودان”.. وكان الدبيبة اجرى اتصالاً هاتفياً مع حميدتي.
¤ عاشراً: حققت الزيارة أهدافاً كبرى منها اعلان الرئيس المنفي.. أن لاجئي السودان في بلاده سيعاملون معاملة الليبيين في جميع النواحي التعليمية والصحية.. وهو النبأ السار الاول من نوعه للاجئين السودانيين .. وهذا من شانه ان يعزز علاقات البلدين.. كما ان الجيش الليبي قام بتنظيم قوافل إغاثة وتقديم مساعدات للنازحين السودانيين الاشهر المنصرمة
¤ حادي عشر: اثمرت الزيارة عن اتفاق على التعاون الاقتصادي.. وهو الامر الذي يحتاجه السودان خاصة مابعد الحرب.. ويرجح ان تكون الزيارة ناقشت ملف مد ليبيا ، لبلادنا بالمواد البترولية.. سيما وانه منذ اندلاع الحرب ظلت تحصل ولايات دارفور على الوقود من ليبيا وباسعار اقل من التي كان عليها قبل الحرب.