اسامة عبدالماجد
¤ الحكمة تقول لاتبصم لأحدٍ بأصابعك العشرة على ثقتك به.. اترك اصبعاً واحداً على الأقل فقد تحتاج أن تعضه ندماً يوماً ما.. على ثقةٍ لم تكن بمحلها.. وهي الحكمة التي لم يأخذ بها السودانيين في تعاملهم مع (قحت).. سيعض المواطن كل اصابعه لا واحد فقط.. ندماً على مساندته لقحت.. وهي التي ساهمت وبقوة في تمرد حميدتي واشعال حريق السبت.. ووصول البلاد الى ماهي عليه الأن.
¤ معلوم دور واهمية الاحزاب والقوى السياسية في معالجة الازمات وطي صفحة المشاكل واسهامها في ايقاف الحروب التي تحل ببلادها.. وما احوجنا لمثل هذة الاحزاب في السودان في هذا التوقيت.. لكن مؤكد لا اعني قحت والقوى الرديفة معها.. التي التقت الرئيس اليوغندي يوري موسيفني امس.
¤ لن نعود للوراء وجدل حول من أطلق الرصاصة الاولى.. بعد ان عرف المواطن من وقف وراء الخراب الذي حاق بالبلاد.. وغض النظر عن مصدر تمويل زيارة وفد ياسر عرمان وزمرته الى كمبالا سواء كان بواسطة القوني دقلو او (عرمان المليشيا) المدعو يوسف عزت فان الزيارة تبدو مريبة.
¤ لا يعقل ان تتحدث قحت عن وقف الحرب وهي جزء من الأزمة.. ولا يمكن ان تكون (واسطة) سلام وهي تضع المليشيا الاجرامية في مرتبة موازية للقوات المسلحة.. ولا يمكن ان تكون وسيطا وهي ليست موضع ثقة القوات النظامبة.. وغير مؤتمنة.. وقد ظلت تعمل وبجد على تفكيك الجيش بذريعة الإصلاح وإعادة الهيكلة.
¤ فشلت جولات (عرمان المليشيا) المدعو يوسف عزت الافريقية والاوربية رغم انه يتابط حقيبة مليئة بالدولار.. وتحاول قحت انقاذه عبر وفدها الذي التقى موسفيني.. وتدعيم الوفد بعضوي مجلس السيادة الهادي إدريس والطاهر حجر.. .. اذ يعد انضمامهما لعرمان وبقية (الشلة) انتقالهما من الخانة الرمادية في موقفهما من الحرب وادعائهما الحياد.. الى موقع آخر قابل للتصنيف حتى ولو كانت مشاركتهما تحت مظلة كيانيهما السياسيين.
¤ المعلومات التي رشحت ان وفد قحت سيجري سلسلة من الزيارات لدول افريقية وعربية.. وستكون تشاد احدى محطاته بهدف حث الرئيس محمد ديبي على التدخل لوقف الحرب.. وهو امر مدعاة للسخرية إذ ان ديبي الابن اكتوى من نيران المتمرد حميدتي.. الذي حشر انفه كثيرا في الشأن الداخلي للشقيقة تشاد.. بالتالي لن يابه الرئيس محمد لهراء سلك ومن معه.. وهو ادرى منهم بما يجري في السودان.
¤ قحت وحلفاؤها الجدد امثال ابراهيم الميرغني.. منقسمون على انفسهم.. ولا يتمتعون باي ثقل شعبي ولو في ادنى درجاته.. وكما ان بين المكونات القحتاوية حالة من الكيد السياسي والتنافس غير الشريف على السيطرة.. ومواقفها.. بالتالي لن يسمع احد من القادة الافارقة لقحت خاصة الذين ينتمون للمؤسسات العسكرية ببلادهم.. وفي مخيلة اي قائد مثل الجنوبي سلفاكير ان قحت قد تصدر لبلاده المشروع التدميري للمنظومة العسكرية.
¤ السؤال الذي يلتمع في عتمة الأجواء.. اذا كانت
جهود المملكة السعودية والولايات المتحدة لم تفلح عبر منبر جدة بشأن الحرب قي السودان.. هل يعقل ان تنجح جهود سلك وعرمان والفكي ورابعهم طه عثمان ؟؟!. لا تملك قحت ذمة سياسية، وربما ولا اخلاقبة.. فكيف يلتمس احد مصداقيتها ؟.
¤ ومهما يكن من امر.. اصبح الشعب اصبح واعيا ولن تنطلي عليه الشعارات المخادعة (حرية سلام وعدالة).. ولا صفات (كنداكة) و(ترس).. ولو وضعت امامه (شاي ومعاه كيكة).. الشعب مشغول بدروس الوطنية قبل الديمقراطية.. لايمانه ان الحصة وطن.. وطن خالي من (الرباطة) حملة السلاح و(كثيري الصياح).