لن يستطيع احد التشكيك في اهمية ووطنية وقومية وسودانية الطرق الصوفية و رجالات الادارة الاهلية، ظل السودان وعبر تاريخه الطويل محكوما بسلطتين (روحية) قوامها (اهل الله)، و(اهلية) عمادها رجالات هذه الاداراة التي ظلت من ممسكات النسيج الوطني والاجتماعي .
وفي خضم التحولات الكبيرة التي تنتظم السودان وفي ظل محاولات الاستهداف والانتياش التي تجاوزت ( اللحم الحي) ونفذت الي ( العظم ) مازال السودانيون يترقبون اهل الادارة الاهلية ورجالات الطرق الصوفية لما لديهم من قبول لدى الاطراف كافة ولما يمكن ان يلعبونه من ادوار في راب الصدع والحفاظ علي اللحمة الوطنية وصون الوطن من محاولات الاستهداف و مخاطر التردي والانهيار.
امس الخميس تشرفت بحضور الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الادارة الاهلية والطرق الصوفية الذى استضافته قاعة الصداقة بدعوة من صديقي الصحفي الهمام ،سليل الادارة الاهلية ومخلصها الوفي ابن الشرق الاستاذ محمد ادريس.
سرني ان شعار المؤتمر كان الوفاق الوطني في الوقت الذى تتشظي فيه البلاد وتشهد انقسامات خطيرة تهدد امنها ووحدتها واستقرارها ونسيجها الاجتماعي، ما اسعدني كذلك ان سحنات اهل السودان جميعها كانت حاضرة في القاعة التي امتلات عن بكرة ابيها للبحث في حلول الواقع المازوم.
كان شعار الائتمار عبقريا وهو يخاطب واقع الحال الخلافي بلسان الوفاف المبين، ونجح المنظمون في فتح كوة امل للسودانيين الذين ينتظرون مبادرات العقلاء والحكماء في وطن يسوقه الموتورون والمغامرون ، ينتظر اسهامات الخلص من رجالات الطرق الصوفية ( اهل الله)، وزعماء الادارات الاهلية اصحاب التاثير المتغلغل في نسيجنا الاجتماعي بالمكارم ونبيل السجايا والخصال .
في هذا التوقيت الحرج من عمر السودان والمرحلة الانتقالية تتهددها العواصف من كل حدب وصوب تبرز الحاجة الي ادوار الطرق الصوفية والادارة الاهلية لما لديها من تاثير روحي وسطوة اجتماعية قادرة علي جمع السودانيين في صعيد التوافق والانسجام، وعلي الدوام كانت ادوار زعماء القبائل والمتصوفة تتجاوز الاحزاب السباسية وجهاز الدولة لما لديها من تاثير وقدرة علي الاختراق والقبول.
نجحت اللجنة العليا للمؤتمر برئاسة السلطان صديق ودعة في انجاح المؤتمر وحشد الاصوات التي ملات ارجاء القاعة بهتافات الوفاق والوحدة وكل معاني الوطنية الحقة، استحقت اللجنة الاشادة لانها جمعت فاوعت من السودانيين العقلاء الذين لاناقة لهم ولاجمل في ما تشهده البلاد من خلافات واوجدت طريقا ثالثا مهدته لعبور المبادرات ومحاولات علاج الواقع بالتي هي احسن، وتظل قناعاتنا ان الحوار هو المخرج الوحيد من نفق الازمة الوطنية الراهنة.
جمعت المبادرة الكثير من نجوم الصوفية والادارة الاهلية، حشدت سياسيين من الوزن الثقيل، وضمت مشائخ يشهد لهم السودانيون بالصلاح والمكرمات، فقد التقيت الشيخ الطيب الجد شيخ خلاوي ام ضوا بان ، والشيخ ( راجل امرحي ) وغيرهم من المشائخ الاجلاء، اما زعماء العشائر فقد جاؤوا خببا لتلبية نداء الوطن من كل حدب وصوب .
ننحاز لكل ما جاء من توصيات ترجح مبدا الحوار والوقوف سدا منيعا امام مهددات الوحدة والتماسك الوطني، ونتمني ان تنجح الاتصالات بالاطراف في التوصل الي حلول سودانية خالصة توصد الباب امام الاجندة والتدخلات الخارجية، ونطمح كذلك ان تتعامل الساحة السياسية مع حراك الادارة الاهلية والطرق الصوفية بعقل وقلب مفتوحين بعيدا عن المطامع والاهواء الشخصية والحزبية.. شكرا زعماء الادارة الاهلية والطرق الصوفية وهم يوقدون شمعة بدلا عن لعن الظلام..ونثق في انهم خيل اصيلة في سباق ( اللفة الاخيرة)..