الأصل في الحوار الوطني حول الأزمة السياسية الحالية أن يكون شاملا لا يستثني جماعة فكرية أو سياسية وان يكون حول قضايا المرحلة الانتقالية والتحول الديمقراطي والانتخابات والأصل أن تثمر نتائج الحوار، تشكيل مؤسسات مرحلة انتقالية محايدة وتقف على مسافة متساوية من كل القوى السياسية
إسناد إدارة الحكومة الانتقالية لكفاءات وطنية مستقلة ذات مهام انتقالية محددة وفي طليعتها تهيئة المسرح العام لانتخابات حرة ونزيهة وشفافة
توافق القوى السياسية على إسناد ودعم حكومة المرحلة الانتقالية
وإدارة حوار مع تيارات الشباب والثوار وتحويل طاقاتهم السالبة إلى طاقات إيجابية وبناءة وممأسة داخل الأحزاب السياسية ومؤسسات الإعلام وساحات النشاط الطلابي الجامعي
ان تكون الجماعات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا جزء اصيل من مؤسسات إدارة المرحلة الانتقالية لإكمال السلام المستدام
وان تتداعى الأحزاب السياسية للبناء التنظيمي والفكري والسياسي والاستعداد للانتخابات
بناء اتفاق استراتيجي بين كل الأحزاب السياسية على إدارة الانتخابات القادمة توافقيا، واستمرار التمييز الإيجابي للجماعات المسلحة وان يستمر هذا التوافق الاستراتيجي بين الأحزاب السياسية حتى يصمد مشروع البناء الوطني الديمقراطي، والسلام المستدام، والاندماج القومي
في رأي هذه معادلة حوار وطني لا تستدعي تدخل وساطة إقليمية أو دولية بل تستدعي عزم رجال وقادة في قامة السودان بكل ميراثه الثقافي والحضاري والتاريخي والسياسي ولعمري ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق
وهذه الحلقة المفقودة في إدارة الأزمة الوطنية المستحكمة غياب العقل القائد.
القادة الكبار في السودان تفاعلوا مع منحنيات الأزمة الوطنية منذ الاستقلال وعندما تجمروا بالحكمة والعقلانية ونضجت الحلول ماتوا لهم الرحمة.
ستظل الأزمة الوطنية دائرية حتى يسمو عقل الناشطين إلى عقل القادة الكبار أو بروز قادة جدد، واللحظة التاريخية الوطنية لا تسعف على التباطؤ والسودان تتساوى فيه حالة الصمود والبقاء والانهيار والتفكك